من أين تبدأ النهاية
بقلم شريف منصور
قصة"الميديا القبطية" من المهد إلي اللحد في كلمتين “نجاح فاشل". مرت سنوات طويلة منذ بدأت"الميديا القبطية"تشق طريقها عبر وسائل البث المتاحة
مع وافر احترامي لها ولكل العاملين فيها،"الميديا القبطية"نجحت بالفعل في الوصول إلى العديد، ولكنها"ميديا"فاترة تميل للبرودة، و تمثل الشعب القبطي تمثيل حقيقي. ميديا سلبية passive و ليست ايجابية. Positive . لم تغير شيء في هذا الشعب الذي تعلم أن يميل للسلبية منتظرًا أن تهب عليه المعجزات، حتى ينجح في الانتخابات حتى ولو لم يرشح نفسه. أو ينجح المرشحين الأقباط ممن تحملوا عناء ترشيح أنفسهم، دون أن تكلف الميديا أو الشعب القبطي أنفسهم عناء التعريف بهم، أو عناء الشعب الذهاب للجان الانتخاب للإدلاء بأصواتهم لصالح المرشحين. معجزات في معجزات إيمان بلا عمل.
"الميديا القبطية" متهمة اتهام صريح بأنها"ميديا"رد فعل وحتى في رد الفعل تجدها ميديا مائعة لا طعم لها ولا رائحة.
الانتخابات البرلمانية المصرية اكبر دليل علي ما لاحظته، الميديا القبطية ميديا قعدت جنب الحيطة تتسمع للظيطه . و كأن الانتخابات جاءت فجاءه و الميديا القبطية نائمة نوم الأموات.
وعند الصحوة وللحق تناقشت مع احد الإعلاميين الشباب، منذ 3 أسابيع تقريبًا عن عمل برنامج يسمي بالمنطق، بعدها عرض علي أن يكون لي برنامجي الأسبوعي. فقلت له لدي فكرة عظيمة نبدأ بتغطية انتخابات مجلس الشعب التي لم تقوم بتغطيتها أي من وسائل الأعلام القبطية، بالطريقة الغربية التي تساعد المواطن علي اختيار المرشح المناسب.
وبما أننا لن يكون لنا أي منفعة شخصية من هذا البرنامج، لأننا لا يحق لنا الانتخاب لكوننا خارج مصر، فسيلقي استحسان لدي المشاهد الداخلي. بشرط أن نقوم بتقديم تحليل سريع عن شخص من المرشحين في دائرة من الدوائر المهمة ( الحق كلهم مهمين )، و لكن الأهمية هنا من قوة المرشحين من أصحاب الوزن الثقيل من أصحاب الفضائح، من أمثال الغول وغيرة من مرشحي الحزب الحاكم و ومرشحي الخونة.
بعد أسبوع تقريبًا اتصل بي الأخ العزيز وقال لي انه منتظر مني المادة للبرنامج، الذي قرر فجاءه أن يكون هو المضيف فيه عوضًا أن يكون هو برنامجي من أعدادي وتقديمي. حسنًا فأذن حلال عليه البرنامج من أعداده لتقديمه لأذاعته.
ما علينا بالأمس الاثنين 22 نوفمبر 2010، لقرابة الساعة أستمع و أشاهد برنامج ( ضوء أحمر) من تقديم الأستاذ"سليمان جودة"، و ضيف الحلقة في هذا البرنامج كان الدكتور"على الدين هلال"، أمين الإعلام بالحزب الوطني، للحديث عن فلسفة الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وشفافية الانتخابات، واحترام الحزب لمنافسيه.
بالحقيقة أؤكد لكم أن الإعلامي الأستاذ"سليمان جودة"كأن مؤدبًا و محتفظًا بهدوئه، أمام لا تؤاخذوني شخصية قالت عن نفسها أنها شخصية مفكر وباحث و كاتب و صحفي ومدرس، هذا يا سادة أمين الأعلام بالحزب الوطني ... المبجل الدكتور"علي الدين هلال".
ولكن هذا الإعلامي الفذ المفكر الكاتب المدرس إجاباته جاءت تخلو من أي من الصفات التي وصف نفسها بها. هذا طبعًا من وجهة نظري المتواضعة كمشاهد.
من الأسئلة التي سئلت لماذا لم يرشح الحزب الوطني الديمقراطي عددًا كافيًا من الأقباط ؟ في حين أنه رشح قرابة الـ 800 من المرشحين ؟
وسؤال أخر لماذا يرشح الوزراء أنفسهم في انتخابات مجلس الشعب ؟ وهم السلطة التنفيذية ؟
وسؤال أخر لماذا يظل السيد الرئيس رئيسا للحزب الوطني الديمقراطي؟ وهو رئيس لكل المصريين .
إليكم الردود مختصرة دون تفصيل ولكنها هي الردود التي فهمت منها سياسة الحزب الحاكم .
إجابة السؤال الأول، تقول غالبية المصريين أصبحت عقولهم ملوثة بالتطرف الديني، ولو رشح الحزب الوطني عدد كبير منهم سيخسر الانتخابات. التطرف الديني الوافد من خارج مصر؟ أي مستورد علامة استفهام كبيرة للسيد
أمين عام الإعلام في الحزب الحاكم ؟ الذي يحكم مصر لمدة لا تقل عن 40 سنة كحزب وطني و 57 سنة كحزب عسكري ؟ من هو السبب في تلوث عقول المصريين خلال كل هذه الأعوام ؟ في حين أن الفضائيات شيء مستجد علينا و كانت مصر إعلاميًا في قبضة الحزب الحاكم ؟ أذن التلوث هو من صناعة الحزب الحاكم وبسماح منه بل أصبح ينافس بزيادة التلوث . ويأتي هذا التعليل المريض من اكبر رأس إعلامية في الحزب الحاكم.
السؤال الثاني، لماذا رشح الحزب الحاكم الوزراء في هذه الانتخابات. وجاءت الإجابة مخيبة لي كمشاهد، من الواضح أنها إجابة غير مدروسة و إجابة تهين عقل المشاهد. أولا قال أن الأباظية لهم كرسي في الانتخابات متوارث ؟ وما علاقة هذا بترشيح الحزب للوزراء ؟ لا ادري. و قال أن فعلاً وجود الوزير في الهيئة الرقابية التشريعية، يتنافي مع وظيفته كوزير يمثل السلطة التنفيذية.
في الحقيقة انه من رأيي أن كل الوزراء لابد وان يكونوا منتخبين و غير معينين. حتى نضمن أن الشعب هو من يختار من يتحكمون في قراراته المصيرية. وبالتالي الوزير الذي يسقط لا يحق له دخول الوزارة مرة أخري.
السؤال الأخير وهو خير شاهد و اكبر دليل علي تواضع معلومات السيد الدكتور أمين عام الأعلام لماذا يظل الرئيس رئيسًا لأحد الأحزاب ؟
وجاءت الإجابة العظيمة من المفكر العظيم ما هو الفرق فرئيس وزراء"انجلترا"،هو رئيس الحزب الحاكم ؟ لا تؤاخذوني بعد هذه الإجابة تمنيت أن أكون احلم وهذه ليست حقيقة، أن يكون هذا الرجل بمثل هذا الجهل . رئيس وزراء انجلترا يرأس الحزب الذي يفوز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان، هذا الحزب يؤلف الحكومة و أن لم يكن لدية العدد الكافي تتكون حكومة ائتلافية بالاشتراك مع أي حزب أخر يعطيه الأغلبية . ولكن هذا نظام سياسي مختلف تمامًا عن النظام في مصر الجمهورية. عن"انجلترا"الملكية و عن مصر الملكية زمان يا دكتور علي .
و أخيرا كدت أقع من الضحك عندما قال السيد الدكتور، للإعلامي المحترم "سليمان جودة" ردًا علي سؤال لماذا يرشح الوزراء في انتخابات مجلس الشعب .
قال له بالحرف الواحد ... صلي علي النبي ... أنبهر الأستاذ"سليمان" بهذا الطلب من الدكتور المبجل ردًا علي سؤال لا يقبل التحول إلى موضوع ديني . فردد الدكتور المفخم طلبه علي الأستاذ"سليمان" وقال" طيب بس ما تصلي علي النبي ... فقال علية الصلاة و السلام... قال مين يضمن أن الوزير سيظل وزيرًا بعد الانتخابات" ؟
حقًا من سيضمن أن"مصر" تتخلص من التلوث الديني أن كان أمين عام الأعلام في الحزب الحاكم، يجيب علي سؤال سياسي بطلب السائل أن يصلي علي النبي أولاً.
هل مثل هؤلاء من المفكرين المدرسين الكتاب هم من سيقوموا بالتغيير و التحديث.... ابقي صلي علي النبي أي نبي و النبي لو حصل.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :