الأقباط متحدون - السيد نصرالله: ميزانيتنا من إيران... ومالنا يصل الينا كما تصل صواريخنا
أخر تحديث ٠٥:٢٥ | الجمعة ٢٤ يونيو ٢٠١٦ | ١٧بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٦٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

السيد نصرالله: ميزانيتنا من إيران... ومالنا يصل الينا كما تصل صواريخنا

نصرالله
نصرالله

قال الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله خلال احتفال تأبيني أقيم في مجمع شاهد التربوي - طريق المطار، بذكرى أربعين مصطفى بدر الدين: "في هذا الشهر المبارك أجدد التبريك والتعزية لعائلة القائد بدر الدين، لأمه وزوجته وابنه وابنتيه وأقاربه وكل إخوة الجهاد ورفاق الدرب والسلاح. وأقول إلى عوائل شهادئنا في حلب: أعزيهم وأسأل الله أن يمن على الشهداء برفيع الدرجات وعلى عائلاتهم بالصبر والسلوان. وأؤكد لعائلات الأسرى أن أسراهم أمانة لنا".

أضاف: "نحن بلا شك في حزب الله، ومن خلال استشهاد بدر الدين، فقدنا قائدا كبيرا من قادة المقاومة، وركنا أساسيا من أركانها، فهو الذي كان قائدا شجاعا مقداما صلبا من الذين تجدهم أمامك في التحديات الخطيرة، ثاقب الرأي، لا يضعف ولا يجبن ولا يتزلزل".

وتابع: "دور السيد بدر الدين في موضوع اطلاق سراح الاسرى في السجون الاسرائيلية، كان من الملفات المهمة جدا في عمل المقاومة، وهذه القضية كانت من اهتماماته الاساسية لأنه في قيادة المقاومة، ونتيجة الجانب العاطفي في شخصيته، ولأنه شخصيا عانى في السجون، ويعرف ماذا يعني السجن والاسر، وكان لديه اندفاع خاص لمتابعة هذه القضية رغم المحاذير الامنية التي تتعلق بشخصيته. وكل المفاوضات التي حصلت منذ آخر التسعينيات كان رئيس فريق التفاوض فيها الشهيد مصطفى بدر الدين. وفي هذا الملف، عمل هو واخوانه بشكل كبير جدا بالحكمة والصبر والوعي والذكاء، وتم تحقيق إنجازات كبيرة على هذا الصعيد، ونستطيع أن نقول إن أسرانا أطلق سراحهم بكرامة وفخر".

واردف:"والامر الآخر اهتمام الشهيد بالتطورات في المنطقة، وهذا من سياق مسؤولياته. لقد حصلت أحداث عديدة في المنطقة، وكان مسؤولا عن عدد من الملفات، منها الملف الجهادي في العراق وسوريا، وكان لديه احساس كبير بالمسؤولية والمخاطر الناتجة من التطورات في المنطقة. وهذا الإيمان والاعتقاد الموجود لدى حزب الله كان قويا في بدر الدين. ونحن هنا ندافع عن لبنان وشعبنا في لبنان ومستقبل ومصير لبنان، لأنه لا يمكن تفكيك مستقبل ومصير لبنان عما يحصل في سوريا والعراق".

وأشار نصرالله الى انه "رغم كل الصعوبات، وجدنا أن العراقيين تمكنوا من دحر داعش وصناعة وحدة وطنية استطاعوا من خلالها هزيمة داعش عكس ما أرادته بعض الفضائيات التي تدافع عن داعش من خلال التحريض الطائفي المذهبي. والعراقيون الذين يقاتلون اليوم في الفلوجة والموصل يدافعون عن كل المنطقة وليس فقط عن مدنهم".

وقال: "بدر الدين كان منذ البداية يفهم حجم الاخطار والتهديدات وراء الوضع في سوريا، كان من القلة القليلة التي كانت تعتقد بوجود فرصة لتجاوز هذه المحنة، كانت كل دول العالم تعتقد، إلا قلة قليلة جدا جدا، ان موضوع سوريا يحتاج إلى أسابيع نتيجة الحرب النفسية وحجم التحريض واعطاء الموضوع بعدا طائفيا، بالاضافة الى التطورات المتسارعة في الميدان. عندما كانت المعركة في قلب دمشق وحمص وحلب والمدن الاساسية في سوريا، كان من الصعب ان يقول احد ان باستطاعتنا ان نواجه وأن نسقط التحديات، وهذا كان في عقل مصطفى بدر الدين والتجربة أكدت سلامة فهمه للأحداث. وتطوع لحمل المسؤولية في سوريا، وأكد انه جاهز لأن يقتل في هذه المعركة لأنه كان يعلم انه في هذه المعركة يحفظ سلامة لبنان، وذهب إلى سوريا وواكب كل مراحل الصراع، نحن عادة لا ننسب الفضل إلى شخص لكننا اليوم نتحدث عن الشهيد باسمه".

أضاف: "السوريون وأصدقاؤهم قاتلوا في أشد المعارك قحطا في سوريا، والامور اليوم أفضل. ملف حلب وساحة حلب كانت آخر الملفات، وكلنا نذكر قبل أشهر انه كان هناك قرار دولي واقليمي بتوظيف استقدام المزيد من الجماعات المسلحة، لأنه كان هناك مشروع جديد بعدما سقطت كل مشاريعهم السابقة. لقد جاؤوا بآلاف المقاتلين من جنسيات مختلفة، فالحدود التركية - السورية مفتوحة على المكشوف، والهدف من ذلك اسقاط ما تبقى من مدينة حلب بالتحديد. إذا نحن أمام موجة جديدة، وليس أمام اشتباك تفصيلي، نحن أمام مرحلة جديدة من مشاريع الحرب على سوريا، فالقتال دفاعا عن حلب هو دفاع عن بقية سوريا، هو دفاع عن دمشق ولبنان والعراق والاردن.

وتابع: "إن إعطاء فرصة جديدة للمشروع الاميركي - السعودي التكفيري ليصنع انجازا كبيرا في سوريا يهدد كل الانجازات السابقة. ولذلك، وجب ان نكون في حلب، وكنا في حلب، وسنبقى في حلب. ما يجري في حلب معركة طاحنة، وكالعادة بعض الاعلام روج على ان حزب الله ينهار في حلب، ويتلقى ضربات قاسية، نحن لا ندخل في هذا النوع من السجالات، وأقول لهؤلاء إنهم في هذا الموضوع يخترعون الكذبة، ثم يصدقونها. هذا جزء من الحرب النفسية علينا لكنهم مخطئون، 26 شهيدا وأسير واحد ومفقود واحد، هذه هي الحصيلة الصحيحة لخسائر حزب الله في سوريا، وكل كلام غير ذلك غير صحيح وغير دقيق".

وأردف: "المحور الآخر كاد أن ينهار قبل ان تتدخل أميركا للضغط على روسيا من أجل وقف اطلاق نار. فمن استفاد من وقف اطلاق النار في حلب؟ أقول إن المستفيد هو من أتى بالعدد الهائل من المقاتلين إلى سوريا. نحن في سوريا كنا نقاتل في صمت، ولم نعلن يوما عدد القتلى والاسرى. أتكلم اليوم لأؤكد حجم المعركة في سوريا. فمن تاريخ 1 - 6 - 2016 إلى 24 - 6 - 2016، تم توثيق 617 قتيلا من الجماعات المسلحة، من بينهم عشرات القادة الميدانيين وأكثر من 800 جريح، وتم تدمير أكثر من 80 دبابة وملالة وآلية عسكرية".

وقال: "في هذه المعركة يجب ان يكون معدل الشهداء أكثر من ذلك، وحجم الخسائر البشرية في صفوف الجماعات المسلحة يبعدها عن تحقيق انجازاتها. علينا مسؤولية اضافية هي المزيد من الحضور في حلب، لأن المعركة الحقيقية الآن هناك، والمعارك الأخرى قد تكون ذات طابع دفاعي محدود، لكن المعركة الاستراتيجية الكبرى هي في حلب التي لا يجوز ان نضعف فيها وان نستسلم للاشاعات والاخبار الكاذبة. وبيئتنا تزداد يوما بعد يوما ثقة بهذا المعركة، وأقول للمقاتلين في حزب الله: أنتم السابقون في وعدكم لله والامناء على المصير والكرامة والمقاومة. وان غدا لناظره قريب، فلن نترك الميادين ولا الساحات، فالنصر يليق بإخوة الشهيد بدر الدين، ومن الشهادة يأتي النصر ويأتي معه الفرج القريب".

أضاف: "ندعو إلى معالجة وطنية شاملة لظاهرة اطلاق النار في الهواء اعلاميا سياسيا ثقافيا توجيهيا تنظيميا، فهذه ظاهرة لبنانية قديمة منذ قبل ولادة حزب الله. وأعلن لكل شباب حزب الله: نحن هذا الامر بشكل قاطع نرفضه وسنواجهه، والقيادة أجمعت انه من الآن وصاعدا من يطلق النار في الهواء من أفراد حزبنا ويرتكب هذا العمل المشين والمهين سيفصل من تشكيلاتنا. ونأمل من الاحزاب ان تبادر إلى اتخاذ خطوات مشابهة لكي نتعاون على انهاء هذه الظاهرة".

وعن العقوبات الأميركية، قال: "من المسلمات التي لا تحتاج إلى تأكيد، اننا نرفض هذا القانون جملة وتفصيلا إلى قيام الساعة، فهناك طفولية وغباء وقبح في بعض الاعلام اللبناني والعربي، وحتى لو تم تطبيق القانون فبالنسبة إلينا كحزب كبيئة تنظيمية وجهادية، فهذا القانون لا يقدم ولا يؤخر ولا يضرنا ولا يؤثر علينا. ليس له أي أثر مادي على حزب الله، وقلت سابقا ليست لدينا مشاريع تجارية ومؤسسات تجارية تعمل من خلال المصارف.

أضاف: "موازنة حزب الله ومصاريفه من الجمهورية الاسلامية في إيران، ولا أحد له علاقة في هذا الموضوع، ومالنا المقرر لنا يصل إلينا. وكما تصل إلينا صواريخنا التي نهدد بها اسرائيل، تصل إلينا أموالا. نحن نتوجه بالشكر الجزيل إلى الخامنئي وإيران وحكومتها ورئيسها على دعمها الكريم لنا طوال سنوات المقاومة. أنتم لا تدفعون معاشات، أما نحن فندفع معاشات ولا مشكلة لدينا".


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.