وطنية البابا شنودة يوثقها المركز الثقافي القبطي
كتبت: ميرفت عياد
أصدر "المركز الثقافي القبطي" كتابًا يقع تحت عنوان "بابا الحوار والاتصال.. سجل تاريخي للمواقف الوطنية لقداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية". ينقسم الكتاب الذي يقع في حوالي 80 صفحة إلى 19 فصلاً منها: "ضابط بالجيش المصري، إسرائيل فى رأي المسيحية، البابا يساند أبناءه المصريين في أكتوبر 1973، الأقباط وزيارة القدس، القضية الفلسطينية وقضية القدس، موقف عربي موحد، دور قداسة البابا في دعم الوحدة الوطنية، رفض فكرة حزب قبطي أو دولة قبطية، مشاركة دائمة في المناسبات الوطنية، العلاقات الطيبة مع الأزهر والقيادات الإسلامية، العلاقات الطيبة مع القيادات والقوى الوطنية، أقوال المفكرين والرموز الوطنية المصرية والعربية عن وطنية قداسة البابا، بيلوغرافيا ببعض الكتب التي صدرت عن حياة وأعمال قداسة البابا".
وينتهي الكتاب بالبوم صور لبعض اللقاءات، والمواقف الوطنية لقداسة البابا.
حب الوطن جزء من الإيمان
ويقول الأنبا إرميا -الأسقف العام و سكرتير قداسة البابا، و المشرف على المركز الثقافي القبطي- في تقديمه لهذا الكتاب: "الانتماء و الوطنية سمة أصيلة بارزة في التاريخ المسيحي منذ العصور المسيحية الأولى، فقد خط آباء الكنيسة أروع الصفحات في الوطنية الصادقة، والمواطنة الصالحة، عبر رحلة تاريخ امتدت إلى قرابة العشرين قرنًا، و قد اعتبر الآباء أن حب الوطن جزء لا يتجزأ من الإيمان، وأن الدفاع عن الوطن لا يقل أبدًا عن الدفاع عن الإيمان، ولما كان الأقباط جزءً لا يتجزأ من نسيج الأمة المصرية، ومن تاريخ الوطن، ومن إرثه الحضاري، لذا نجد أنه من الضروري استعادة الذاكرة الوطنية المتلالئة بالمواقف الصادقة لقداسة البابا، رأس الكنيسة القبطية التي تحمل الوطن بين جنباتها، والذي استحق عن جدارة أن يطلق عليه "البابا الوطني.. بابا الحوار والاتصال".
مشيرًا إلى أن قداسة البابا يتميز بوطنية بارزة، وصادقة، فهو صاحب العديد من المقولات الوطنية مثل: "إن مصر ليس وطنًا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا... إن مصر هي بلدنا وهي أمنا وكل ما يمسها يمسنا... نحن مصريون كل نقطة دم في جسدنا تؤمن بمصر وبالمواطنة المصرية "، ومن هنا يتضح أن قداسة البابا هو ضمير و طني صادق، و رمز واعٍ من رموز الوطنية المصرية.
دعم الوحدة الوطنية
ويشير الكتاب إلى دور قداسة البابا في دعم الوحدة الوطنية، والحفاظ على أمن وسلام بلدنا في العديد من المواقف والأحداث التي عبرت بها، فبعد أحداث 18، 19 يناير عام 1977 دعا الرئيس السادات القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية؛ إلى الاجتماع به في القصر الجمهوري، حيث ألقى قداسة البابا كلمة رائعة عن سماحة الإسلام و الوحدة الوطنية، مستنكرًا و شاجبًا حوادث الشغب والإيذاء والتخريب، مؤكدًا على أن كل الأديان تدعو إلى الحب والتسامح، ولا يمكن أن يكون الإرهاب دعوة لأي دين من الأديان، وأن الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية التي تعيشها المجتمعات، هي التي أفرزت هذا الواقع الغريب عن البشر، وهذا يعني أنه على العالم أن يواجه مشكلات الفقر والتخلف، والمشكلات الاجتماعية والثقافية، فهذا هو الطريق الصحيح لمواجهة العنف و الإرهاب.
المساحة المشتركة بين الأديان
ينادي قداسة البابا دائمًا بأن هناك مساحة مشتركة بين المسيحية والإسلام، في العديد من المفاهيم، والقيم، والمبادئ، والفضائل، تصلح للعمل المشترك من أجل صالح الوطن، هذا ما يوضحه الكتاب، ذاكرًا سعي قداسته لمشاركة الكنيسة في العمل الاجتماعي العام، ومساهمتها في أعمال التنمية والتوعية الصحية، والصحة الإنجابية، وتنظيم الأسرة ومحو الأمية، ومكافحة الإدمان، والتدخين، وخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب مساهمة الكنيسة الفعالة فيما ينتج من أضرار، بسبب بعض الكوارث والأزمات، منها الزلازل، والسيول، وحوادث الطرق، وحوادث العنف، كما يستنهض قداسة البابا إيجابية المواطنة عند أبنائه من الأقباط في ضرورة المشاركة الوطنية بأن يكون لكل منهم بطاقة انتخاب، والحرص على أداء الواجب الوطني، بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، مؤكدًا على أن قداسة البابا لا ينكر وجود مشكلات الأقباط، وأن وجود هذه المشكلات بلا حل يؤدي إلى تفاقمها، ويؤدي إلى احتقان وتوتر، وأيضًا يؤدي إلى الإساءة لسمعة مصر، ولذلك يلزم حلها بسرعة، في إطار من الوطنية والمواطنة، حفاظا على تلاحم وتجانس واندماج أبناء الوطن.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :