الاسكندرية – ايهاب رشدى
شحاته هارون هو واحد من 80 ألف يهودى مصرى كانوا يعيشون فى مصر منذ اوائل القرن العشرين ، أصيبت طفلته بمرض اللوكيميا ( سرطان الدم ) ونصحه الاطباء بسفرها إلى فرنسا للعلاج ، ولكنه تمسك بمصريته وفضل ان تموت ابنته فى مصر على السفر لفرنسا مع مغادرة مصر نهائيا حيث كانت القوانين المصرية قبل عام 1967 تشترط على اليهود الذين يسافرون خارج مصر عدم العودة اليها وتعتبر مغادرتهم نهائية بلا رجعة .
و شحاته هارون هو إحدى الشخصيات اليهودية التى يحكى عنها الفيلم التسجيلى " يهود مصر نهاية رحلة " لمخرجه أمير رمسيس والذى تم عرضه أمس بالمركز الثقافى الفرنسى بالاسكندرية ، حيث يرصد الفيلم خلال 56 دقيقة ، حياة بعض الشخصيات اليهودية التى لازالت تعيش فى مصر حتى الآن وتتمسك بالبقاء فيها حتى الموت وهن بالتحديد 12 سيدة يهودية يكونون ما يعرف بالجالية اليهودية .
و يركز الفيلم بالأكثر على رئيسة الجالية اليهودية الحالية وهى ماجدة شحاته هارون التى تحكى عن ذكريات طفولتها مع أسرتها الى عاشت فى مصر وتؤكد على أن يهود مصر هم جزء من تاريخها الذى لن يمحى حتى بعد رحيل آخر فرد فى تلك الجالية ، إلا أن الاعلام المصرى صورهم على أنهم جواسيس وخونة .
وتحلم رئيسة الجالية اليهودية كما جاء فى الفيلم بأن يتم عمل متحف للتراث اليهودى فى مصر قائلة.. أتمنى أن يتاح للمصريين زيارة المعابد اليهودية فى مصر كما يقومون بزيارة الكنيسة المعلقة والمساجد الشهيرة فى القاهرة ، حيث يوجد 13 معبد يهودى منهم 11 تحت رعاية هيئة الآثاء وجميعهم مغلقون .
ويرصد الفيلم التسجيلى من خلال شخصياته كيف اندثرت الجالية اليهودية فى مصر و التى كانت تضم 80 ألف شخص غادر معظمهم إبان حرب 1967 ، حيث تقول رئيس الجالية .. سوف نندثر كما اندثرت الديناصورات .
و تقول احدى الـ 12 سيدة أن المصريين احتضنوا يهود مصر خلال فترة الحرب مع اسرائيل فى عام 1967 ، ولم يشعروهم قط بأنهم أعداء لهم .
وتقول أخرى أن كل أقاربها غادروا مصر بعد حرب 1956 ، ولكنها صممت على البقاء فيها قائلة " عاوزة أموت فى مصر " .
يذكر أن أمير رمسيس مخرج الفيلم قد عقد ندوة عقب العرض لمناقشة الجمهور حول الفيلم ، حيث أكد أن الفيلم قد تم عرضه فى دور السينما ولقى قبولا من الناس وأشار إلى أن ماجدة شحاته تخوض حربا لفتح المعابد اليهودية فى مصر أمام الجمهور ، ولبقاء وإحياء التراث اليهودى باعتباره جزءا من التراث المصرى .