بقلم – أماني موسى
منذ يومين كنت أستقل أحد سيارات الأجرة، والحقيقة أن الأدب الجم للسائق أثار انتباهي ودهشتي، فهو صائم رمضان لكنه بشوش حريص على إظهار بسمته، كما أنه سألنا "تحبوا تسمعوا إيه؟ عندي قديم وجديد".
هذا ليس كل ما في الأمر، بل أنه أخذ يشدد على فكرة أن الصوم تقرب إلى الله وليس وسيلة لعقاب من حولنا بالسخط والغضب والصياح كنوع من التنفيس عن الصائم وكأنه يقضي فترة عقوبة وسجن منتظرًا مدفع الإفطار "الإفراج".
أثناء طريقنا كان أذان المغرب قد أقترب وكان البعض يوزعون التمر والعصائر، أخذها السائق بهدوء وبشاشة، وحين أذن المغرب قلت له "ممكن تطفي الأغاني"، فأجابني متساءلاً: "ليه؟" يا أستاذة أنتي تسمعي الأغاني عادي وأنا في دنيتي مع الأذان عادي، مفيش أي مشكلة.
أنتهت رحلتنا القصيرة السعيدة.. شكرته وقلت له أنت نموذج أمل وبهجة مشجع، وأجابني باسمًا أنا إنسان عادي وطبيعي.