ويقول لك من حولك.. نحن في أحسن حال
محمد حسين يونس
كأنني أشاهد نفس العرض ..و أعرف نهاية الفيلم ..حكومة شديدة الضعف مفروضة علينا بإرادة علوية سامية ، تتخبط ، تكذب وبنفس السرعة تزور الحقائق و لا يهم أفرادها إلا رضا الزعيم المفدى صاحب المعجزات و الانجازات ...التي لا يصدقها إلا ساذج أو مستفيد .
الجنية تتدهور قيمته .. الفقر يزداد .. و الجهل يعم .. و مع ذلك يقولون بثقة .. نحن في أحسن حال .. إحمد ربنا علي النعمة اللي إنت فيها إحنا كنا فين و بقينا فين .. يحي العظام و هي رميم .. البطران أخرته قطران .. و اللي ميرضاش بالخوخ يرضي بشرابة
في الحقيقة زهقت .. و إستسلمت .. و يأست ..منذ زمن طويل و رغم ذلك ففي بعض الاحيان ينتابني شعور(غبي لا منطقي) بانه لا بد و أن يكون هناك شيء ما لم يتدهور أو يتحلل أو لا زال محتفظا بلمحة صدق او شرف ما .
وللاسف أجد مع كل تجربة أخوضها( يحدوها الامل مغامرا) أنه لم تعد فقط مؤسسات الحكومة و القطاع العام فاسدة و متهرئة.. و لكن القطاع الخاص أصبح أغبي من كليهما خصوصا في المستشفيات و المدارس و البنوك .. أما التوكيلات الاجنبية فحدث و لا حرج أوكار لا يسكنها إلا اللصوص الذين يؤدون جزء يسير من الخدمة المفترض تقديمها و ينزحون في مقابلها أموالنا بالدولار و اليورو و نحن خاضعون .. أف
يا ناس (يا هو) أروح فين ..السوبر ماركات تقدم بضائع منتهية الصلاحية و أسعار مبالغ فيها بواسطة موظفين تقطع وشوشهم الخميرة من البيت .. شركات توزيع الانترنيت و شبكات التلفزيون المدفوعة الثمن لا تتقن إلا التحصيل في الميعاد والبطء و التشويش و التسويف في أداء الخدمة .. شركات تعبئة المياة في زجاجات .. بين كل ثلاث او أربع قناني واحدة غير صالحة و تسبب المشاكل بعد تركيبها .. اللاب توب (اتش بي ) من أفضل الماركات وأغلاها سعرا .. إشتريته من ( كومبو مي ) علي أساس إنهم ناس لهم نظم و تليفونات ومقرات( وسيستم) .. و مع ذلك فتغيير البطارية لديهم .. لم يتم خلال إسبوع كما وعدوا و البت اللي بترد علي تليفونات (السيستم ) لا حول و لا قوة لها ،قالت يمكن كمان إسبوعين أو ثلاثة يعني معندهمش غير (سيستم )و لا توجد خدمة (فوت علينا بكرة يا سيد ).
نفس الكلام مع توكيلات التليفون المحمول(لي مغامرة رائعة مع فودافون وسامسونج رميت في نهايتها تليفوني ) .. و العربات وشركات التأمين عليها و مراكز صيانتها وإصلاحها .. و الاجهزة الكهربائية خصوصا التكييف و الثلاجات في هذا الحر الخليجي .. كلها تأخذ منا الملايين و تعطينا في مقابلها أسوأ الخدمات
ناس فاشلين أبناء شبه دولة فاشلة .لا تستطيع تنظيم إجراء إمتحان لطلاب أى مرحلة دون تسريب الاسئلة و الاجابات .
إنتم إية يا حضرات .. رضعتوا إهمال ، نصابين و لا مبتفهموش .. و لا محتاجين واسطة ورشوة حتي مع القطاع الخاص .. ولا المصريين بقوا كلهم بيوردوا قمح علي الورق و ثمنه يضربوه في جيوبهم ولم تعد السرقة و الغش حرام
في بلدنا التي لبست قشر الحضارة و روحها جاهلية لا يستطيع شخص معاصر أن يعيش بهدوء و أمان و لا يسعد فيها إلا أبناء السفلة أبي سفيان و حنظلة و من علي شاكلتهم بدون لحي أوإعلان هوية .
الحقيقة حزين لانني مؤدب ..و مش قادر أعبر عن راى بصراحة.. في المعتوهه أم الدنيا اللي مخطط لها أن تكون قد الدنيا