د. مينا ملاك عازر
من تابع يوم الجمعة الماضي حوار سيادة الرئيس مع الإعلامي الهادئ أسامة كمال، من المؤكد أن له تعليقات إما سلبية أو إيجابية، وتلك التعليقات للأسف ترتبط بموقف صاحب التعليقات من الرئيس وسياساته. أما هنا صديقي القارئ، فأنت على موعد مع رؤية مختلفة ليست نقدية ولا دفاعية عن حوار الرئيس بلهي رؤية واقعية.
لم يكن الرئيس بحاجة لاختيار الإعلامي الذي يحاوره، فكلهم سيقدمون نفس ما قدمه أسامة كمال بل قد يكونون أقل منه في الجرأة اللهم إلا اثنين أحدهم فارق الشاشة منذ قرابة الشهر، والآخر حتى لو حاور الرئيس السيسي لن يستطع الضغط على الرئيس أكثر من هذا الضغط الذي شكله الأستاذ أسامة كمال.
وهذا يقودنا للشيء الآخر الذي لم يكن الرئيس بحاجة إليه، وهو أن يعرف الأسئلة قبل الحوار لأن الرئيس ببساطة وأثنا الحوار رفض أسئلة وبدل أسئلة وذلك بأريحية تامة تقنعني بأنه لم يكن حوار رسمي بين إعلامي محترف يقتنع بأسئلته ويصر عليها، وأعد لها جيداً، وبين رئيس جمهورية مصر ولكن بين اثنين أصدقاء، يستطيع الواحد منه أن يعدل على أسئلة الآخر، ويرفض التعليق عليها بوضوح.
مسألة رفض الإجابة تنقلني لمسألة أخرى لم يكن الرئيس بحاجة إليها، وهي المونتاج فإذا كان الرئيس على ثقة بأنه لن يجب على ما لا يريد الإجابة عليه، وعلى ثقة في إجاباته إذن لماذا سُجِل الحوار؟ وتمت منتجته، فقد كان من الأفضل أن يأتي على الهواء ليكن أكثر إثارة ولو من الناحية النظرية.
لم يكن الريس بحاجة لمن يسأله، فالرئيس يعرف ماذا يريد أن يقوله؟ وكيف يقوله؟ وأين ومتى؟ دون النظر للأسئلة التي أفسدت في كثير من الأحيان تسلسل وسلاسة كلمات الرئيس بحيث كانت الأسئلة بادية وكأنها حالةمن حالات المقاطعة لاسترسال الرئيس في الحوار أو قل في الحديث، والرئيس نفسه أشار لذلك في البداية حين قال في التقديم للبرنامج أن ما يقوم به حديث للشعب المصري والبون شاسع أيها السادة بين الحديث والحوار.
كما أن الرئيس لم يكن بحاجة إلى أن يعرفنا من هم أهل الشر، فنحن نعرفهم وبوضوح، فقتلة ريجيني أياً من كانوا أهل شر والإرهابيون أهل شر، وزارعي الفتن بين الشرطة والشعب أهل شر، وتركيا برئيسها أهل شر، والقابضين على المتظاهرين رافعي علم مصر وليس علم السعودية في حالة انتقائية فريدة، هم أهل شر لأنهم يفسدون القانون، وفي الحقيقة أهل الشر كثيرون فلا جدال أن من بينهم كل فاسد متواطئ متهرب محتمي بعلاقته بالرئيس ظاناً أن ذلك سيحميه، وهو يفسد الحياة السياسية بأمواله وكأنه كتب علينا أن نر عز مبارك وهشيمة السيسي، وللأسف كله حديد، ومن يحاولون تدجين الإعلام وشرائه بأموال الحديد أهل شر، ومن يبيعوه متخلين عنه أهل شر،ومن يدرسون في أمريكا كيف يقودون المصريين أهل شر، ومن يقيمون التحالفات بناءاً على توجيهات عليا أهل شر.
صديقي القارئ، لناموعد إن أذن الله لأعرفك في المقال القادم ما لم يقله الرئيس.
المختصر المفيد تحية للرئيس السيسي.