بقلم: ماريا ألفي
"مصر هي أمي..نيلها جوه دمي..شمسها في سماري..شكلها في ملامحي..وان كان لوني قمحي لون خيرك يا مصر"...كم هي كلمات رنانة عميقة كنت أغنيها في صغري، وأنا كلي حماس، خلقت بداخلي الانتماء لبلدي مصر، والتي تعلمنا منذ صغرنا في المدارس أن نفديها بالروح والدم .
تعودنا أن مصر هي الأم الحنون، والتي في العهود الماضية كانت رائدة في كافة المجالات، وكما قال الزعيم"عادل إمام" في فيلم"عمارة يعقوبيان"أن الأزياء والموضة كانت تنزل مصر قبل أي بلد أوربي، بل تعلم الأوربيين فن العمارة مننا نحن المصريين، فكانت مصر مهد للحضارة إلى أن جاء الوقت الذي سيطر به شبح التطرف والتعصب ليقضي على الأخضر واليابس .
وبالفعل لقد دمر مرض التعصب والجحود الذي ملك القلوب، كل ما هو كان جميلاً على ارض"مصر"، فنرى الآن مصر الحضارة تنهار، نرى مصر الحب والحنان تكره وتنبذه أبناء شعبها الواحد، نرى الآن مصر الأمان قد زال من عليها الأمان وأصبح الأمان مجرد حلم يحلم به كل مواطن، بل يشك في إمكانية تحقيقه .
ولكن السؤال الذي يشغلني حاليًا؛ كيف أن نخلق في جيلنا القادم الحب والانتماء لمصر، وهو منذ صغره يرى أحداث قتل هنا وهناك، واضطهادات قد سمع الغرب صداها، وحرق ونهب لبيوت مسالمين أبرياء"؟؟، كيف لنا أن نخلق فيهم روح الانتماء لـ"مصر"، والجيل القادم لم يرى منها سوى القسوة والجحود .
فما استطيع قوله أن أبناء الجيل القادم سيولدون"دون أم..دون وطن حميم يحميهم من قسوة الأيام عليهم"
فرفقًا بالجيل المصري القادم .