الأقباط متحدون - قرية الكرم بين سرقة السوفت وير وخلع الأندر وير
أخر تحديث ١٦:٣٥ | الجمعة ٢٧ مايو ٢٠١٦ | ١٩بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٤١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

قرية الكرم بين سرقة السوفت وير وخلع الأندر وير

خالد منتصر
خالد منتصر

من أقنع ثلاثمائة شاب بتعرية سيدة قبطية مسنة وزفها فى القرية بدون أندر وير كان قبلها قد دمر لهم السوفت وير!، خرب عقلهم بأفكار السلفية الوهابية، أقنعهم بأن هذا الفعل هو نصرة للإسلام، الهاكر السلفى والإخوانى الذى تركت له الساحة ليمرح فيها أربعين عاماً مارس القرصنة على العقل المصرى وأدخل فيروسه اللعين إلى العقل المصرى الذى كان منارة عقل وفجر ضمير، دخل ببداوته وجلافته وغلظته فوهبن الوجدان وصحر الروح وسمم آبار الحب والبهجة، زفة الغلبانة المسنة بنت قرية الكرم كانت البروفة الجنرال لحفلة زار مصرية كان الحاضر الفاعل فيها هو غياب العقل!، كل شاب ممن هتفوا وهيصوا وزاطوا فى مظاهرة العار لتعرية السيدة العجوز، كل منهم كان يبحث فى موبايله بالأمس عن مشهد سكس ساخن تجسده شابة أجنبية بيضاء بضة وهو يستعيذ من الفتنة، لكن فتنة تعرية القبطية العجوز لا يستعيذ منها البتة، فهى جهاد ورفع لراية الدين وإثبات للتدين ودليل على الورع وحث وتحفيز على الإيمان، خربوا السوفت وير المصرى الذى كان ممنهجاً ومعداً عقلياً ووجدانياً على أن مصر وطن يضم ويظلل الجميع وليس احتكاراً لفئة تعتبره حفنة من تراب عفن أو دين أو مذهب معين يعتبر نفسه الفرقة الناجية التى تحتكر السماء،

سوفت وير كل شفراته كانت تشير إلى بلد يحترم القانون والمواطنة ولا تشير إلى بلد هو مجرد درجة سلم فى مشروع خلافة لا تنتهى أو حلم جماعة لا تستحى أو ابتزاز عصابة تلتحى!، خلع السوفت وير العقلى والوجدانى برعاية ومباركة الدولة كان المقدمة لخلع الأندر وير النسائى والحريمى برعاية ومباركة السلفيين ووجهاء القرية ورجال الأمن، هذا المشهد البشع المنحط السافل ليس مفاجأة لى شخصياً، فقد بدأ تجميع الكومبارس وتحضير اللوكيشن قبل هذا بكثير، لم يكن مشهد زفة القبطية العجوز إلا كلمة أكشن التى يصرخ بها المخرج الذى تركنا له الساحة ليصنع ويطبخ عقولنا فى المدرسة والجامع والتليفزيون، بوادر ونذر المشهد المفجع بدأت عندما قبلنا التهجير القسرى للأقباط لأن بعض السلفيين فى القرية مقموصين ومزاجهم متعكر حبتين، بدأت البروفة عندما ذهب داعية سلفى لحل مشكلة هدم كنيسة بيد المتطرفين بدون أن يمس هؤلاء المتطرفين بأى سوء، بل على العكس تمت الطبطبة عليهم وتقبيل لحاهم وجلسوا على المنصة بجوار المحافظ!!،

بدأ المشهد عندما قبلنا بأن تكون جلسات الصلح العرفى لا القانون هى حل جرائم حرق بيوت الأقباط وكنائسهم، بدأ المشهد عندما عاقبنا ناظرة مسيحية وحرمناها من منصبها واستجبنا لبلطجة المتطرفين فى قنا وتم شطب قرار تعيين المحافظ القبطى، بدأت البروفة عندما تواطأت أقسام النساء فى كليات الطب واتفق جميع أساتذتها على عدم تعيين طبيب مسيحى واحد كنائب فى أقسامهم حتى لا يمس جسد المسلمة بنظرة ذمية أو عقلة صباع صليبية!!، نفس الفكرة الفاسدة التى حركت متطرفى قرية الكرم هى نفس الفكرة الفاسدة التى تتسلط على أدمغة أساتذة النساء، لا فرق بين البصمجى الأمى ابن قرية المنيا والدكتور البروفيسور ابن جامعة القاهرة أو عين شمس الحاصل على الدكتوراه من هارفارد، كلاهما ضاق فكره حتى انحسر وانحصر فى دائرة بمساحة غشاء البكارة الذى يجمع ويضم ويظلل الاثنين الأمى والبروفيسور فيظنانه ساحة الشرف والقتال يراق على جوانبه الدم!!،

لن ينصلح حال هذا البلد إلا بعودة السوفت وير المصرى المختطف المسروق من جماعات الإسلام السياسى بكافة أشكالها وفصائلها وأطيافها، بعودة معنى الوطن لا الأمة أو الخلافة، عودة معنى القانون لا الولاء ولا البراء، عودة معنى المواطن وليس الذمى أو المواطن بشرطة، عودة معنى المساواة وليس الموالاة أو المداراة، عودة معنى الاتحاد وليس الاضطهاد، عودة معنى الاصطفاف وليس الالتفاف، عودة مصر التى أنجبت مكرم عبيد ومجدى يعقوب وبطرس غالى ولم تصنفهم أبداً كمسيحيين نصرانيين ولكنها توجتهم مصريين، ومصريين فقط.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع