واشنطن تحذر حلفاءها من محتوى وثائق دبلوماسية سربت لويكليكس
استبقت الولايات المتحدة احتمال قيام موقع ويكليكس المثير للجدل بتسريب مجموعة ضخمة من الوثائق والتقارير الدبلوماسية التي قد تحتوي على معلومات حساسة عن علاقتها ببعض الدول، بالاتصال بحلفائها للحد من تأثير هذه التسريبات على علاقتها بها.
وذكرت التقارير أن الإدارة الأمريكية استعدت لأسوا السيناريوهات وأبلغت تركيا وإسرائيل والدنمارك والنرويج وبريطانيا بالحرج المحتمل الذي قد ينجم عن هذه التسريبات.
وقال مسؤولون امريكيون لبي بي سي ان وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون قد اتصلت هاتفيا بعدد من حلفاء الولايات المتحدة قبيل النشر المتوقع لآلاف الرسائل الدبلوماسية يعتقد انها تتضمن معلومات حساسة عن علاقات الحكومة الامريكية مع هذه الحكومات.
بينما قامت السفارات الامريكية من كانبيرا الى انقرة ومن تل ابيب الى روما باجراء وقائي بابلاغ حكومات الدول عن ما يمكن توقعه من مواد حساسة في هذه الوثائق.
ردود الافعال.
كما نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤولين اتراك تأكيدهم للاتصالات امريكية مع الحكومة التركية بشأن هذه الوثائق.
وتوقعت تقارير صحفية ان بين الوثائق التي ينوي موقع ويكليكس نشرها اوراق تتضمن تلميحات الى أن تركيا قد ساعدت مسلحي القاعدة في العراق وان الولايات المتحدة ساعدت متمردين اكرادا يحاربون تركيا من العراق.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان انقرة لا تعرف اي نوع من الاوراق تحتويها هذه الملفات.
وأضاف: "هذه تكهنات.. بيد انه من حيث المبدأ فأن اي تسامح او تجاهل لاي فعل ارهابي ينشأ في تركيا ويستهدف بلدا مجاورا وبشكل خاص العراق هو امر غير وارد اطلاقا".
وشدد كذلك على "التعاون الوثيق" بين واشنطن وانقرة للتصدي لحزب العمال الكردستاني.
وفي روما ابلغت واشنطن وزير الخارجية فرنكو فراتيني ان بعض الوثائق تتعلق بايطاليا.
واشارت الحكومة الايطالية في بيان إلى "انعكاسات سلبية محتملة بالنسبة لايطاليا".
كندا بدورها علقت على هذه المعلومات سعيا الى الحد من الاضرار الممكنة، وأشارت بعد ظهر الجمعة إلى أن سفارتها في واشنطن "تعالج هذه المسألة مع وزارة الخارجية".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الكندية ميليسا لنتسمان إن كندا "لا تعلم بفحوى الوثائق التي قد يتم تسريبها".
واضافت "لقد احطنا علما بتسريبات محتملة من جانب مصادر مختلفة عدة".
ونقلت وكالة فرانس برس عن السفير الأمريكي في العراق جيمس جيفريز قوله إن ويكيليكس "عقبة فظيعة" لجهود الولايات المتحدة من أجل بناء جسور الثقة بينها وبين البلدان الأخرى.
وقال للصحافيين كذلك: "لا أفهم دوافع تسريب هذه الوثائق، إنها لن تساعد سوى على الإضرار بقدراتنا لأداء عملنا هنا".
"امر خطير للغاية"
واضاف "اعتقد إن على المسؤولين عن ذلك التفكير في لحظة معينة بمسؤوليتهم تجاه الاشخاص الذين يعرضونهم للخطر والامتناع عن نشر هذه المعلومات".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن تسريب هذه التقارير الدبلوماسية قد "يتسبب في توتر" بين الدبلوماسيين الأمريكيين "والأصدقاء" عبر العالم.
وحذر الناطق باسم الوزارة بي جي كراولي من خطر تأثير فحوى هذه الوثائق على مصداقية الولايات المتحدة كشريك دبلوماسي.
وقال موقع ويكيليكس إن الولايات المتحدة تخشى من المحاسبة، ولم يحدد ويكيليكس موعد نشر هذه الوثائق.
ويقول محللون إن الولايات المتحدة وحلفائها قد يتعرضون إلى الحرج بعد نشر تقييمات صريحة لحكومات أجنبية صادرة عن مسؤولين أمريكيين.
لكن الموقع الذي أسسه جوليان أسانج قال في وقت سابق هذا الأسبوع إن حجم ما سينشر من الوثائق أكبر سبع مرات من وثائق وزارة الدفاع الأمريكية الأربعمئة ألف المتعلقة بحربي العراق وافغانستان والتي نشرت خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول، أي ما قد يناهز 3 ملايين وثيقة.
ويُجهل مصدر الوثائق المتوقع تسريبها، لكن الجندي في الجيش الأمريكي برادلي مانينغ، وهو كذلك محلل عسكري، لا يزال رهن الاعتقال منذ شهر يونيو/ حزيران في انتظار المحاكمة بشبهة تسريب وثائق سابقة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :