الشربينى الاقصرى

 بعد ماحدث فى المنيا من تعرية وسحل لامرأة مصرية يعد تعرية وسحل لجميع نساء مصر. بل يعد إهانة لجميع أمهات وأخوات وبنات وزوجات أبناء الشعب المصرى. فالمرأة فى جميع بقاع العالم شىء مقدس. المرأة هى قدس الاقداس فى جميع الأديان. المرأة هى الأمومة المكرمة فى جميع البلدان. المرأة هى عادة ما ترمز للوطن فى جميع الأساطيروالقصص والروايات .

المرأة هى الأم والأخت والزوجة والبنت إذن المرأة هى الكيان الحقيقى للوطن . وهل هناك أعف وأطهر وأشرف عند الإنسان من النساء اللائى يلعبن أهم ادوار معيشتهفى أطوار حياته المختلفة. حتى فى قوانين الحروب والمعارك هناك أعراف واتفاقيات وقوانين تصون كرامة المرأة وتحفظها من المحاربين لأنها هى رمز للأمومة والبنوة والأخوة والحياة الزوجية للجميع فلا يعقل من أى إنسان أن يهين كرامته ويدنس عرضه المتمثل فى نوعية هؤلاء النساء .

أما اذاأصيبت الأمم فى أخلاقها فإنه يسود فيها الكذب والخداع والغش والفسادوعند ذلك لاقيمة لكرامة ولا مكان للشرف ولا منزلة للقيم. حتى يأتي يوم يصبح فيه أصحاب الأخلاق غريبين عن المجتمع منبوذين من الناس ولا يؤخذ لهم رأى ولا يحسب لهم حساب .

وهذا هو حال مجتمعنا المصرى الحديث لقد ماتت فيه القيم والأخلاق وانتشرت فيه الضلالة وعم فيه الفساد .
إن المرأة الأم والأخت والبنت والزوجة التى أهينت فى المنيا إنما هى أهينت منذ أن فرطنا وسكتنا عن نساء غيرها ضربن وسحلن واعتدى على شرفهن وأهينت كرامتهن ولم يتحرك لنا ساكن وكأننا كما يقول المثل (أكلنا يوم أكل الثور الابيض). وها نحن اليوم نبكى كما بكى الثور الأسود لاقيمة لنا ولا جدوى من البكاء .
إن قضية المرأة المصرية(سعاد ثابت)70عاماً التى أهينت فى قرية(الكرم)مركز أبى قرقاص بالمنيا إنما هى قضية كل نساء مصروقضية أبنائهن أبناء شعب مصر.
إنها ليست قضية فردية ولا مذهبية بل هى قضية وطن باع قيمه وقتل أخلاقه فاهين شرفه وتعرت كرامته وضاعت هيبته . نحن لسنا فى حاجة إلى صلح وتسامح أو قضايا ومحاكم نحن فى حاجة إلى تعرية وسحل كل هؤلاء المعتدين على كرامتنا هؤلاءالفاسدين والمرتشين والمنافقين والكذابين ولابد من تطهير المجتمع من هؤلاء الذين ذهبت أخلاقهم لأنه لاقيمة لأمة من الأمم بدون أخلاق .

كما قال شوقى رحمه الله: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا. الشربينى الاقصرى.