"الكرم" نهاية أتفاق غير معلن بين الدولة والكنيسة
سيدة الكرم
الدروس السبعة المستفادة ومن لة عينان للنظر فليقرأ
سليمان شفيق
بعيدا عن كل الاحداث المعلنة فيما حدث في قرية الكرم ، مركز ابو قرقاص بالمنيا ، هناك بعض المتغييرات الاستراتيجية التي كانت جريمة الكرم "كاشفة ومنشأة" لها ، وقبل ان تغيب هذة المتغييرات مع غروب شمس الاحداث لابد من التوقف أمامها بصرامة باحث وعقل صحفي
اولا: انتهاء العمر الافتراضي للاتفاق غير المعلن والاقرب للعرف الذي حدث بعد خروج قداسة البابا شنودة الثالث من الاحتجاز في دير الانبا بيشوي ، والذي كان يتلخص في ان يحكم مبارك الدولة بمباركة الكنيسة ويحكم قداسة البابا الكنيسة دون تدخل الدولة ،وفجأة وبتحرك نيافة الانبا مكاريوس ـ بوعي او بدون وعي ـ سقط هذا العرف الذي عشنا بة ثلاثين عاما ، بل ومهد لذلك صلاة الانبا مكاريوس قبلها بأسبوع في مكان حرق خيمة الاجتماع التي كان يقيم فيها مسيحيي قرية الاسماعيلية الصلاة ، في دلالة واضحة تذكر مع الفارق بما قام بة قداسة البابا شنودة الثالث 1972 بعد احداث الخانكة .
ثانيا: انتهاء "وهم" بيت العائلة ـ الايل للسقوط ـ والذي للاسف اصبح اداة في يد أخرين يوجهوة نحو مالا شأن لة فية ، وبدلا من قيامة بالدور المنوط بة وهو الدور التوعوي وتجديد الخطاب الديني ، اصبح "المحلل" للحلول العرفية والمتسترة ب"المصالحات" لذلك برفض نيافة الانبا مكاريوس مقابلاتهم سقطت ورقة التوت !!
ولا مفر من ان يعود بيت العائلة لدورة الاساسي اوينتهي دورة لانة اصبح غير مقبول من اوساط كبيرة الراي العام المستنير او القبطي .
ثالثا: سقوط "وهم" التضامن الكنسي ولا اقول "الوحدة" ، لان الثغرة التي حاول بيت العائلة فتحها بزيارتة ـ غير المبررة للكرم ـ كانت تضم كهنة مبجلين ارثوزكس مثلا من ايبارشيات كفر الشيخ ودمياط وملوي واسيوط ، مما يدل علي بيت العائلة اخترق الكنيسة الارثوذكسية ، وكاهن قبطي كاثوليكي ـ نكن لة كل احترام وتقدير ـ مما يدل علي غياب التنسيق وروح التضامن ، علما بأن الكاهن أفرايم ممثل الكنيسة الارثوزكسية بالمنيا استقال من بيت العائلة ، وحينما سألت نيافة الانبا مكاريوس عن عدم مقابلتة لهؤلاء اكد لي انهم لم يستأذنوا في الحضور ولم يخطروة ، كل تلك المؤشرات تؤكد علي ان بيت العائلة اصبح "حصان طروادة " الذي يمتطية صغار المسئولين لاغراض اخري مع كامل احترامي وتقديري .
رابعا: سقوط وهم ان هناك احزاب تنحاز لهموم الاقباط ، ودون الدخول في تفاصيل فأن نائب مهم في حزب دفع الاقباط للتصويت لة بتوجهات من احد الاساقفة الكبار ، لعب هذا النائب دورا "مشبوها "في الاحداث ولم يعلن الحزب اي موقف منة ، وان كان لسيادة النائب حق الانحياز فأن الحزب المحترم كان لابد ان يرد الجميل لمن اعطوا مرشحية اصواتهم ومنهم هذا النائب المحترم .
خامسا : العجز الامني وشلل الحكم المحلي والذي ادي الي عدم عمل محضر للسيدة التي تم معها هذا الفعل الفاضح ـ قبل وبعد الواقعة ـ وانكار كل من ضباط مركز ابو قرقاص ومدير الامن والمحافظ ، ولولا حكمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وتدخلة مرتين ببيانات حول الاحداث لما حدث الهدوء والسكينة في قلوب الضحايا .
سادسا: مصر بلد لاينفع معها سوي النظام الرئاسي ، وظهر هذا جليا انة بعد ان اعلن السيد الرئيس مشكورا موقفة قام جهاز الامن الوطني بتقديم تحرياتة التي تؤكد حدوث الواقعة ، ولكن لازال صغار الضباط وعمدة القرية يحاولون من خلف الستار التدخل في القضية ، الامر الذي كان يجب علي كبار المسئولين وفي مقدمتهم اللواء مجدي عبد الغفار ان ينقل هؤلاء بعيدا عن القضية علي الاقل لحين انتهاء التحقيق ، مع تقديرنا الكامل للوزير ولجهود الداخلية في مكافحة الارهاب وتقديمها الشهداء تلو الشهداء الا ان وجود هؤلاء في مواقعم الان يثير الشبهات ناهيك عن تكرر الاحداث الطائفية في المركز ـ حوالي سبعة احداث في عام ونصف العام ـ ودون حلول ناجزة ، الامر الذي يحتاج لمقال اخر موجة لسيادة وزير الداخلية .
سابعا: سقوط عنصر مهم من منظومة القيم واين في بلدي التي افخر بالانتماء اليها ، الامر الذي يحتاج الي علماء الاجتماع والمثقفين وكتاب الدراما في مؤتمر موسع لدراسة هذة الظاهرة الخطيرة .
ولا يفوتني ان اشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي علي جهدة المعلن وغير المعلن في هذة القضية ، وكان اللة في العون .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :