د.عبدالخالق Øسين
مقدمة
لقد تجاوز الصراع الطائÙÙŠØŒ السني- الشيعي، وخاصة ÙÙŠ العراق، Øدود الاختلا٠ضمن المعقول، إلى مرØلة الجنون والهستيريا، خاصة ونØÙ† ÙÙŠ قرن الØادي والعشرين، المÙترض أن يكون قرن سيادة العقل والعلم والمنطق على العواط٠والمشاعر البدائية والغرائز الØيوانية. لذلك Ùلو ترك هذا الصراع بلا سيطرة من قبل أهل الØÙ„ والعقد من عقلاء القوم، Ùإنه بالتأكيد سيقود إلى انتØار جماعي، ودمار شامل لشعوب المنطقة، أو على الأقل إعادتها إلى عهود ما قبل الثورة الصناعية. والطائÙية مرض مزمن عضال ÙÙŠ المجتمع العراقي، وقد أشار الراØÙ„ علي الوردي إلى هذه الآÙØ© قائلاً: "لقد ضعÙت نزعة التدين ÙÙŠ أهل العراق وبقيت Ùيهم الطائÙية، Øيث صاروا لا دينيين وطائÙيين ÙÙŠ آن واØد، وهنا موضع العجب"
لقد ظهرت الأديان ÙÙŠ مرØلة من مراØÙ„ التطور الØضاري، استجابة Ù„Øاجة الانسان إلى دعم روØÙŠ ليØميه من الكوارث الطبيعية، والخو٠من الموت والمجهول، والرغبة ÙÙŠ الخلود ÙˆØياة Ø£Ùضل ما بعد الموت، يعوضه عن آلامه ومعاناته ÙÙŠ هذه الدنيا. والمعرو٠أن كل دين لا بد وأن ينقسم مع الزمن إلى مذاهب ومدارس Ùكرية عديدة، كالشجرة، كلما نمت كثرت Ùروعها. والدين الإسلامي ليس استثناءً. والإسلام أقر ØÙ‚ التعددية والاختلا٠إذ كما جاء ÙÙŠ القرآن: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واØدة ولا يزالون مختلÙين). ÙˆØديث نبوي: (اختلا٠أمتي رØمة).
لقد انقسم المسلمون إلى سنة وشيعة وصوÙية، وكل من هذه المذاهب إلى Ùروع متشعبة. وإن دل هذا على شيء، Ùإنما يدل على Øيوية وخصوبة العقل ÙÙŠ التÙكير والتعددية. ولكن استغل السياسيون هذه الانقسامات الدينية، وتعددية المدارس الÙكرية لخدمة أغراضهم السياسية بإثارة العوام، ونشر الØقد والبغضاء والصراعات، وبالتالي وقوع الØروب ÙˆØ§Ù„Ù…Ø°Ø§Ø¨Ø Ùيما بينهم. هذا ما جرى ÙÙŠ أوربا بين الكاثوليكية والبرتستانتية، Øروب ومجازر Ù…Øلية وأسوأها وأشهرها مجزرة بارثولوميو ÙÙŠ باريس ضد البرتستانت، كذلك Øروب بين الدول الكاثوليكية والبروتستاتية، مثل Øرب الثلاثين عاماً (1618-1648)ØŒ ÙˆØرب السنوات السبع (1757-1762). وهذه الØروب وغيرها ساهمت ÙÙŠ Ù†Ùور الناس من الدين ولم تتخلص منها إلا بعد أن Ùصلت الدين عن السياسة.
المشكلة إن الشعوب مثل الأÙراد، ترÙض استخلاص الدروس والعبر من التاريخ، ومن تجارب غيرهم، لذلك Ùالتاريخ يعيد Ù†Ùسه على شكل ملهاة ومأساة، إذ كما قال الÙيلسو٠جورج سانتيانا: (الذين لا يتذكرون الماضي Ù…Øكوم عليهم بتكرار أخطائه). Ùالشعوب العربية تمر اليوم ÙÙŠ Ù†Ùس المراØÙ„ التي مرت بها الشعوب الأوربية خلال القرون الخمس الماضية.
إن انقسام المسلمين إلى سنة وشيعة، كان بالأساس لأسباب سياسية وليست Ùقهية منذ ÙˆÙاة الرسول Ù…Øمد (ص) قبل 14 قرناً، Ùهناك من رأى أولوية أبي بكر بالخلاÙØ©ØŒ وآخرون رأوا بأولوية الإمام علي. والإمام على لم يعارض أبا بكر وعمر وعثمان على السلطة، بل بقي لهم عوناً ومستشاراً مخلصاً، Øتى ينقل عن عمر قوله: (لولا علي لهلك عمر). وكان الإمام علي قد أسمى ثلاثة من أبنائه بأسماء الخلÙاء الذين سبقوه، وكلهم استشهدوا ÙÙŠ واقعة الط٠مع أخيهم الØسين(ع).
ولم يكن أهل السنة ولا أئمتهم الأربعة الكبار ضد أهل البيت إطلاقاً، بل كانوا مناصرين لهم ÙÙŠ صراعاتهم مع أبناء عمومتهم بني أمية وبني العباس على الخلاÙØ©ØŒ وعلى سبيل المثال، كان الإمام أبو ØنيÙØ© من أقرب الناس إلى الإمام موسى الكاظم، وكلاهما عانى السجن والاضطهاد معاً وبواسطة الØاكم Ù†Ùسه، ومن أجل القضية ذاتها. ويقول علي الوردي ÙÙŠ هذا الخصوص: لو أدرك الشيعة Øقيقة الأمر لعرÙوا أن أبا ØنيÙØ© هو Ø£Øد أئمتهم كما هو Ø£Øد أئمة أهل السنة، لأنه ÙˆÙجد قبل انقسام المسلمين إلى سنة وشيعة، وكان من أنصار أهل البيت.
ÙمصطلØات سنة وشيعة لم تظهر إلا ÙÙŠ عهد الخليÙØ© العباسي المتوكل الذي قضى على المعتزلة وأنهى تعددية المدارس الÙكرية ÙÙŠ الإسلام، التي ازدهرت ÙÙŠ عهد المأمون. وقد أثير العداء ضد الشيعة خلال الØكم العثماني، لأن الÙقه الشيعي لا يجيز الخلاÙØ© إلا ÙÙŠ قريش (يعني أن تكون ÙÙŠ العرب)ØŒ بينما الÙقه السني وخاصة الØÙ†ÙÙŠ يقر لغير العرب على شرط أن يكون عادلاً وسليم العقل والبدن. واشتعل الصراع الطائÙÙŠ بعد أن أجبر إسماعيل الصÙوي (وهو تركي وليس Ùارسياً) الشعب الإيراني على التشيع من أجل إيجاد سبب لمØاربة الدولة العثمانية السنية، وكان العراق ضØية هذا الصراع الدموي بين الدولة الÙارسية (الصÙوية) والدولة العثمانية.
وتم توظي٠الاختلا٠المذهبي لأغراض سياسية وبالأخص بعد تأسيس المذهب الوهابي المنØر٠عن الإسلام، وهو نتاج ثقاÙØ© الصØراء القاØلة ذات البيئة القاسية، والموارد المادية الشØÙŠØØ©ØŒ لذلك اختلقت الوهابية أسباب دينية ضد الشيعة بتكÙيرهم لتبرير النهب والغزوات ضد الديار الشيعية ÙÙŠ العراق مثل (النج٠وكربلاء) منذ أوائل القرن التاسع عشر، وقتلهم ونهب ثرواتهم. كما ÙˆØصل الصراع الطائÙÙŠ منذ تأسيس الدولة العراقية على أسس مذهبية Øيث ذكر الملك Ùيصل ÙÙŠ مذكرة له عممها على المقربين منه عام 1933: أن "العراق مملكة تØكمها Øكومة عربية سنية مؤسسة على أنقاض الØكم العثماني وهذه الØكومة تØكم قسماً كردياً أكثريته جاهلة، وأكثرية شيعية جاهلة تنتسب عنصرياً إلى Ù†Ùس الØكومة"ØŒ Ùˆ لكن بذل الرجل قصارى جهوده للتخلص من التمييز الطائÙÙŠ والعنصري، إلا إنه توÙÙŠ بعد أشهر قليلة من صدور هذه المذكرة.
Ùˆ اتخذ الصراعي الطائÙÙŠ منØىً جديداً بعد الثورة الإسلامية ÙÙŠ إيران عام 1979ØŒ وموقÙها المتشدد من أمريكا وإسرائيل، ÙØركوا ضدها صدام Øسين، Ùˆ وظÙوا الطائÙية لهذا الغرض، وقال له الملك السعودي Ùهد: (منا المال ومنكم الرجال)ØŒ ومرة أخرى دÙع الشعب العراقي الثمن باهظاً من الØرب العراقية-الإيرانية التي أهلكت الØرث والنسل. ورغم أن صدام أنقلب على "أبناء العمومة" كما كان يسميهم، Ùغزى الكويت وأدخل المنطقة ÙÙŠ Øرب أخرى، إلا إنهم وقÙوا إلى جانبه ÙÙŠ الØرب الأخيرة التي أطاØت به ونظامه الطائÙÙŠ الجائر. ومرة أخرى استخدموا الورقة الطائÙية ضد الشيعة لتهيج وتجييش العرب ضد الشيعة ÙÙŠ المنطقة، وبالأخص ÙÙŠ العراق. Ùكانت عصابات القاعدة، وعشرات التنظيمات الإرهابية البعثية تØت مختل٠الأسماء الإسلامية، وآخرها داعش.
والجدير بالذكر، أن الصراعات الطائÙية قبل 2003 كانت Ø®Ùية، (عدا العقد الأخير من Øكم صدام بعد انتÙاضة 1991 Øين رÙع شعار "لا شيعة بعد اليوم")ØŒ إذ لم يجرأ Ø£Øد ÙÙŠ الماضي على Ø§Ù„ØªØµØ±ÙŠØ Ø¨Ù‡Ø§ علانية، ولكن ما بعد 2003 تØول الصراع إلى التØريض العلني ضد الشيعة وتكÙيرهم وتبرير إبادتهم، ÙراØوا يستخدمون أسماء تسقيطية بØÙ‚ الآخر، Ùالشيعة هم رواÙض وصÙويون ومجوس ÙÙŠ نظر الطائÙيين من السنة من أمثال الشخ طه الدليمي. والسنة صاروا نواصب (أي أعداء أهل البيت)ØŒ ÙÙŠ نظر الطائÙيين الشيعة من أمثال الشيعي الكويتي شيخ ياسر الØبيب. وكلاهما ليسا رجال الدين أصلاً، Ùالأول هو طبيب جراØØŒ والثاني درس العلوم السياسية ÙÙŠ جامعة الكويت، ولكن كلاهما برزا على وسائل الإعلام كرجال دين، يكيل كل منهما شتائم لمذهب الآخر ÙÙŠ القنوات التلÙزيونية واليوتيوب، وممولهما واØد من أجل إشعال الÙتنة الطائÙية وخدمة أسيادهما. والجدير بالذكر أن ياسر الØبيب Ø±Ø§Ø ÙŠØ´ØªÙ… Øتى رجال الدين الشيعة من الذين يعارضونه، مثل المرØوم الشيخ Ø£Øمد الوائلي لأنه Øذر من مغبة شتم الرموز الدينية لأهل السنة. وكذلك شتم Øتى زعيم Øزب الله اللبناني، السيد Øسن نصرالله، وهذا يكش٠لنا المستÙيد من هذه الØملة الهستيرية الطائÙية.
وقد بلغ التØريض الطائÙÙŠ ضد الشيعة من قبل السعودية إلى Øد أن خطيب الØرم المكي الرسمي للدولة، Ø±Ø§Ø ÙŠÙƒÙر الشيعة ويسميهم (الرواÙض)ØŒ Øالهم Øال اليهود، علماً أن "الرواÙض" يشكلون 15% من Ù†Ùوس مملكتهم، وهذه الØالة متÙشية لدا عدد غير قليل من خطباء المساجد ÙÙŠ البلاد العربية، بدÙع من السعودية، Ùكان دعاؤهم المتكرر ÙÙŠ السابق هو: (اللهم أهلك اليهود والنصارى)ØŒ وأضاÙوا إليه بعد 2003: (اللهم اهلك الشيعة الرواÙض، وأصبهم بالسرطان). والغريب العجيب ÙÙŠ امر السعودية انها ترعى مؤتمرات وندوات للتقارب بين الأديان وهي تÙرق بين شعبها، كما تبرعت قبل عامين بمائة مليون دولار لقسم مكاÙØØ© الإرهاب ÙÙŠ الأمم المتØدة، وهي (السعودية) ترعى الإرهاب. وما هذه الإجراءات والتبرعات السخية إلا للتغطية وذر الرمان ÙÙŠ العيون.
والسؤال هنا هو: هل بلغ العراقيون سن الرشد السياسي والنضج الÙكري ليتخلصوا من الماضي المؤلم، ويخططوا للمستقبل، ويتكيÙوا مع المستجدات ليبنوا دولتهم الديمقراطية ØŸ
يجيب على هذا السؤال سياسي عراقي، رÙض ذكر اسمه للكاتب والصØÙÙŠ السيد غسان شربل ÙÙŠ صØÙŠÙØ© الØياة اللندنية، قائلاً: «Ø§Ù†ØªØµØ± الشيعة ولم يصدقوا انهم انتصروا. وهزم السنة ولم يصدقوا أنهم هزموا. تولى الشيعة عملياً السلطة واستمروا ÙÙŠ التصر٠كمعارضين. تعاملوا مع الدولة كأنهم سيغادرون غداً. انتقل السنة عملياً إلى المعارضة لكنهم استمروا ÙÙŠ التصر٠كأصØاب ØÙ‚ مقدس ÙÙŠ الØكم وتوهموا أنهم سيعودون غداً. كل Ùريق يريد دولته لا الدولة التي تتسع للجميع. أضاع الشيعة Ùرصة تاريخية Øين امتنعوا عن التنازل قليلاً لمصلØØ© منطق الدولة، وهو ما كان يمكن أن ÙŠØمي انتصارهم. أضاع السنة Ùرصة تاريخية Øين امتنعوا عن التنازل لمنطق الدولة الجديدة، وهو ما كان يمكن أن يضبط خسائرهم».(1)
اقتراØات لمواجهة الجنون الطائÙÙŠ
لقد بلغ التØريض الطائÙÙŠ Øداً هستيرياً يهدد بالÙناء الشامل ما لم ينتبه إليه عقلاء القوم ويضعوا Øداً لهذا الاستهتار Ø¨Ø£Ø±ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ø´Ø¹Ø¨ ليوقÙوا هذا النزيÙ. أذكر أدناه مجموعة من المقترØات وأغلبها استلمتها من شخصيات أكاديمية معروÙØ©ØŒ عبر مناقشاتنا Øول هذا الخطر الوبيل. لذلك Ø£Ø·Ø±Ø Ø£Ø¯Ù†Ø§Ù‡ المقترØات التالية:
أولاً، يجب استئصال جذور التطر٠الأصولي، Ùالإسلام أكد أنه دين Øني٠أي سهل،(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر). وهذا يتطلب ثورة ÙÙŠ المÙاهيم، تبدأ بتنقية المناهج الدراسية من جميع الشوائب والتعاليم الدينية التي من شأنها إثارة الØقد والبغضاء ضد أتباع الأديان والمذاهب الأخرى، وإزالة كل ما يسئ إلى الأخوة الإنسانية، والوØدة الوطنية، واعتماد عملية تنوير واسعة، وتربية الطلبة على الÙكر النقدي المستقل، وليس بعقلية الإنسان الساذج الذي يصدق كل ما ينقل له من تØريض وتكÙير وخراÙات.
ثانياً، رÙع جميع الشعارات Ùˆ الصور ذات المØتوى الديني من دوائر الدولة Ùˆ الاماكن العامة. Ùالدولة للشعب بجميع مكوناته الأثنية والدينية والمذهبية، وليس لأتباع دين ومذهب هذا الوزير أو ذاك. ويشمل بذلك منع عرض صور الشخصيات والرموز الدينية، سواء كانت عراقية أو إيرانية أو غيرها من الأماكن العامة.
ثالثاً، بما أن مكونات الشعب منقسمون دينياً ومذهبياً، Ùيجب تجنب التلاعب بمشاعر الناس الدينية التي من شأنها إثارة النعرات الطائÙية وتعمق انقسامهم على Øساب الوØدة الوطنية، ونقصد هنا منع بث الأذان من Ù…Øطات الإذاعة والتلÙزيون الرسمية وشبه الرسمية، Ùما الداعي تارة إلى أذان سني، وأخرى إلى أذان شيعي... وما معنى أذان الشيعة يرÙع ÙÙŠ (قناة العراقيه) ظهرا ومغربا وآذان السنه يرÙع عصرا وعشاء ...
رابعاً، يجب التوق٠عن بث خطابات أئمة المساجد يوم الجمعة من وسائل الإعلام الرسمية. Ùهذه الطقوس Ù…Ùرقة لا داعية لها.
خامساً، بما أن العراق مهدد الآن من قبل الإرهاب باستخدام ورقة الطائÙية، وتلÙيق الأكاذيب لتضليل الرأي العام العراقي والعربي والعالمي، لذلك، يجب Øجب جميع الÙضائيات ومواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي التي تبث الأÙكار الطائÙية وتدعو إلى الانقسام الطائÙÙŠ.
سادساً، منع الإساءة للرموز الدينية، مثل شتم بعض الشيعة للخلÙاء الثلاثة الأوائل، وبعض الصØابة، Ùهذه العادة البذيئة أدخلها اسماعيل الصÙوي، ÙÙŠ أوائل القرن السادس عشر، ولم تكن موجودة قبل ذلك التاريخ، ودÙع الشيعة والسنة ثمناً باهظاً الإمام علي نهي عن السب ÙÙŠ صÙين Øين Ø£Ø²Ø§Ø ÙˆØ¬Ù‡Ù‡ عن جماعه من أنصاره عندما سمعهم يسبون معاويه، وقال لهم لا تكونوا سبابين.
لذا Ù†Ù‚ØªØ±Ø Ø¹Ù„Ù‰ المرجعية الدينية شن Øملة واسعة لتثقي٠الشيعة ضد هذه العادة السيئة. ولكن ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت، يجب أن نميز بين السب والنقد الأكاديمي الملتزم. إذ لا يمكن معاقبة الإنسان على نقده لشخصية تاريخية أو دينية نقداً منطقياً معتمداً على مصادر تاريخية مع التزامه بالمنهج العلمي ÙÙŠ البØوث، من أجل ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ø¨Ø¹Ø¶ الØقائق التاريخية. وعلى سبيل المثال ذكر الراØÙ„ طه Øسين ÙÙŠ كتابه (الÙتنة الكبرى) عن دور الخليÙØ© عثمان بن عÙان ÙÙŠ تÙضيل أقربائه ÙÙŠ السلطة والثروة والمال، وكان الخليÙØ© ذا ثراء كبير. وهذه قضايا تاريخية لا يعتبر طرØها إساءة للرمز الديني.
والجدير بالذكر أن السيد علي خامنئي، مرشد الدولة الإسلامية ÙÙŠ إيران، وكذلك المرجع الديني الشيعي السيد علي السيستاني وغيرهما من المراجع الشيعية، قد أصدروا Ùتاوى بتØريم سب الرموز الدينية لأهل السنة. وهذه خطوة إيجابية جيدة.
سابعاً، يجب على الدولة شن Øملة تربوية تثقيÙية واسعة لنشر الوعي الوطني Ùˆ Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø (Tolerance )ØŒ واØترام معتقدات الآخرين، والتعايش السلمي بين مختل٠أتباع الأديان بدون تكÙير وتØقير وازدراء.
كما يجب التوكيد أن التخلص من الصراعات الدينية والطائÙية لا يتم بتوØيد هذه الأديان والمذاهب والطوائÙØŒ أو Øتى التقارب بينها، لأن هذه الوØدة مستØيلة كما اثبت التاريخ، ولأن الانتماء الديني والمذهبي هو جزء من هوية المؤمن. بل يجب عمل الممكن، وهو أن يتمتع أتباع كل ديانة ومذهب بØرية العبادة وممارسة شعائرهم وطقوسهم الدينية والمذهبية، مع الالتزام بعدم التجاوز على القوانين والأعرا٠العامة.
ـــــــــــــــــــــ
من ناÙلة القول أن الماضي ليس من صنعنا، بل من صنع الأجيال السابقة، وبالتالي، ÙÙ†ØÙ† أبناء هذا الجيل والأجيال اللاØقة، لسنا مسؤولين عنه، ويجب أن لا نتØمل وزره، وخاصة Ùيما يخص الانقسام الطائÙÙŠ الذي Øصل قبل أكثر من 1400 سنة. Ùنقطة الخلا٠الرئيسية بين أهل السنة والشيعة كما بينا ÙÙŠ المقدمة، هي Øول من هو الأØÙ‚ بالخلاÙØ© بعد النبي، أبو بكر أم علي؟
وللإجابة على هذا السؤال من المÙيد أن نسترشد Ø¨Ø§Ù„Ù…ØµÙ„Ø Ø§Ù„Ø¥Ø³Ù„Ø§Ù…ÙŠ الكبير، جمال الدين الأÙغاني، وكما يقول عنه علي الوردي: [على الرغم من أصله الشيعي إلا إنه لم يتعصب للتشيع تعصباً أعمى، وكان الأÙغاني يعتقد أن إثارة قضية الخلاÙØ© بعد ÙˆÙاة النبي أمر يضر المسلمين ÙÙŠ الوقت الØاضر ولا ينÙعهم، وهو يتساءل ÙÙŠ ذلك قائلاً: "لو أن السنة واÙقوا الشيعة الآن على Ø£Øقية علي بالخلاÙØ© Ùهل يستÙيد الشيعة من ذلك شيئاً؟!! أو أن الشيعة واÙقوا أهل السنة على Ø£Øقية أبي بكر Ùهل ينتÙع أهل السنة؟!!" ويهت٠الأÙغاني بعد ذلك قائلاً: "أما آن للمسلمين أن ينتبهوا من هذه الغÙلة؟! ومن هذا الموت قبل الموت؟!.."
ومن كل ما تقدم، نعتقد أن الØÙ„ الوØيد للأزمة العراقية المزمنة التي سببها الصراع الطائÙÙŠ والأثني، هو الأخذ بالمقترØات أعلاه، وعلى أهل العراق بجميع مكوناتهم، الاستÙادة من ظرو٠المرØلة الجديدة، بالاØتكام إلى صناديق الاقتراع ÙÙŠ التبادل السلمي للسلطة، وبناء دولة المواطنة المدنية العصرية الديمقراطية، تعامل جميع مواطنيها بالتساوي أمام القانون ÙÙŠ الØقوق والواجبات وتكاÙؤ الÙرص، دون أي تمييز بينهم بسبب العرق، أوالدين، أو المذهب، أو الجندر، يكون Ùيه (الدين لله والوطن للجميع)(2).
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- غسان شربل: لا العراق ولا سورية
http://www.alhayat.com/Opinion/Ghassan-Charbel/15724991/%D9%84%D8%A7-
2- د.عيدالخالق Øسين: الØلول المقترØØ© لمشكلة الطائÙية والØكم ÙÙŠ العراق
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/index.php?news=430