الأقباط متحدون - القمص متى المسكين
أخر تحديث ٠٤:٠٢ | السبت ٤ يونيو ٢٠١٦ | ٢٧بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٤٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

القمص متى المسكين

القمص متى المسكين
القمص متى المسكين

عصام نسيم
تمر هذه الأيام عشر سنوات على نياحة القمص متى المسكين

تلك الشخصية المثيرة للجدل منذ عشرات السنين 

بين مؤيد له بشدة ومعارض له بشدة اكبر

بين من يضعه في مصاف القديسين والانبياء وبين ما يضعه في صفوف الهراطقة والمبتدعين وبين تلك وهؤلاء هناك فريق اخر يرى ان له كتابات قيمة وله أخطاءه ايضا فنأخذ الصحيح ونترك الخاطئ !

والملاحظ ان شخصية القمص متى كانت شخصية صدامية مع الكنيسة منذ فترات مبكرة في حياته واستمرت مع ثلاثة بطاركة .

ففي عهد البابا يوساب  والذي عينه  وكيل للبطريركية في مدينة الإسكندرية 1954 وتم عزله من قبل البابا نتيجة بعض السياسات التي انتتهجها القمص متى هناك !

ثم ترشحه للكرسي المرقسي عام 1959 ولكنه استبعد لعدم توافر شرط السن فيه في لائحة انتخاب البطريرك لعام 1957 واستبعد أيضا من انتخابات عام 1971 نتيجة بعض الطعون التي قدمت ضده  !

كان في عهد قداسة البابا وبعد ان ان البابا برجوع جميع الرهبان إلي اديرتهم ووقتها كان القمص متى قد انشأ بيت للتكريس في حلوان وقد رجعوا إلي دير السريان ولكن حدثت بعض المشاكل والصدامات كانت نتيجتها تركه هو ومجموعه من الرهبان معه للدير وعودتهم إلي القاهر حتى تم طردهم من القاهرة وقد قام الأنبا ثاؤفيلس  رئيس دير السريان في هذا الوقت بنشر اعلان في الاهرام بتجريدهم من الرهبنة والكهنوت !

ذهب بعدها الراهب متى ومجموعة الرهبان وطالبي الرهبنه معه إلي دير وادي الريان واستمر هناك حوالي 9 سنوات حتى تمت مصالحة بينه وبين البابا كيرلس عن طريق القمص صليب سوريال  وبعد ان قبل البابا كيرلس بان يستقبل الأنبا ميخائيل مجموعة الرهبان في دير ابو مقار والذي كان يرأسه الأنبا ميخائيل وقتها !وبالفعل ذهب القمص متى ومجموعة الرهبان الاثنى عشر إلي دير ابو مقار واستقروا هناك !

تجلى موقفه من الكنيسة من خلال كتابه الكنيسة والدولة الذي كتبه عام 1963 كان به هجوم شديد ضد الكنيسة والعمل الاجتماعي بها واتهامات غير مقبولة ضد الكنيسة بل وانتشار المسيحية ايضا ! وقد قام بطباعة هذا الكتاب مرة اخرى عام 1977 و1980 وأضاف له بعض المقالات وكانت هذه الفترات فترة صدام بين الكنيسة والدولة !وقد استخدم هذا الكتاب وتم ترويجه ضد الكنيسة وتداخلاتها في السياسة حسب ما ورج له الكتاب وما اتهمت به الكنيسة وقتها لانها تدافع عن ابناءها ضد المتطرفين والارهابيين  !
 
ايضا في  فترة السبعينات حدثت بعض التداخلات  والعلاقات الشخصية بين القمص متى والرئيس السادات وصلت بان السادات اهدى القمص متى 2000 فدان ليستصلحهم بجوار دير ابو مقار وكان وقتها الأقباط يعانون من التطرف والارهاب مما دفع إلي حدوث الصدام المعروف بين البابا شنودة والرئيس السادات والذي ادى إلي تحديد اقامته وحبس العديد من الاساقفة والكهنة والخدام ! وفي كل هذه الإحداث كانت العلاقة بين السادات والقمص متى علاقه جيده بل كان يستشيره السادات في القرارات التي تخص الكنيسة وكانت هذه العلاقة محل رفض واستهجان لكثير من الأقباط في تلك الفترة !

قام قداسة البابا شنودة بالرد على كثير من الافكار في كثير من كتب القمص متى والتي كان بها اخطاء عقائدية كثيرة وكان ذلك من خلال العديد من محاضرات الكلية الاكليركية التي كان يقوم بالقاءها قداسة البابا شنودة الثالث .

والملاحظ ان كان هناك عزلة بين القمص متى ورهبان دير ابو مقار وبين الكنيسة الام  عزلة سواء في الدير والحياة هناك وانتماءه للكنيسة حتى في الزي عزله استمرت منذ خروج القمص متى من دير السريان عام 1960 وحتى انتقاله عام 2006

اما عن كتابات القمص متى كانت تتسم بالاتي :
•         كانت كتاباته تتسم بالطابع الفلسفي والأسلوب البلاغي الذي يصعب فهمه عند كثيرين  !

•         كانت كتاباته تتسم بعدم الدقة في الكلام في اللاهوتيات واستخدام مصطلحات وعبارات غير مفهومة او تصلح في الحديث عن اللاهوت !

•         كان له بعض التفسيرات للكتاب المقدس غير مقبولة وأيضا في تفسيراته هاجم بعض الاناجيل وهاجم الوحي الالهي وطعن في بعض ايات الإنجيل نفسه !

•         كانت معظم كتاباته تتسم بكثرة المراجع الغربية الكثيرة جدا وكان لهذه الكثرة ان تخرج الكتابات في بعض الاحيان بالشئ وعكسه او امور متناقضة او تختلف مع كتابات في كتب اخرى !

•         له كثير من الكتب التي تحتوى على كثير من اقوال الإباء ولكنه على الجاب الاخر له كثير من الكتب التي تحتوى على فكر غربي او فكر شخصي له !
•         اتسمت بعض كتاباته بالهجوم ضد الكنيسة ولعل كتاب الكنيسة والدولة اهم هذه الكتب  !

•         اما اخطر ما كان في كتبه هو كثير من الافكار الخاطئة والتي يروجها كثيرين من إتباعه  اليوم على انها تعاليم الإباء وقد رفض البابا شنوده هذه الكتب وأيضا في عهد البابا تواضروس قرر المجمع المقدس بمنع كثير من كتبه من العرض في العرض الكتاب القبطي عام 2015 .
 
ورغم ذلك هناك كثيرين يتبعون فكر القمص متى ولا يرون في كتبه اي خطأ بل ويدافعون عنها ويبررون أخطاءه حتى أخطاءه ضد الكتاب المقدس والوحي الإلهي ! والاكثر صعوبة في الأمر هو هجومهم لتعاليم الكنيسة القبطية والتحقير منها دائما واتهامهم بأنها تعاليم غربي وليست تعاليم أبائية !

وهكذا كان ومازال القمص متى شخصية تثير الجدل حتى بعد انتقاله بسنوات


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع