الأقباط متحدون - قلب الحكيم يعرف الوقت والحكم
أخر تحديث ١٩:٤٥ | الثلاثاء ٣١ مايو ٢٠١٦ | ٢٣بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٤٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

قلب الحكيم يعرف الوقت والحكم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عرض/ سامية عياد
الزمن هو العطية الفريدة التى يمنها الله لجميع البشر بنفس التساوى وصارت فى حياة البشر عبارات تقليدية ترتبط بالوقت والزمن مثل ربنا يخليك ، ربنا يطول عمرك ، عقبال مائة سنة.. وغيرها ولكن السؤال هل يختلف إحساس الإنسان بالزمن؟ وكيف يكون مثمرا؟

قداسة البابا تواضروس الثانى فى مقاله "مفتدين الوقت"  حدد ثلاثة أفعال تلخص علاقة الإنسان بالزمن وهى أولا : الماضى ، فالزمن مرتبط بالماضى والذكريات والأحداث التى مر بها الإنسان و لها تأثيرات سلبية أو إيجابية على شخصيته وقراراته ونفسيته ، ثانيا: الحاضر، وهو الواقع الذى تعيشه اليوم أو فى هذه اللحظة الذى يحمل نسمات أول صباح فى حياة الخليقة ، وقد يهرب الإنسان من الحاضر ويعتقد أن ماضيه أفضل بكثير وهذا وهم مرفوض لأن كل شىء جديد يولد فى اللحظة الحاضرة ، ثالثا : المستقبل ، حيث التطلع الى أفاق الزمن القادم بلا قلق أو هم ونقول "اليوم هو الغد الذى كنت قلقا بشأنه بالأمس" .

وهكذا تتشكل عند الإنسان ثلاث خبرات هى خبرة الزمن أى الخبرة التى أشعر فيها بنفسى فقط فى وقت الخلوة الشخصية والفردية حيث يخرج الإنسان من حالة التشتيت والسطحية الى حالة التركيز والوعى من خلال السكون والصمت ، خبرة المكان بمعنى أن يلتفت الإنسان الى كل شىء فى حياته فيراه جميلا "كن جميلا ترى الوجود جميلا" ، لابد أن يتلامس الإنسان مع يد الله التى صنعت كل هذا الجمال الموجود فى الحياة ، آخيرا خبرة الكيان التى تعنى الحضور للأخر، الذى يعنى تلاحم أرواح وحضور أفكار وامتزاج قلوب ، وليس مجرد وجود أجساد متوازية ، فالمؤمن الذى يحمل سمة الله وصورة المسيح ليقدمه للآخرين "كونوا متمثلين بى كما أنا أيضا بالمسيح".

فلنفتدى الوقت ، ونحيا فى الوصية ونحفظها ونعمل بها ، نسلك بالتدقيق وفق مشيئة الله ، فنشعر بالسعادة والسلام والفرح ، لنتعلم من الماضى ونفرح بالحاضر ونتطلع الى مستقبل أفضل برجاء وتلامس مع يد الله .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter