الأقباط متحدون - صفقات العشر الاواخر
أخر تحديث ١٣:٢٧ | الثلاثاء ٢٨ يونيو ٢٠١٦ | ٢١ بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٧٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

صفقات العشر الاواخر

احمد الحصرى
احمد الحصرى

بعد ايام قليلة من الكلام الفاسد عن المصالحة مع الاخوان والذى صدر عن الحكومة ورئيس الاغلبية البرلمانية ,, دخل السلفيون على الخط بعد تلقى اشارات خضراء من الكفيل الخليجى ,, وقام الاخوة السلفيون بعملية احتلال واستيطان لمساجد الاسكندرية ,, وكانت البداية من مسجد الخلفاء الراشدين بمنطقة ابو سليمان شرق المدينة حيث اقتحم العشرات من السلفيين المسجد واعتدوا على أئمة الأوقاف لمنعهم من إقامة الصلاة والشعائر، وطردوهم من المسجد للسماح للشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية وعراب حزب النور , بتولى أمور الشعائر والإشراف على الاعتكاف بالمسجد فى العشر الآواخر من شهر رمضان. وقال مصدر بأوقاف الإسكندرية، إنهم فوجئوا بعدد كبير من السلفيين يقتحمون المسجد من كافة المحافظات والمناطق، حاملين أمتعتهم الخاصة ويطردون من هم فى المسجد ليجلسوا فى الساحة الداخلية ويطردون كل من له علاقة بالأوقاف. مديرية الأوقاف أبلغت الوزارة والقطاع الدينى بالواقعة والجهات الأمنية لمنعهم من الاستيلاء على المسجد والتعدى على أئمة الأوقاف دون جدوى مما جعل مفتشو مديرية الأوقاف مضطرون الى التواصل مع الشيخ ياسر برهامى وقيادات الدعوة السلفية وانتهت الموقعة بأنتصار الاخوة السلفيون وتحرير المسجد من الكفار , بل قامت وزارة الاوقاف بأصدار تصريح خطابة للشيخ برهامى وتسليمه رسميا مسجد الخلفاء الراشدين يمرح فيه واخوان ,, وهو المسجد الاول ضمن 4000 مسجد تحت امر السلفيين خلال الايام القادمة .

هكذا الامر بكل بساطة قرر السلفيون احتلال المساجد والاستيطان تحت زعم الاعتكاف العشرة الاواخر من شهر رمضان المعظم ,, ونفذ السلفيون ماقرروه دون اى اعتبار لأحد اى كان اوقاف او شرطة او قانون , فى دولة مستباحة من الرأس الى القدمين .

لكن الحكاية لها اصل ومافعله سلفيو الاسكندرية لم يكن تصرف عشوائى وانما كان بفضل قوة دفع جاءت محملة بنفحة خليجية ,, لشن حرب على الشيعة يقودها السلفيون فى مصر .

ودون ان يكذبها احد او يرد عليها ,كانت صحيفة «الفجر» قد انفردت ، قبل واقعة الاسكندرية ، بتفاصيل الصفقة التى تم إبرامها بين قيادة أمنية كبيرة، وبين قيادات الدعوة السلفية بالإسكندرية، لاستعادة المساجد التى سحبتها وزارة الأوقاف من الدعاة السلفيين، منذ شهور، وذلك إثر تساؤل شخصية عربية كانت تزور مصر مؤخراً عن وقف نشاط الدعوة السلفية فى مواجهة التشيع، واستنكاره ابتعاد الداعية محمد حسان عن تلاميذه، وعن الدعوة، وهو ما تبعه حصول الأخير على حكم بالبراءة من تهمة ازدراء الأديان.

وكتب رامى رشدى أن البراءة ستتبعها عودته مجدداً لنشاطه، عبر بوابة الصفقات الأمنية والاتفاقيات السرية .

حسان لن يعود هذه المرة على جواد تجديد الخطاب الدينى، الذى أسند بكل تفاصيله للداعية الشاب والمقرب جداً من رئاسة الجمهورية الدكتور أسامة الأزهرى، ولكنه سيقود حرب مواجهة التمدد الشيعى، وتسند له تلك المهمة بكل تفاصيلها فى الفترة المقبلة.

وعلى مدار الأيام القليلة كانت هناك اتصالات مكثفة بحسان من أعلى مستوى ومن جميع المستويات سواء فى مصر أو فى دول الخليج كلها تصب فى اتجاه واحد وهو ما هى الصيغة المناسبة للعودة الكبيرة لشيخ الدعوة السلفية خاصة مع المكانة الكبيرة التى يتمتع بها فى مصر والخليج وفقاً لوجهة نظر شيوخ السلفية فى الخليج والتى رسمتها القيادات فى الخليج مع القيادات الأمنية والسياسية فى القاهرة.

وحسب مصادر الفجر ستأتى عودة حسان بمباركة من الأزهر، وذلك من خلال ترتيب لقاء ومؤتمر صحفى كبير يجمع بين الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر وحسان يقوم من خلاله بتقديم الشيخ الكبير باعتباره رمزاً من رموز الدعوة الإسلامية ، وعقب المؤتمر أو قبله يتم عقد اجتماع كبير بين الشيخين يقوم فيه حسان بعرض نهجه ومنهجيته فى مواجهة الشيعة، خصوصا أن كل دروس الشيخ وخطبه وعظاته ستختص بهذا الدور ولن تخرج عن هذا المحور وفقاً لما رسمته له القيادات الأمنية خلال الأيام القليلة الماضية.

ويعقب لقاء الطيب وحسان، لقاء آخر مغلق مع الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف يقوم فيه حسان بالاتفاق على تفاصيل المساجد التى يريد أن يؤم الصلاة ويلقى الدروس فيها.

وبعد مباركة الأزهر لعودة حسان بشكل واضح وصريح، وضمان عودته وفقاً لشروطه ورغباته وبشكل شرعى وقانونى للمساجد، تبقى معضلة لحسان، هى الميديا وكيفية عودته لها وتلك النقطة تم حسم تفاصيلها، ووافق عليها الداعية، وفى حال عدم التواصل لاتفاق مع مالكى ومؤسسى الشبكتين سيتم تأسيس قناة جديدة برءوس أموال خليجية يضخها عدد من رجال الأعمال والمشايخ فى الدول العربية، على أن يتولى مسئوليتها فى القاهرة أحد المصريين المقربين من الشيخ.

صفقة العشرة الاواخر لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة ,, ففى العام الماضى كان ذاك الحديث عندما دعى رئيس الدولة الى تجديد الخطاب الدينى.
فى تلك الدعوة انبرى كل مشايخ الفتة وقالوا أنا لها.

وسرعان ما انطلقت التصريحات من كل فج عميق تعلن وصول الإسلام إلى قنوات الفضائيات يجدد به الآباء المؤسسون للإرهاب عن نيتهم تجديد الخطاب الدينى.

أولهم بعض خريجى الأزهر.. وثانيهم أهل السلف وحدث ولاحرج عن هذا التجديد.

وكان ثالث الأثافى الشيخ محمد حسان الذي اعلن انه سيظهر عبر التليفزيون من خلال برنامج يومى في شهر رمضان يحمل عنوان «المنهج النبوى في دعوة الآخر».

ومن لا يعرف فأن الشيخ حسان هو أحد حمائم الليلة شال الحمام وحط الحمام وخلع وماحدش عارف فين الفلوس اللى اتبرع بيها المصريين.. «سلفي» يزعم التجديد.. لكنه يرفض الديمقراطية والسياحة.. ومن إبداعاته في دعوة الآخر يقول: لا يجوز تولى المسيحى رئاسة الجمهورية ويضيف بتجويد: على القضاة مراجعة أنفسهم ، كما يقدم وصفات طبية من «التراث» لأشياء أخرى تحت الحزام.

كما كان الأب الروحى لكل الإرهابيين وهو ماكشفته الحلقة الثالثة من انفراد «البوابة نيوز» عن اعترافات خلية «كتائب حلوان»، حيث قالوا بالحرف: «تربينا على الخطب الدينية لـ«محمد حسان».

الشيخ السلفى مجدد الدين له نشاط دعوى مكثف في درس أسبوعى بمسجد مجمع التوحيد بالمنصورة ويقوم بالتدريس في معاهد إعداد الدعاة برضه في المنصورة حيث يرأس مجلس إدارة مجمع أهل السنة.

كتب الشيخ حسان الكثير من المؤلفات والكتب الداعية لقتل الآخر ولكن كله يفوت ما دام قبل الصلح مع الليلة.

ومن أقواله الحركية في مقالات وأحاديث:
المسيحى لا يجب أن يتولى منصبا مثل رئاسة الجمهورية، رافضا فكرة «الحكم بالديمقراطية»، لأن بها أفكار بعيدة عن الله، متسائلا: أيليق بمجتمع مسلم أن يخدش حياء أبنائه باسم السياحة؟ و يستخرج الداعية السلفى بعض الوصفات الطبية من كتب التراث لعلاج ، الاكتئاب، والعقم وغيرهما، ومنها ما نسبه لـسيدنا على بن ابى طالب ، ويقول في وصفة علاج تأخر الإنجاب، خلط «قليل من ماء المطر على قليل من اللبن ويتم تحليتهما بالعسل ويتم شربهم على ريق النوم وتستمر على ذلك فترة، إضافة إلى الاستغفار كل يوم ١٠٠ مرة وترديد دعوة سيدنا زكريا» تجديد.. وفي شهر أكتوبر من عام ٢٠١٠ م أصدر مولانا عبر قناة ( الرحمة الفضائية ) فتوى تُبيح بيع الآثار لمن يعثر عليها وتحطيم التماثيل أو طمس معالمها.. تجديد.

يقول الشيخ أحمد الشاذلى حسن الشاذلى إن بداية الدعوة إلى تكوين داعش كانت دعوة مولانا حسان عندما طالب المسلمين جميعا في عهد مرسي بتكوين جماعة إسلامية في سوريا وتكون على إثر هذه الدعوة داعش ولم يظهر إلا بعد خطاب مولانا حسان وقال بالحرف الواحد «لا بد أن يمدوا بالسلاح» باعترافه أن مؤتمر علماء المسلمين الوهابية افتوا: أن الجهاد واجب بالنفس والمال والسلاح، كل على حسب استطاعته، فجهاد الدفاع الآن واجب كفائى على المسلمين في جميع أنحاء الأرض، وكانت دعوة صريحة من مولانا حسان إلى تكوين جماعة جهادية وبالفعل بعد أربع وعشرين ساعة من دعوته ظهرت لأول مرة في تاريخ الإسلام الست «داعش».

والدليل كما يقول الشاذلى أن السلفيين والإخوان في مصر هم من يدعمون داعش، إننا لم نسمع واحدا منهم أنكر ما يفعله داعش على الرغم من فظاعة وبشاعة ما يفعلونه، وحتى الأزهر الشريف صمت صمت القبور ورفض تكفيرهم واعتبرهم من المؤمنين الذين لايجوز تكفيرهم .

هذا هو ماتعلمه ومايعرفه ومايروج له الشيخ محمد حسان ,, هنيئا لكل قيادات مصر المحروسة بتلك الصفقة مع الشيطان ,, ولك الله ياوطن .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع