استبشر المصريون خيراً بخبر تحويل قناة الناس إلى قناة تحت إشراف الأزهر لتجديد الخطاب الدينى، وكان أول ما ينتظره جمهور المشاهدين من تلك القناة فى ثوبها الجديد هو بث روح المنهج العلمى والبحث وقراءة الكون فى أمة كانت أول كلمات كتابها المقدس الكريم هى كلمة اقرأ، لكن ماذا فعلت قناة «الناس» المبجلة؟!، جددت الخطاب الدينى وبثت المنهج العلمى من خلال البردقوش والكركم وحبة البركة وعين الكتكوت.. إلى آخر قائمة العطارة التى يسمونها من باب الضحك على الدقون أو بالأصح الضحك بالدقون طباً نبوياً أو طباً بديلاً!!، والنبى عليه الصلاة والسلام برىء من تلك التجارة بالأعشاب والسمسرة بالبرطمانات، لجأت قناة الناس المجددة للخطاب الدينى لشخص ضحك على المصريين، وادعى أنه طبيب وهو خريج كلية زراعة مع احترامى الكامل وتقديرى لخريجى كلية زراعة، ومنهم أستاذى الراحل د.مستجير، لكن خريج الزراعة الذى يملك ضميراً يركز فى مهنته ولا يعالج المرضى مدعياً زوراً وبهتاناً أنه خبير فى الطب النبوى!!، لم يكتف هذا الرجل بالكذب الشفوى فقط على الناس ولكنه افتتح عيادة، ومارس فيها هذا النصب وباع برطمانات علاج فيروس سى وارتضى أن يحصد الملايين الحرام من دم الغلابة تحت لافتة الطب النبوى الذى يشفى العرض والمرض كما يقول، وكانت لى معه معارك ضارية، حتى أغلقت وزارة الصحة عيادته التى مارس فيها هذا الدجل والإجرام، بعد أن كتبت عن ضحاياه الذين ماتوا نتيجة أعشابه المسمومة، ثم جاءت الطامة الكبرى حين تلاعب بالقرآن وادعى أنه قد اخترع ما يسمى بالقطرة القرآنية، استلهاماً من قصة سيدنا يوسف وحكاية عرق قميصه الذى رد لسيدنا يعقوب بصره.. إلخ، وبالطبع احتفى المغيبون والطبالون والمستفيدون والجهلة بهذا الاختراع الكاذب الذى ما زال يندرج تحت باب الهلاوس العلمية السمعية والبصرية!!، وكما كانت قناة الناس فى ثوبها القديم جسراً لعبدالعاطى صاحب جهاز الكفتة، الذى كان يقدم فيها برنامجاً كان مفتاحه السرى لغسل أدمغتنا والضحك علينا وعلى المسئولين، صارت قناة الناس فى ثوبها الجديد وبعد أن تولت مسئولية تجديد الخطاب الدينى بدعم من الدولة جسراً لبائع وهم آخر وصاحب افتكاسة أخرى وهو فضيلة الزراعى الطبيب صاحب القطرة القرآنية والبرطمان الفقهى والخلطة السحرية السرية لشربة الشيخ على الشافية المعافية!!، أهكذا يا من تريدون تجديد الخطاب الدينى تورد الإبل؟!، تريدون تجديد الخطاب الدينى بالبردقوش؟!، ترغبون فى محاربة التطرف بتجارة الطب النبوى؟!، تحاربون الإرهاب بإرهاب أخطر، وهو إرهاب العقل والعلم والفكر؟!، تتاجرون بالمرضى فى سبيل لايكات مشاهدة ولا يهم إن كان المعالج سباكاً أو سمّاكاً المهم أن يطق حنك بالإعجاز العلمى ويضحك على المغيبين المخدرين بمزيد من الغيبوبة والدخان الأزرق؟!، وبعد أن كان شعار قناة الناس أنها قناة تأخذك إلى الجنة، صارت قناة تأخذك إلى المشرحة!!.
نقلا عن الوطن