الأقباط متحدون - طوباوي كنيستنا وبداية جديدة
أخر تحديث ٠٢:٢٧ | الأحد ٢٩ مايو ٢٠١٦ | ٢١بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٤٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

"طوباوي " كنيستنا وبداية جديدة

الأنبا مكاريوس أسقف المنيا
الأنبا مكاريوس أسقف المنيا
كتب / مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com       
يقدم الأنبا مكاريوس منذ بداية أزمة " الكرم " كل يوم العديد من الدروس الرائعة والإبداعية في فنون إدارة الأزمة ، والتعامل مع معطيات الواقع مهما بلغت قساوته وغباوة وعجرفة وجهل من يقاومون إعمال آليات القانون وبسط أجنحة العدالة .. فقد يكون البعض الأغلب منهم قد اعتاد سماع مناشدة الكنيسة لأولادها في مثل تلك الأزمات ــ وعلى مدى 40 سنة ــ أن أصمتوا والرب يدافع عنكم ، فيلوذون بالصمت حتى تدبير أمر عقد الجلسات العرفية المهينة التي يملي فيها الطرف المعتدي شروط إذعان على " ابن الصمت " وهو صاغر ،  يصير الغريب على أرض وطنه المحروم من أهم حقوق " المواطنة الكاملة " ... وعليه قرر الأنبا مكاريوس  عدم الامتثال لطقوس تلك اللعبة القبلية المهينة ، وقال " إن الصمت قبول بتشريع وامتثال لواقع خطأ " ..
 
" مكاريوس " يعنى " الطوباوي " وهو من َيُنْشِئُ مُثُلاً وَيَسْعَى إِلَى تَحْقِيقِهَا ، وهاهو الرجل دوماَ يناضل في ظروف بالغة التعقيد ، ولعل في خلفيته الثقافية والإنسانية والروحية ما يدعم رسالته بحب وإخلاص ونبل ووطنية..
 
إزاء تداعيات أزمة " قرية الكرم" أذكر من بين تصريحاته الرائعة " إن الكنيسة ترفض رفضاً باتاً تحويل قضية الكرمإلى جلسات الصلح و" تطييب الخواطر " قبل قيام أجهزة الدولة بدورها في محاسبة المتسببين الحقيقيين ، وبعد ذلك يأتي البعد المجتمعي ، كما ترفض متاجرة البعض بالقضية ، والبحث عن أدوار البطولة على أشلاء المتألمين ..إن طريقة " الملاطفة " وحلو الكلام أفسدت جميع القضايا ،وأوجدت الفرصة للمسئولين للهروب من المواجهةوالقيام بمسئولياتهم ، وجعلت من كل كارثة مقدمة لكارثة أكبر في زمن أقل ..
 
نعم ، نيافة الأسقف الرائع إن تجريد الأماكن بحرقها ونهبها أمر يمكن احتماله ، لكن تجريد الإنسان من كرامته وإذلاله شئ مدمر للإنسان نفساً وجسداً ..
ويا قداسة البطريرك ، نأمل أن يكون نيافة الحبر الجليل أسقف المنيا هو المتحدث باسم الكنيسة في كل أمور إدارتها ، أو يقوم بتدريب مكتبكم الإعلامي الحاصل على " شهادة الأيزو" !!! 
 
وكنا نأمل ألا أن نتابع تصريح قداستكم المحبط لإنجازات الأنبا مكاريوس ، عندما دعوتم  إلى غلق الطريق على من يحاولون المتاجرة بالحدث لإشعال الفتنة الطائفية ، مطالباَ الجميع بالتحلى بضبط النفس والعيش المشترك ، ومتابعتكم تطورات الوضع مع المسئولين فى الدولة الذين أكدوا أن صيانة شرف الأم المصرية من واجباتهم جميعًا ، فبالإضافة لتقليدية التصريح الاستهلاكي فهو يصف الأمر بأنه فتنة طائفية ، وهو اعتداء طائفي مقيت مهين غير مسبوق !!
ويا أهل قرية " الكرم " ويا كل أبناء وطننا الغالي ، أذكركم جميعاَ بمقولة المناضل العظيم " نيلسون مانديلا "      الشهيرة " ليس حراَ من يًهان أمامه إنسان ،ولا يشعر بالإهانة " .. ولا ينبغي أن نصير عبيداً ..

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter