الأقباط متحدون - الريس ماقالش عرفى!!
أخر تحديث ١٢:١٠ | الأحد ٢٩ مايو ٢٠١٦ | ٢١بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٤٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الريس ماقالش عرفى!!

حمدي رزق
حمدي رزق

سعيكم مشكور، المحاولات الحثيثة من «بيت العائلة» للم فتنة «الكرم»، وعقد مصالحة بين المسلمين والمسيحيين فى القرية، أبداً لن تكون على حساب القانون، وإذا سعى ساعٍ لوأد الفتنة بالكلام المعسول، وطول عمرنا أخوة، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، والبلد فيها اللى مكفيها، كلام ساكت عن الحق، القانون هو الحل.

جرح الست سعاد لن يبلسمه اعتذارات، ولن يرد عليها ثيابها ترضيات، وحديث الصلح خير، حديث الإفك، القيادات السياسية العليا من أول الرئيس مروراً برئيس الوزراء، يقطعون بتطبيق القانون، الريس ماقالش عرفى، قال بالقانون!!

ليس معنى أن القيادات المسيحية والإسلامية ولفت على العرفى، وليس معنى أن القيادات السياسية المحلية ترجوها برداً وسلاماً، وليس معنى أن القيادات الأمنية تخشى عواقب الثأر فى هذه المنطقة الملغومة بكل الثارات المجتمعية، وليس معنى تنويهات البابا والإمام بتفويت الفرصة على الصائدين فى المياه التى تعكرت بفعل فاعل، كل هذا وغيره من تحسبات لا يمحو ترسبات فى قاع المجتمع، ستنفجر بعد حين.

وفّر دواك أحسن يا طبيب، وفروا جهودكم، وجلساتكم، وقبلاتكم، إذا أحسنتم دعوا القانون يأخذ مجراه الطبيعى، ويطبق كالسيف على الأعناق، واللى له حق يأخذه بالقانون، وإذا غاب القانون هذه المرة، لن يظهر بالمرة، صحيح القضية فى قرية صغيرة فى المنيا، ولكن النار من مستصغر الشرر، وجلسات الصلح العرفية لا تطفئ ناراً بل تشعل ناراً فى الصدور.

عرّابو المصالحات ينشطون عادة فى الفتن، متخصصون فى التعمية، والإلهاء، والطرمخة على أصل الداء، آخر الدواء الكى، ولم ولن تفلح أعشاب العرابين. أم القيح متغلغلة فى المجتمع، وقد يتطلب الأمر بتراً، سيف القانون وحده علاج ناجع، لو خشى من أقدم على هذه الفعلة الشنعاء عاقبة الأمور، لما صارت إليه الأمور.

تحركات العرّابين المخاتلة مرفوضة بالكلية، الصلح خير بعد إنفاذ القانون، ترطيب الأجواء بعد نفاذ القانون، إعادة اللُحمة المجتمعية على صدى القانون، رتق المزق الاجتماعى بالقانون، تغييب القانون، يعنى تغييب الدولة، وإذا غابت الدولة ولم تتجسد هيبتها قانونا على الأرض، قل على مصر السلام.

لماذا القانون هذه المرة، وسبق أن تكفل العرّابون بالأمر، لأن هذه المرة الحقيقة عارية، ليست حادثة شرف، وليست فتنة، ولكنها منهج ممنهج ومتكرر، تعمد الإذلال والإهانة بالتعرية، وشيوع منهج التهجير، وإضرام الحريق، والاستقواء، كلها كلها تؤشر على غيبة القانون، إذا لم يكن القانون حاضراً وتنفذه الدولة على رقاب العباد، سنشهد فصولاً مأساوية، لن يقدر عليها العرّابون ولن توقفها جلسات الصلح العرفية.

جربنا العرفى مراراً، وياما جلسات صلح عقدت، وشهدنا صوراً محفوظة من تبويس اللحى، ويراق دم الضحية، ويهدر حقها، ويظل المستضعفون فى الأرض يمضغون الحصرم، مغبونين، منكسرين، طول عمرهم ما يرفعوا الرأس عاليا، هذا إذا قبلهم المستقوون بالعزوة والفتوة والكثرة، لم ينتج عن جلسات الصلح العرفية إلا خسارا، لم ترد حقاً، ولم تردع متجبراً، ولم تبرهن على دولة، ولم تجلّس قانونا، صارت غابة.. البقاء للأقوى.

ماذا يقول العرّابون للسيدة سعاد ثابت، حقك علينا، امسحيها فينا، فوق رأسنا، وما هو المطلوب من التى تعرت على رؤوس الأشهاد أن تقبل بصلح هؤلاء، وتعفو، لها أن تقبل دون ضغط، وأن تعفو عن طيب خاطر، ست غلبانة ومنكسرة، إذ فجأة تعرت أمام العالم، تدارى عورتها، ولكن القانون لا يعرف سعاد، مافيهوش سعاد، حق المجتمع أولاً وأخيراً.

ما جرى فى «الكرم» إهدار لكل القيم الإنسانية، وإطاحة بكل القيم المجتمعية، وخروج مجرّم مؤثّم على القانون، من يرد تسييد قانون الغاب، فلينتظر الأسد الضارى فى طريقه، لن نجتر أحزانا، ولن نروى فصولاً من المأساة من «الكشح» وحتى «الكرم» مروراً بالعامرية وغيرها كثير، غلب العرفى القانونى سنوات طوالا، ماذا كانت النتيجة.. تعرت سعاد ونحن عنها غافلون!
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع