■ جراحات القلب المفتوح معقدة وتحتاج لمهارة عالية من الجراح والطاقم المساعد والتمريض.
■ أما جراحات زرع القلب فهى أكثر تعقيداً وتحتاج لقدرات تنظيمية وإدارية هائلة.
■ ويعد د. مجدى يعقوب أشهر جراح قلب، وله أعلى سجل أكاديمى فى عدد جراحات زراعة القلب.
■ وقد بلغت شهرته آفاق أوروبا بعد أن عاش مريضه «دريك موريس» 25 عاماً بعد أن زرع له د. يعقوب القلب عام 1980 مع أن معدلات الحياة بعدها يتراوح من 5-7 سنوات، وفى مصر لدينا الآن 500 جراح قلب بعضهم يحسن جراحة زرع القلب، ولكن الجراحة لا تتم فى مصر وتتم فى معظم الدول الإسلامية مثل السعودية وباكستان والأردن والإمارات وتركيا، ويبدو أنها كتب علينا التخلف عن أقل الدول.
■ فالثقافة المصرية فى غاية التخلف، حتى لو تبرع شخص بقلبه أو صماماته فقط فإن أقاربه يقيمون الدنيا ولا يقعدونها ويجرجرون الأطباء الكبار إلى النيابة رغم أنهم لا مصلحة لهم لأنها فى المستشفى الحكومى الذى يخدم الفقراء، والآن نحن نستورد القرنية من إسرائيل لتزرع فى المستشفيات الخاصة فقط بأغلى الأسعار، رغم أنها كانت تزرع مجاناً فى المستشفيات الجامعية فى الستينيات والسبعينيات.
■ لقد قام د. يعقوب بعشرين ألف جراحة قلب مفتوح، وقام بزرع القلب لألفى مريض، وطور أبحاثاً رائعة لعمل صمام القلب من الخلايا الجذعية، وهو فى طريقة لتصنيع قلب بشرى منها بحيث لا يرفضه الجسم، ويحل مشاكل التبرع وتوابعه.
■ ولذلك حصل على وسام الاستحقاق البريطانى ولقب «سير» من الملكة «إليزابيث» فضلاً عن جائزة فخر بريطانيا وقلادة النيل، ولم يكتف د. يعقوب بذلك بل سخر حياته لخدمة الفقراء فى العالم الثالث بعد أن سرى عليه القانون البريطانى بمنع أى جراح من الجراحات بعد بلوغه 65 عاما، وأسس مركزه للقلب فى أسوان حيث تندر هذه الجراحات.
■ وقد عاين د. يعقوب أسباب الفشل فى المؤسسات الصحية الحكومية رغم وجود أعظم الكوادر فيها بسبب نظامها الإدارى العقيم الذى يدمر هذه الكوادر فتلافى كل السلبيات فى مركزه بأسوان.
■ فقد رأى جراح القلب فى الجامعة يتقاضى 6 آلاف جنيه بعد قرابة 35 عاماً خبرة، فأعطاه 50 ألف جنيه، ورأى المدرس المساعد لجراحة القلب يتقاضى ألفى جنيه فأعطاه عشرة آلاف بخلاف السكن فى فندق 5 نجوم مجاناً ويشترط عليهم التفرغ الكامل، واختار أكفأ الممرضات وأعطاها 5 آلاف جنيه، فضلاً عن السكن والطعام، فاجتذب كل الكفاءات من عين شمس وقصر العينى، كما منح الإدارة حرية مطلقة فى تعيين من تشاء من الكفاءات وفصل من تشاء ممن لا تثبت كفاءته أو إهماله، مع الحرية فى الإعلانات التى تجذب التبرعات مع التقييم المستمر، وكل ذلك غير موجود فى مستشفيات الحكومة المهضوم حقها.
■ هل تتصور أن أكبر وأشهر جراحى قلب الأطفال وأستاذ لأجيال كان يتقاضى خمسة آلاف جنيه بعد 37 عاماً جراحة زيدت بعد ثورة 25 يناير إلى 10 آلاف من الجامعة، والمدرس المساعد يأخذ ألفى جنيه، ورغم ذلك فالأقسام الجامعية تنحت فى الصخر وتفتقر للإمكانيات ولا تستطيع قانوناً أن تذيع إعلاناً واحداً للتبرع لها، مع أن مستشفى أطفال مصر «أبوالريش» سابقاً أجرى فى العام الماضى 1350 جراحة قلب أطفال فى مقابل 400 حالة فقط فى مركز د. يعقوب، أما جراحات القلب فى مستشفيات مصر فى كل عام فتصل إلى 6 آلاف حالة فى مقابل 400 فقط فى مركز د. يعقوب.
■ وإذا أردنا أن ينهض القطاع الطبى الحكومى من كبوته فعلينا أن نعمم تجربة مركز د. غنيم ومركز د. يعقوب على كل المؤسسات.
■ لقد أوصل د. يعقوب رسالة مفادها «إذا أردتم تطوير الطب وإدخال زراعة القلب فهذا هو النموذج لإصلاح المستشفيات الجامعية والحكومية حرية الإدارة، العدد المناسب، لا واسطة أو محسوبية أو تدخلات من أى جهة، الكفاءة هى المعيار، الأجور المجزية، التفرغ الكامل، لا زيادة فى العمالة، تعمل تأخذ، تقصر تفصل.
■ لقد منح الله د. يعقوب مع الكفاءة الطبية دماثة الخلق والتواضع وعدم الغرور أو التحدث عن نفسه أو البحث عن الأضواء والاهتمام بالعمل مع كثرة الصمت وعدم دخوله فى أى صراعات أو وضع نفسه فى أى خانة والتمتع بالفكر المستقل.
■ لدينا الآن 500 جراح قلب على كفاءة عالية جداً، ولولا فشل النظام الإدارى المصرى لكانت مصر رائدة فى كل جراحات القلب وأعلاها زرع القلب.
■ سلام على د. يعقوب الذى شرف الطب والأطباء ومصر، واختار أرفع مهنة وأسمى علم بعد العلم بالله، وأحيا آلاف الأنفس، وعلم أجيالاً كثيرة، وتمنياتى له ولأسرته بموفور الصحة والسعادة.
نقلا عن المصري اليوم