الأقباط متحدون - رمضان جانا واتروعنا به
أخر تحديث ١٣:٤٦ | الأحد ٢٦ يونيو ٢٠١٦ | ١٩ بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٧١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

رمضان جانا واتروعنا به

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

فاروق عطية
  أنا من أشد المعجبين بالمطرب الشعبي الخالد محمد عبد المطلب، الذي أثري الحياة الغنائية بأروع الأغاني الشعبية بأرقي الكلمات وأعذب الألحان.

جلست في شبه غفوة العصاري وأنا أستمع لمطربي المفضل طِلِب وهو يصدح: السبت فات والحد فات وبعد بكره يوم التلات معاد حبيبي. يا سلام علي الوفاء في الحب أيام زمان، العاشق يعُدّ الأيام بل الساعات والدقائق مذكرا متلهفا للقاء من يحب. السبت فات قِرُب ميعاد اللقاء، وأيضا الأحد قد مر وفات وازداد ميعاد الحبيب قربا، النهارده الإثنين وباكر الثلثاء ميعاد اللقيا. يا خسارة أيها العاشق الولهان أنت تقول بعد بكرة يوم التلات ميعاد حبيبي يعني جنابك غلطان في الحساب لأن التلات بكره وليس بعد بكره، يعني كدة هتخلّي المحبوب ينتظرك، وجنابك متروحش انتظارا لبعد بكرة، وستكون عاقبتك وخيمة من محبوبتك اللي اتلطعت في انتظار جنابك ولم تفي بالوعد، لأن جنابك ضعيف في الحساب ومبتعرفش تعد حتي علي صوابعك ..!.

   أفقت من تصحيح حساب موعد اللقاء وما سيترتب عليه من أحداث علي صوت طِلِب يصدح بأغنية: رمضان جانا وفرحنا به. ونحن الآن في شهر رمضان وكل سنة والبشرية جميعا مسلمين ومسيحيين ويهود وبوذيين وهندوس وسيخ وكونفشيوس وبراهمة ومجوس وبهائيين وكل من له دين أو ملحدين جميها في سلام ومحبة في شهر الصوم وعبادة الرحمن. كنت أظن وبعض الظن إثم أن شهر رمضام من الأشهر الحُرُم التي يحرم الدين الإسلامي فيها سفك الدماء، ولكن يبدو أن ظني كان كل الإثم وليث بعضه، لأن الدوله الإسلامية (داعش) ربيبة آل سعود والوهابية الصحراوية، التي تقول أنها تمثل صحيح الإسلام، وتريد العودة بالعالم لدولة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية الغراء التي تعيد العالم إلي الطريق القويم، قد أعلنت أن شهر رمضان هو شهر الفتوحات والجهاد، منبئة أن خير الجهاد يكون في رمضان والاستشهاد فيه مدعاة لدخول الجنة بلا حساب.

   منذ أعلن“داعش”عن رسالته التي دعا فيها مسلّحيه إلى تنفيذ هجمات ضد مصالح الولايات المتحدة وأوروبا في شهر رمضان

 آمرة خلاياها النائمة بالتأهب، والعالم يقف علي أطراف أصابعه، والحشود البوليسية تستعد لدرء الخطر القادم والمنتظر. وما أن بدأ شهر الصوم حتي تدفقت الأخبار العاجلة، الساعة 2:45 صباح الأحد 12 يونيو 2016، الإرهاب يضرب مدينة "أورلاندو" السياحية فى الولايات المتحدة. مسلح يقتحم "ملهى للمثليين" ويقتل 49 شخصا، والمصابون 53 منهم 6 في حالة حرجة. الحادث وقع قبل أسبوعين فقط من الذكرى السنوية الأولى لقرار المحكمة الأمريكية العليا بتقنين زواج المثليين وفي عطلة أسبوع تقيم فيها المدن بجميع أنحاء البلاد، ومن بينها واشنطن، احتفالات المثليين. وسرعان ما أعلن تنظيم "داعش" في بيان رسمي عبر إذاعته “وكالة أعماق”، مسؤوليته عن المجزرة التي نفذها الأفغاني الأمريكي المولد عمر متين(29 عاما) في مقهى للمثليين في أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، موديا بحياة 50 شخصا، في أكبر حادثة إطلاق نار في تاريخ أمريكا وأكبر عمل إرهابي بعد 11 سبتمبر 2001.

