رحـلات العذاب
بقلم : نشأت عدلي
منذ أحداث"نجع حمادي"المريرة التي حدثت يوم عيد الميلاد يناير 2010 ، ونحن نعاني من سكتة قلبية إعلامية ومن سكتة حكومية، لم نرى لها مثيل في كل دول العالم المتحضر إن كنا نُحسب منه .. وها نحن الآن نواجه نفس المعاناة في منطقة"العمرانية"، التي هاجمهما البوليس المصري لأبناء مصريين بالرصاص الحي والحجارة وقنابل الغاز .. وكل هذا لبناء كنيسة أخذت كل الموافقات، ولكن تنقصها موافقة واحدة هي التي لها التأثير الأعظم لدى التي تدعي أنها دولة تحمي مواطنيها .. موافقة الجماعات المتطرفة أولاً .
أنظروا معي وتأملوا .. موافقة الدولة ليس لها أي تأثير، أو حتى حماية لتنفيذ قراراتها .. ولكن نكاية لمنع تنفيذ القرار .. ماذا ننتظر بعد اليوم الذي امتدت فيه أيادي الأمن المصري ليقتل أبناءة وأيادي أبناء"مصر"، ليقتلوا أخوتهم أبناء مصر أيضًا .. الأمن الذي يحمي هو الذي يقتل .. الأمن الذي يستنجد به المظلومين .. يصبح وسيلة فعالة في أيدي الظالمين.
ويخرج لنا الإعلام الفاسد بجملته المشهورة .. هذه أحداث فردية ..
كل ما حدث هو أحداث فردية متفرقة، ولكننا إذا جمعناها سنجد أنها أحداث منتظمة وموجهة توجيهًا ضد فئة دون الأخرى .. إذن بهذا لن تبقي أحداث فردية .. ولكن توجه دولة ونظام بأكمله ضد فئة من أبناءة بقصد منعهم من ممارسة طقوسهم، والتي هي من واجب الدولة .. ومن واجب الدولة أيضًا حماية كل الشعب وليس فئة دون الأخرى ..
ما يحدث في هذه المنطقة المنكوبة، هو تقصير بكل المقاييس في حق الفرد بل هو وصمة عار في جبين الدولة، سيظل يلحق بها دائمًا هو والأحداث السابقة، التي لم تأخذ فيها قرارًا حاسمًا .. وربما تكون القيادات الكنسية قد تحدثت في هذه الواقعة، ولكن لم يرى الشعب أية ردود أفعال من جانب الدولة .. أو اتخاذ أية قرارات تمنع هذا الهجوم السافر من قبل قوات الأمن على شعب الكنيسة ..
وهكذا .. يعيش أقباط"مصر"رحلة من رحلات العذاب المتعمد، من كل جهات الدولة .. وليس هناك أي أمل في أن يعيش المواطن القبطي حياة كريمة في بلده .. وليس من يدافع عن حقوقه المهدورة أو دمه المباح .. إلا إذا أصابته صحوة وإفاقة من هذا النوم العميق والتواكل والوهم بأن هناك من سيقوم بحل مشاكله .. لابد أن تكون صرخة قوية تسمعها الدولة وتستوعبها تمامًا .. لابد أن تكون هناك وقفة جادة من كل أقباط مصر .. نموت بعدها ولكن لابد أن يكون لنا موقف جاد بعيد عن أي مهاترات أو شغب يُؤخذ علينا .. وقفة تليق بأبناء الله نعرض فيها كل متطلباتنا .نجبر بها الكل على احترام رغبتنا في العيش بكرامة في هذه البلد، التي أهدرت كرامتنا .. نجبر بها الكل على الاعتراف بأننا مواطنين لنا كل حقوق المواطنة والحياة الكريمة ...
لابد أن يكون لنا صوت أعلى من طلقات الرصاص التي اخترقت أجساد إخوتنا وأبنائنا .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :