منذ البدء كان وجود الرب ملموس وظاهر مع البشرية ، أعطى النعمة والبركة وجعلها تعمل وتحرك وتقوى وتصنع معجزات وتكشف الرؤى ،  الله معنا دائما سواء أدركنا ذلك أو لم ندرك .. 

 

المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "ها أنا معكم كل الأيام والى انقضاء الدهر" حدثنا عن وجود الرب مع البشرية منذ البدء ، كان مع آدم وحواء فى جنة عدن وقد باركهما وأعطاهم سلطانا وظل معهما حتى وقعا فى معصيته فطردهما من الجنة ، كان الرب مع نوح وأسرته فى الفلك وحفظهم من الطوفان، كان مع أبينا إبراهيم حينما خرج من أهله وعشيرته وهو لا يعلم الى أين يذهب ، كان الرب مع اسحق فلم يسمح لسكين أبيه أن تمسه ، كان مع يعقوب وهو هارب من وجه أخيه عيسو ، كان الرب مع يوسف حين ألقى فى البئر ، وحين ألقى فى السجن ، بل أعطاه نعمة تفسير الأحلام فقام بتفسير حلمى فرعون الذى خلع خاتمه وجعله فى يد يوسف وأصبحت له كل السلطة فى مصر،  كان الرب مع موسى وجعله نبيا وسلطه على فرعون بل سلمه الوصايا العشر وحفظه فى حياته فعاش 120 سنة ولم تكل عيناه ولا ذهبت نضارته .

 

الرب لم يترك أيضا جدعون وظهر له ملاك الرب وقال له "الرب معك يا جبار البأس" وكان الرب مع شمشون وكان روح الرب يحركه ، كان الرب مع الفتى داود وشعر داود بنعمة الله العاملة معه فقال "الرب راعى فلا يعوزنى شىء .." ، كان الرب مع إيليا النبى ، فصنع معجزات على يديه ، والأمر كذلك مع أليشع ، كان الرب مع الثلاثة فتية حين ألقوهم فى أتون النار فلم تكن للنار قوة على أجسادهم ، كان الرب مع دانيال فكشف له بعض الرؤى والأمر كذلك مع حزقيال ، وهكذا كان الرب أيضا مع التلاميذ وأعطاهم سلطانا لشفاء الأمراض وصنع العجائب ، وكان الرب مع الشهداء فى زمان الاضطهاد وأعطاهم قوة أمام الملوك وثباتا فى الإيمان واحتمال العذابات وأعد لهم أكاليل السماء ، كما يريدنا الله أن نكون معه فى الفردوس والأبدية إذ يقول سفر الرؤيا عن أورشليم السمائية أنها "مسكن الله مع الناس ، وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبا" .

 

كثيرا ما يكون الله معنا ونحن لا نشعر بذلك ، بل فى بعض الأوقات قد نظن أن الله تخلى عنا بينما هو يشعرنا بذلك الى حين لأجل منفعتنا ولكن الله لا ينسى أحدا أبدا ، حتى لو نسيت الأم رضيعها هو لا ينسانى .