الأقباط متحدون - عُرس في باريس
أخر تحديث ٠١:٥٠ | السبت ٤ يونيو ٢٠١٦ | ٢٧بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٤٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

عُرس في باريس

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 زهير دعيم
أطلّ حَزيران وأطلّت معه الافراح والأعراس ومواسمها، فالزغاريد في كلّ ركن وزاوية تربط الليل بالنّهار.

  شهر جميل حقًّا  مُثقلٌ بالفرح المستديم الذي يُخفّف من وطأة الحرّ وشدّته !

وفي هذه السّنة الفرح فرحان بل  اربعة  ، والسعادة  سعادتان بل أربع ، فهناك الشهر الفضيل  وازدحام القنوات الفضائية بالمسلسلات الاجتماعية ، وهناك الرحلات الى الخارج وتكحيل العيون بالطبيعة الجميلة وتعميد النفوس بالرّاحة ، وهناك الأعراس تملأ وتزرع الوديان " أوف وعتابا" وهناك فرح رابع جميل يعطّر باريس ويزيدها تألقًا وأنوارًا ، ويزركش كلّ بقعة من الدولة الفرنسيّة، ففي العاشر من هذا الشهر نحن – عُشّاق كرة القدم  - على موعد مع كأس اليورو : كأس  اوروبا في كرة القدم ، حيث يتبارى ويتنافس 24  منتخبًا أوروبيًا  من الاقوى والاجمل والاروع في الكون على اللقب الماسيّ .

 حقًّا حزيران في هذه السنة سيكون حارًّا جدًّا !!!

وسينقسم أهل البيت الى فريقين فهناك من سيكون مع قصي الخولي  وسلاف فواخرجي ونادين نجيم و.....

وهناك من سيكون مع مولر وروبن  ورونالدو و .... وسترتفع الصيحات تمزّق سجف الظلام ؛ صيحات الفرح حينًا وصيحات الامتعاض والخيبة حينًا آخَر، خاصّة إن كُنت من مُشجعي أحد المنتخبات المشاركة ، وكلّنا مشجعون ، فعبلّين الوادعة ، بدأت منذ أيام تتزيّن  وترفع الاعلام الاوروبيّة  خفّاقةً فوق السّطوح، والكلّ يقول : لنا الكأس ، ولنا الفوز ونحن الأقوى وستبدي لك الأيامُ ما كُنتَ جاهلًا .

عُرس جميل ولا كلّ الأعراس ، عرس يمتدُّ أيامًا وأسابيع ولا ينتهي الّا بإكليل جميل في العاشر من تمّوز ، حيث سيُزفّ  العريس المحظوظ بطلًا يتباهى به قوس النصر الباريسيّ.

 وممّا يُبهج القلب في شرقنا الغالي أنّ هذه الرياضة الجميلة ما عادت مقصورة علينا نحن معشر الرجال ، فهناك من النساء  وما زلْنَ قِلّة - من باتت تفرح بها وتستمتع وتُشجع وتترقّب وتنتظر ، وهذا الأمر يُثلج القلب ويُخفّف من حدّة الانشقاق في البيت الواحد ، إنكان هذا البيت لا يملك الا جهازًا واحدًا ، وهذا ما يندر في أيامنا.

    لا أخفيكم سرًّا إن قلتُ أن قلبي يميل منذ اكثر من أربعة عقود من الزمن للمنتخب الألمانيّ ، وأتمنّى من سويداء قلبي أن يفوز بالبطولة ويتوَّج بطلًا لأوروبا كما هو بطل للعالم...ومع هذا اقول : إن خسرَ– لا سمح الله – فلن أعلن الحِداد ولن اذرف الدّموع ، بل سأصفّق للمنتخب الفائز ، فأنا من عُشّاق اللّعب الجميل ، والأهداف الأنيقة ، واقتحام معاقل الأعداء بشدّة – فقط بكرة القدم - ؛ فاللّعب الجميل يشدّني ، يسحرني ويسرقني من نفسي.

صيف جميل حقًّا ، يحمل في طيّاته الصبّار والعنب والتين والفرح والمتعة والرحلات على انواعها وهذه ايضًا لها نكهتها الجميلة.

صيف اتمنّاه لكم ان يضحي  ربيعًا يحمل شذا الازاهير والنسمات البليلة الى نفوسكم الجميلة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع