الأحد ١٩ يونيو ٢٠١٦ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
كتب : مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
صدع رؤوسنا عدد قليل من الكتاب وأهل الرأي وحتى الأسبوع الماضي بإعادة تذكيرنا بحدوتة باتت ملتوتة وتعلن عن فلس تحليلي حول عبقرية حدث قفز شباب الكنيسة من أعلى سور الكاتدرائية مع أحداث ثورة 25 يناير هرباً وفكاكاً نهائياً من تضييق فكري كنسي إلى فضاء أوسع لممارسة حق " المواطنة " ، وفيلسوف آخر يصف الموقف بأنه القفز من حالة الثورة إلى بناء الدولة ، وثالث يحدثنا عن الضرورة التاريخية للتوجه من الفردية إلى المؤسسية ، ورابع محلل لوذعي يضع عنوان " ثورة في صحن الكاتدرائية " ..
نعم ، فَلس تحليلي ومحدودية رؤية ، ويسقط مزاعمهم ذلك الاتفاق الجهنمي الدائم حتى تاريخه بين الدولة والكنيسة أن تمثل الكنيسة الأقباط و تصبح مؤسستهم السياسية والوطنية ، بجانب دورها الروحي الداعم أيضاً لفرض موقفها إزاء كافة القضايا السياسية ، وعلى الجانب الأخر تضمن أجهزة الدولة التي حولت أمر الملف القبطي إلى أجهزة الأمن حالة استقرار شكلية حتى لو استمر حدوث الاعتداءات الطائفية من جانب على الآخر !!!
وهمه همه ــ وأنا معهم ــ كانت فرحتنا بحديث البطريرك الجديد " تواضروس الثاني " ــ حول إصلاح البيت وأهمية تطوير النهج الكنسي ، وأنه لا دور سياسي للكنيسة ، ولكن بعد أيام معدودات مثلت الكنيسة الأقباط في مشهد وضع خارطة طريق ثورة 30 يونيو ، وكمان في لجان وضع الدستور مرة و التانية وتوالت المواقف ، فكان إعلان العبدلله غضبي على من استمروا في مربعات الموالاة الطيبة الساذجة ...
حتى كانت مأساة " سيدة الكرم " وتقدمت الكنيسة الصفوف ، وتتوالى وفود الزيارة والحج إليها من كل الجهات المسئولة وغير المسئولة تطرق أبواب مطرانية المنيا ، وتتوالى تصريحات نيافة الأنبا أسقف المنيا الذي رأى تبعية السيدة الضحية بقرية " الكرم " ومعها كل ضحايا الهجوم البشع على بيوت الأقباط التي سلبت ممتلكاتها وتم حرقها !!
وبحق ، كان موقف وكلام الأسقف الوطني النبيل أكثر من رائع لأنه على الأقل أسقط قليلا من أبعاد الاتفاق السابق الحديث عنه في بداية مقالي ، فبدلاً من شعار الكنيسة " تصمتون والرب يدافع عنكم " إلى شعار جديد " الصمت موافقة وتشريع " وإصرار على إعمال آليات دولة القانون أولاً ...
ولكن يبقى السؤال : إلى متى تمثيل الكنيسة للأقباط ، ومن منح البطريرك والأسقف حق الحديث باسم الأقباط ؟!!
ما حدث ووصول وفود من الشيوخ والكهنة وبيت العائلة بعد الكارثة لموطن " سيدة الكرم " شهادة فشل على تراجع دورهم.
نعم ، قد تكون كنيستنا بعد مواقف الأنبا " مكاريوس " قد حاولت الفكاك من دوائر المظلوميات والبكائيات إلى التمسك بحقوق المواطنة الكاملة ، لكن ما أسفر عنه اجتماع المجمع المقدس من نتائج وتجاهل إعلان الاستمرار في دعم موقف الأسقف الداعم بدوره لنيل الحقوق عبر إعمال آليات القانون ، وعدم إعلان موقف جدي من مؤسسة بيت العائلة التي كان حضورها بعد أن وقعت الواقعة أمر محزن يعيدنا إلى مربعات الخيبة برعاية هيئات دفاع عودتنا على الإخفاق المبين للأسف ...