   وأثار هذا الهجوم الجدل من جديد بشأن الأمن القومي وأفضل سبل مواجهة تشدد الإسلام الراديكالي، في ظل حملة انتخابات رئاسية محمومة بين المرشحة الديمقراطية المحتملة هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري المفترض دونالد ترامب. ويبدو أن دونالد ترامب عازم على استخدام مجزرة أورلاندو لتأكيد ما يعلنه دائما عن الثقة بقدرته على التعامل مع الارهاب اكثر من منافسته الديمقراطية. كما اتهم ترامب الرئيس أوباما وخليفته المحتملة كلينتون بالفشل في التعامل مع ما يدعوه "الاسلام الراديكالي"، وجدد ترامب دعوته إلى منع المسلمين الراديكاليين من دخول الأراضي الأميركية، داعياً أوباما إلى التنحي لعدم استخدامه عبارة "الإسلام الراديكالي" في خطابه إلى الأمة حول المذبحة، وأيضا علي كلينتون أن تنسحب من هذا السباق لنفس السبب. وكتب ترامب في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "ما حدث في أورلاندو هو مجرد البداية. لدينا قيادة ضعيفة وغير فعالة".

http://www.aljarida.com/articles/1465825924205058700/
   وفي أوروبا حذر الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، من وقوع عمليات إرهابية في بطولة يورو 2016، والتي تتزامن مع شهر رمضان، حيث تبدأ البطولة في 10 يونيو، وسط توقعات بحضور حوالي 2.5 مليون متابع إلى فرنسا، لمشاهدة 51 مباراة في 10 ملاعب، يخوضها منتخبات 24 دولة أوروبية، ما يجعل تلك البطولة هدفًا لتنفيذ هجمات إرهابية كبرى. كما كشفت معلومات أمنية النقاب عن وجود مؤشرات حقيقية لتنفيذ عمليات تفجير جديدة فى العاصمة البلجيكية بروكسل خلال شهر رمضان.

   في يوم الإثنين 13 يونيو الجاري (حوالي الساعة 9 مساء) ، قتل شرطيا فرنسيا طعنا بـ”سكين” مرات عدة على يد “مجهول” في مانيانفيل شمال غربي باريس، واحتجز زوجة وابن الضحية رهينتين في منزلهما. وقالت وزارة الداخلية الفرنسية: إن الشرطي قتل عندما كان عائدًا إلى منزله في بداية المساء. وأضاف أن الشرطة الفرنسية الخاصة انتشرت في البلدة التي جرت فيها الحادثة والتي تبعد عن باريس حوالي 60 كيلومترا. وإن المفاوضات جارية مع القاتل. وفي اليوم التالي أنهت الشرطة الفرنسية هجومها على الفيلا وتم قتل الجاني في الهجوم، كما وجدت الشرطة زوجة ضابط الشرطة مقتولة، وتم إنقاذ الطفل البالغ من العمر 3 سنوات، وانتهت عملية الاقتحام في "العاشرة والنصف" بتوقيت جرينتش، وأشار مصدر في الشرطة إلى أن الرجل ادّعى انتماءه لتنظيم داعش خلال المفاوضات معه قبل أن يُقتل. وقال شهود للمحققين إن الرجل صرخ "الله أكبر" عند مهاجمتة للشرطي الضحية.

   أعلنت مصادر متطابقة، الثلاثاء، أن قاتل ضابط الشرطة الفرنسية، يدعى العروسي عبد الله، ويبلغ من العمر 25 عاما، من مواليد مونت لاجولي الفرنسية وهو من أصول شمال أفريقية، له سجل إجرامي كالسرقة وتجنيد جهاديين، حكم عليه في 2013 بالسجن ثلاث سنوات، لمشاركته في شبكة متشددة بين فرنسا وباكستان “جمعية أشرار بهدف الإعداد لأعمال إرهابية”. تبنى تنظيم داعش، الثلاثاء، عملية قتل الضابط طعنا بالسكين أمام منزله، وفقا لما ذكرته “وكالة أعماق” التابعة للتنظيم. وذكر أحد المسؤولين الذي رفض الكشف عن اسمه حفاظا علي سرية التحقيق، أن القاتل قام بتصوير جريمته فيديو وبث هجومه بالسكين، بشكل مباشر على موقع “فيسبوك” قبل أن يتم إيقاف حسابه، وفق ما نقلت “أسوشيتد برس.


http://www.alalam.ir/news/1828282
   شهد العام الماضي العديد من الحوادث الإرهابية التي نفذتها الجماعات الإرهابية المتشددة خلال شهر رمضان. استشهد النائب العام هشام بركات، بتعرضه لعملية اغتيال بسيارة ملغومة، كما استشهد مدير عام هيئة الطرق والكباري بشمال سيناء، المهندس محمد أحمد؛ إثر انفجار عبوة ناسفة تم تفجيرها عن بعد في ميني باص تابع للهيئة. وحدثت هجمات شبه المتزامنة على كل من الكويت وفرنسا وتونس والصومال. إبان صلاة الجمعة في مسجد يتبع الطائفة الشيعية في الكويت، فجَّر انتحاري نفسه ليلقى 25 شخصًا مصرعهم ويجرح العشرات. وفي أقل من ساعة، هاجم مسلح يحمل راية تخص إحدى الجماعات الإرهابية، مصنعًا للغاز في مدينة ليون الفرنسية، أدى إلى مقتل شخص وإصابة شخصين آخرين. وبعد وقت وجيز، أعلنت تونس مقتل 37 شخصًا في هجوم شنه مسلح على فندق في ولاية سوسة. كما شهدت الأعوام الماضية هجمات مماثلة في رمضان، في تونس 16 يوليو 2014 (18 رمضان)، قتل 14 جنديًا في كمين نفذه متطرفون لإحدى دوريات الجيش في جبل الشعانبي. وفي ذات المكان 18 رمضان، (29 يوليو 2013)، نفذ المتطرفون كمينًا مشابهًا أوقع ثمانية جنود. وفي مصر شهد 17 رمضان (5 أغسطس عام 2012)، مقتل 23 جنديًا وضابطًا بالجيش في مدينة رفح، في هجوم نفذه متطرفون مستخدمين أسلحة ثقيلة، عرفت بـ"مذبحة رفح الأولى". وفي أول رمضان (28 يونيو 2014)، نفذ إرهابيون "مذبحة رفح الثالثة"، عبر نصب كمين سقط فيه أربعة جنود، وهو نفس الأسلوب الذي نفذت به مذبحة رفح الثانية في 19 أغسطس 2013، وأدت إلى مقتل 25 جنديًا، لكن المختلف أنها لم تكن في شهر رمضان.

http://www.elwatannews.com/news/details/760531
   وبعيدا عن الإرهاب تشهد مصر أحداثا غريبة لم تشهدها مصر قديما خاصة في شهر رمضان، لا تعبر عن شيئ إلا انتمائها الديني والسياسي للوهابية السعودية المتصاعدة، ويبدو أن السفارة السعودية بالقاهرة حاليا تقوم بدور المندوب السامي البريطاني إبان الاستعمار، وأن الحكومة وكبار موظفيها يحاولون جاهدين إرضاء المندوب السامي الوهابي بتصرفاتهم المشينة والتي تخالف القانون والدستور والأعراف المصرية المتوارثة. من هذه الأحداث الشاذة:-

ـ صدور فتوي من دار الإفتاء المصرية بأن "المجاهرة بالفطر في نهار رمضان مجاهرة بالمعصية، وهي حرام فضلًا عن أنها خروج على الذوق العام في بلاد المسلمين، وانتهاك صريح لحرمة المجتمع وحقه في احترام مقدساته". وأثارت الفتوى غضب العديد من المصريين، اعتبرها البعض انتهاكًا واضحًا للحريات الشخصية للمواطنين، بينما اعتبرها آخرون تحريضًا واضحًا على العنف ضد المفطرين ورجوعا للقرون الوسطى.

ـ نصب السيد ياسر فرج نائب رئيس حي العجوزة نفسه قائما بأعمال هيئة الأمر بالملفوف والنهي عن الهمبرجر الوهابية، بشن حملات أمنية لضبط المفطرين في نهار رمضان، متناسيا الرخصة الربانية للمرضي ومن هم علي سفر، وغير المسلمين بالوطن.
ـ تعرض مواطنون أقباط للاعتداء بقذفهم بـ"البيض" من قبل مجهولين داخل سيارة بدون لوحات معدنية على كورنيش مطروح، خلال ذهابهم في رحلة مصيف، وقاموا بتحرير محضر للجناة. قال أحد المجني عليهم: كنا نسير معا علي كورنيش مطروح فوجئنا بسيارة فيرنا سماوي تقذف علينا البيض، ما أصاب زوجتي وبعض أصدقائي بحالة من الفزع. وأشار إلى أنه قام بتحرير محضر، ولم ينكر الشابين فعلتهما مشيرًا إلى أن أسرهم عرضوا علينا 100 ألف جنيه مقابل التنازل عن المحضر ولكننا رفضنا.

http://www.light-dark.net/t763034-1
   هكذا صار الحال في أيامنا الغبرة بعد تسليم مصر مفروشة للوهابية السعودية الصحراوية لنشر الكراهية والعنف في مصر والعالم حتي في شهر الصوم والتعبد الذي كنا ننتظره في الأيام الخوالي، حتي ننعم فيه بالمحبة والطمأنينة والمرح، كانت أيام.. ليتها تعود ..!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع