لوس انجلوس فى 31 مايو 2016
نتابع بكل القلق تداعيات احداث قرية الكرم التى طالت سيدة قبطية مسنة وعرّضتها للتشهير فى مجتمعها الصعيدى المحافظ. وكانت السيدة سعاد ثابت قد فوجئت بالغوغاء الذين يقدر عددهم بحوالى 300 شخصا يقتحمون بيتها دون مراعاة لحرمة البيوت ويعتدون بالضرب على زوجها الشيخ ثم يجرونها الى الشارع وهى السيدة التى تناهز السبعين حيث اشبعوها ضربا ومزقوا ثيابها وعروها تماما (كما ولدتها امها حسب تعبيرها). ثم قاموا بحرق بيتها مع بيوت اخرى للمسيحيين.
وبعد بيان الرئاسة الصادر فى 26 مايو 2016 آثرنا الصمت حرصا على سلامة الوطن ووحدته ووثوقا فى وعد السيد الرئيس باعمال القانون ومحاسبة الجناة. وهو ما آليناه علي انفسنا منذ 30 يونية 32013 كاقباط نعيش فى الخارج بأن نلتزم الهدوء فى وجه الاعتداءات التى طالت كنائسنا ونترك الأمر لتصرف الدولة لأننا نعلم اننا والدولة قد اصبحنا فى خندق واحد وان عدوّنا مشترك.
ولكننا وجدنا ظواهر مزعجة تجرى على مسرح الاحداث بالنسبة لما وقع فى الكرم دفعتنا للكلام. ومع ذلك فنحن نقتصر الكلام داخل البيت المصرى، وان كانت التفاصيل لا تغيب عن أحد.
- السيدة سعاد ثابت كانت قد تقدمت ببلاغين الى مركز ابو قرقاص فى اليوم السابق لوقوع الحادث ولكن المركز تقاعس ولم يعمل شيئا.
- لجأ المسئولون الى التهوين مما حدث بل واحيانا انكار وقوع تفاصيل هامة وخطيرة.
- محاولة الشرطة املاء ما تكتبه المجنى عليها فى أقوالها اذ قاموا بتمزيق المحضر الذى كتبته واملاء عليها محضر آخر.
- تهديد عمدة القرية للانبا مكاريوس فى برنامج تلفزيونى على الهواء بانه ان لم يحضر الى القرية فى اليوم التالى للصلح فانه يتحمل مسئولية ما سيحدث لأقباط القرية.
- محاولات الضغط على الشهود، ومن ذلك القبض على زوج وابن الجارة المسلمة شاهدة الاثبات، فى محاولة لاجبارها على تغيير اقوالها. هذا مع ان اقوالها المبدأية مسجلة عليها.
- اعطاء اشارة لبعض الاعلاميين للهجوم الشرس غير المبرر على الانبا مكاريوس. فاصدر الاعلامى محمد الغيطى بيانا ضد الانبا مكاريوس يفتقر الى الأدب والاحترام الذى يليق بمخاطبة رجل دين فى مكانته. وقد اتهم الغيطى الانبا مكاريوس بالكذب وادّعى انه يهدد بالسماح بالتدخل الاجنبى. وكان الغيطى قد اقتطع جزءا من كلمات الانبا مكاريوس بعيدا عن السياق وفسره كما يرى. ما قاله الأنبا مكاريوس "يجب علينا اتخاذ اجراءات سريعة حتى نقطع الطريق على اى شخص او جهة تحاول التدخل". وواضح ان هدف الاسقف اغلاق باب التدخل وليس العكس.
ونحن إذ نشكر الرئيس عبد الفتاح السيسى على اهتمامه، نهيب بسيادته محاسبة وعقاب المقصّرين، وتقديم مرتكبى الاعتداءات للعدالة ليأخذوا جزاءا عادلا عن افعالهم، ورد اعتبار السيدة القبطية التى اهدرت كرامتها. وفوق هذا تطهير اجهزة الدولة من المتطرفين لأجل سلامة البلاد.
حمى الله مصر من كل سوء
Calcopts@sbcglobal.net