الأقباط متحدون - ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم وخسر نفسه
أخر تحديث ٠٥:١٨ | الخميس ٢٣ يونيو ٢٠١٦ | ١٦بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٦٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم وخسر نفسه

نيافة الأنبا يوسف أسقف تكساس
نيافة الأنبا يوسف أسقف تكساس

عرض/ سامية عياد

"لكل شىء زمان ولكل أمر تحت السماوات وقت" هكذا قال سليمان الحكيم فى سفر الجامعة ، فأمور كثيرة فى حياتنا هى صليب محمول فى طريق جهادنا الروحى لكن فى النهاية يكون لها وقت حتى يتحقق الفرح والحياة الأبدية ، من هذه الأمور الخسارة ..
 
نيافة الأنبا يوسف أسقف تكساس فى مقاله "للخسارة وقت" حدثنا عن مبدأ الربح والخسارة ، فحسب معلمنا بولس الرسول أن الخسارة من أجل الرب يسوع هو الربح الحقيقى قائلا : "لكن ما كان لى ربحا فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة ، بل إنى أحسب كل شىء أيضا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح ربى ، الذى من أجله خسرت كل الأشياء ، وأنا أحسبها نفاية لكى أربح المسيح ، وأوجد فيه" ، فالمسيح هو اللؤلؤة الكثيرة الثمن التى تستحق أن يمضى المرء ويبيع كل ما له لكى يقتنيها .
 
كل من يختار بإرادته أن يخسر شىء من أجل ربح المسيح هو فى الحقيقة تاجر حكيم قد أيقن أنه لا ينتفع الإنسان شىء لو ربح العالم وخسر نفسه وخسر الملكوت ، كل الذين ساروا على دروب الروح تعلموا جيدا أن الخسارة هى جزء لا يتجزأ من الطريق ، وأن درجة امتلائهم بالروح القدس مرهونة بدرجة قبولهم للخسارة ، والخسارة صليب موضوع للمجاهد كل يوم طالما اختار طريق الرب ، لكنه فى النهاية يتمتع بالمكسب المطلق دون خسارة . 
 
قبول الخسارة منهج حياة يومى ، إنه استعداد داخلى للانسلاخ عن كل تعلقات القلب بأى شخص وأى شىء ، ومنذ صار الموت ربحا بقيامة رب المجد يسوع المسيح صارت كل حياة خارجة عن قوانين المحبة والبذل هى خسارة ما بعدها خسارة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter