ساويرس: لا نحتاج كنائس أو مساجد بل مدارس ومستشفيات
وسط رجال الأعمال وأبنائهم وأحفادهم، روى رجل الأعمال نجيب ساويرس تجربته، على العشاء الذى أقامته له جمعية رجال الأعمال على شرفه مساء أمس الأول وأراد، له المهندس حسين صبور رئيس الجمعية أن يأتى منزوعا من السياسة تماما. جاء حديث ساويرس ليفسد لصبور ما أراده فأتى سياسيا مائة فى المائة.. العشاء وحديث ساويرس.
وعلى مدى ساعتين تحدث ساويرس، والذى أقيم عشاء تكريمه فى فندق فيرمونت الذى تمتلكه الأسرة فى أبراج ساويرس على كورنيش النيل، وهو نفس المبنى الذى يقع فيه منزله الذى يعيش فيه مع أسرته، تحدث عن أنه متفائل بالواقع الاقتصادى فى مصر وبإمكانات نموه وتطوره، ولكنه على العكس غير متفائل بالواقع السياسى».
«أنا متفائل على المستوى الاقتصادى بالرغم من أنه فى السنوات الثلاث الأخيرة انخفض حجم الاستثمارات فى مصر، وماتت الخصخصة، وعدنا إلى العمعمة.. وأنا كنت موافقا على الصكوك الشعبية التى طرحها محمود محيى الدين حينما كان وزيرا للاستثمار بس علشان نخلص من القطاع العام الموبوء والملىء بالفساد» على حد وصفه.
«ولكن أنا غير متفائل على المستوى السياسى وما ينفعش أن رجال الأعمال يسكتوا ويخافوا علشان يحموا مصالحهم، فنحن نحتاج إلى تغيير، ومش ممكن الأحوال تستمر فى الثلاثين سنة المقبلة مثلما سارت عليه فى الثلاثين الماضية».
وبالرغم من كل التحذيرات التى كررها حسين صبور رئيس الجمعية من التأكيد على البعد عن الحديث فى السياسة والاكتفاء بتوجيه أسئلة فى المجال الاقتصادى وموضوعات المسئولية الاجتماعية إلا أن ساويرس نفسه لم يلتزم بهذه التحذيرات وخرج عنها. وهو ما بدا من حديثه عن ضرورة التغيير «لابد أن يأتى يوم حتى ولو بعد عشر سنوات نشهد فيه انتخابات حرة.
وأن تسمح الحكومة فيه بوجود أحزاب أخرى غير الحزب الوطنى لمواجهة الإخوان. والإخوان لا يحاولون أن يكونوا أذكياء ويقلدون النموذج التركى الإسلامى. أنا عشت فى تركيا وأحلف بحياة الإسلام التركى الذى وصل إلى مرحلة متقدمة على مسار الحريات وحقوق الإنسان». يقول ساويرس.
«وأقول لأصحاب القرار إذا كانت لديكم خناقة مع تيار معين فيجب عليكم أن تستعينوا بقوى أخرى، وليس بالضرورة أن تكون من الحزب الوطنى، ممكن تكون من التيارات الليبرالية فلماذا لا يشكل إئتلاف حكومى من الوفد والتجمع والأحزاب الأخرى؟».
وعندما سأله أحد رجال الأعمال عن عدم ترشحه فى مجلس الشعب قال «وهل ترضى لى؟».
وتعليقا على أحداث العنف بين الشرطة والمسيحيين حول بناء كنيسة العمرانية قال ساويرس «نحن لا نحتاج لا إلى كنائس ولا إلى جوامع جديدة. نحن نحتاج إلى مستشفيات ومدارس أكثر. ولا أعرف لماذا يضرب الأمن الأقباط لأنهم تحايلوا على عدم منح الترخيص لبناء كنيسة عن طريق البناء ليلا؟. هذا إبداع المصريين فى التحايل على رفض الحكومة.
وأنا أتعجب من حجم الضجة التى أحدثتها واقعة ماقيل عن علاقة حب بين زوجة القسيس وأحد المسلمين. هى حرة وربنا اللى بيحاسب. هذه قضية كان ينبغى للكنيسة ألا تتدخل فيها. وكان من الأفضل أن تترك الزوجة تخرج على الناس وتقول الحقيقة لأن أمن هذه السيدة ليس مسئولية الكنيسة لكى تخفيها عندها ولكن مسئولية أجهزة الأمن» تبعا لساويرس.
وعن علاقته بعبدالناصر قال ساويرس «أنا لاأحب عبدالناصر ولا أشعر حتى أن أعطيه حقه ولكننى أقول إنه كان عامل هيبة لمصر أمام العالم». وعندما طلب بعض رجال الأعمال نصيحة ساويرس حول الجهة الأفضل للاستثمار فيها قال «أوروبا أفضل مكان للاستثمار من مناطق الشرق الأوسط، لأنه يتم فيها احترام القوانين والأحكام القضائية. ولكن لايمكن أن ننكر أن مصر سوق واعدة واحتمالات النمو فيها عالية.
وعندما سأله أحد رجال الأعمال عن سبب دخوله للسوق الجزائرية بعد تعرض أحمد عز لمشاكل هناك قال ساويرس «أحمد عز لم يواجه مشاكل فى الجزائر مثلما واجهت، فهو جاء بعدى بـ4 سنوات ولم يضع فلوسه. ولكننى أتعشم أن يتم حل المشاكل المعلقة لدى الجزائر بالحل الودى بدلا من اللجوء للتحكيم».
وعن مفهومه للمسئولية الاجتماعية قال أنا وفرت 2500 فرصة عمل للشباب الذى يحاول الهرب بالمراكب المتهالكة إلى أووبا للعمل هناك وقلت لهم إن الراتب 2000 جنيه ولكن لم يوافق منهم سوى 20 فقط لأنهم لايكتفون بـ2000 جنيه ولكن يريدون أن يحصلوا على 20 ألف جنيه فى الشهر ويتزوجون من أجنبيات على حد تأكيد ساويرس.
وفى النهاية اختصر ساويرس تجربته : «كنت أحلم من صغرى أن أكون غنيا ولكن لاأنفى أن الحظ خدمنى ومن ليس له حظ يبقى (فقرى)».
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :