حليم اسكندر
* ما حدث في قرية الكرم مركز أبو قرصاص محافظة المنيا بصعيد مصر يوم الجمعة الماضية 20 مايو 2016جريمة بكل المقاييس ، جريمة يندي لها جبين الوطن و الإنسانية ، فقيام مئات المتطرفين والمتعصبين والدواعش بسرقة ونهب وحرق وتدمير منازل ومتاجر المسيحيين المسالمين العزل وسط صمت رهيب وتقاعس مريب من الشرطة التي من مهامها وواجبها الحفاظ علي الأرواح والممتلكات وصيانة الأعراض وتحقيق الأمن والأمان لكل المواطنين بصرف النظر عن انتماؤهم الديني كشف وعري وأزال القناع عن العديد من الوجوه ، نعم ما حدث ليس بجديد وإنما سيناريو يتكرر برتابة وملل عقب كل شائعة مماثله ولكن الجديد هذه المرة هو حجم المهانة والمرارة والإذلال والتجريح بسبب التعرض لسيدة فاضلة مسنة لا ذنب لها أو جريرة سوي أنها والدة الشخص الذين زعموا زورا وبهتانا ولغرض في نفس يعقوب انه علي علاقة بسيدة مسلمه " ظهرت ونفت وكذبت مزاعمهم وأكدت إنما ذلك بسبب المشاكل التي تحياها مع زوجها ولأنه أراد تطليقها دون أن يلتزم تجاهها بأي التزام علي اعتبار أنها زوجه خائنه ليس لها أية حقوق"    
                        
* سياسة العقاب الجماعي التي يتبعها الغوغاء والمتشددين دواعش مصر المتطرفين تكشف عن كم الحقد والتعصب والكراهية والرغبة في الانتقام واللصوصيه فهم يسرقون وينهبون الأشياء الثمينة والتي في الإمكان نقلها بسهوله ويسر ثم يشعلون النيران لتقضي علي الأخضر واليابس مما تبقي للأقباط العزل الأبرياء والذين لم يتبق لهم سوي جدران يكسوها السواد !! معلنا عن قلوب المجرمين الأكثر سواداً !!                                                         

* غياب دولة القانون وترك مثل تلك الجرائم لتحل بجلسات الفشل المذرية المسماة بجلسات الصلح العرفية هو السبب الرئيسي لتكرارها لأن إفلات الجاني من العقاب يشجعه وغيره علي ارتكاب المزيد والمزيد وخاصة انه يعتقد انه يقدم خدمه لله بمحاربة أعداء الله المشركين والكفار بحسب اعتقاده عن الأقباط !!!   
                                                          
* في تلك الجلسات المهينة لا يفلت الجاني والمجرم فقط من العقاب بل يتحول إلي قاض والطرف الاقوي الذي يفرض شروطه التي غالبا ما تكون تعسفية ومهينه ومذله وظالمه وقاسيه ضد الطرف المظلوم الضعيف الذي لا يجد أمامه سوي الإذعان والقبول والرضوخ وهو يشعر بالمرارة لتخلي الجميع عنه من الكنيسة " بحجة التسامح والتعايش والسلام " تحت ضغط تارة وبخنوع تارة أخري ! إلي الشرطة والدولة التي تركت وظيفتها برضاء تام وعن طيب خاطر للمتعصبين والمتطرفين حتي يكونوا الخصم والحكم، القاضي والجلاد، الآمر والناهي في تلك الجرائم النكراء.     
                                                               
* ما حدث من تعريه لتلك السيدة الفاضلة المظلومة والتي لا يمكن لأحد أن يشعر بحجم المرارة والشعور بالظلم والإذلال والمهانة كما تشعر هي !! الا أن الله القاضي العادل الذي يحكم للمظلومين لن يتخلي عنها وان خذلتها عدالة الأرض فلن تخذلها أبداً عدالة السماء !! الله الأب المحب الرحيم الذي يشعر بنا قبل أن نتفوه بالكلمات بل يحس بأنات وصرخات قلوبنا قادر علي تعزيتها وتطييب خاطرها وهو أيضا الذي يستر عيوبنا وآثامنا وعرينا ،عندما يعرينا الأعداء يسترنا هو بستر محبته بكل حنان وأبوة ورحمه.                                         

* ما حدث ليس تعرية لتلك السيدة الفاضلة المظلومة والمجروحة وكسيرة القلب ولكن أيضاً تعريه للكثيرين من المسئولين الذين يخشون الغوغاء والمتعصبين ولا يخشون الله ، الذين يتحدثون عن المساواة بشفاههم فقط ، الذين يحتفظون بعبارة " العدل أساس الملك " فوق جدران مكاتبهم بينما لا يعرف العدل طريقه إلي قلوبهم ، لذلك سرعان ما يخرجون علينا اما بإنكار الأمر برمته وكأنه لم يحدث من الأساس !! أو بالتقليل والتهوين والتسطيح والتبسيط كما حدث من السيد محافظ المنيا !! محافظ المنيا " المنيا صعيد مصر " يري أن ما حدث هو أمر بسيط في قرية !! والكل يعلم مدي حرص أهل القرية علي الشرف وان من يريد الدخول لمنزل قروي عليه أن يتأكد أن المدخل خالي من النساء أو الفتيات قبل الدخول !!            
          
* تقصير الأمن واضح جدا ومتكرر كغيرها من الأحداث السابقة ، فرغم إبلاغ الأمن بالتهديدات غير انه لم يهتم ولم يتخذ أيه احتياطات أو تدابير احترازية كانت كفيله بمنع أو علي الأقل الحد من الخسائر ، ليس هذا فحسب بل بعد اندلاع الأحداث لم يصل الأمن الا بعد أن قام الجناة بما أرادوه من سرقه ونهب وتخريب وحرق وتدمير!!            
                         
وحينما أفاقت السيدة الحزينة والمجروحة من صدمتها وشعرت بمدي المهانة والذل والعار الذي لحق بها أمام المئات من أهل القرية الذين تخلوا عن نخوتهم ورجولتهم في مشهد مخزي يندي له الجبين واختارت أن تذهب للشرطة لعمل محضر حتى تحصل علي حقها وبالقانون تركها رجال الشرطة من العاشرة وحتى الرابعة لعمل محضر لها !!! الا يعد هذا نوعاً من التواطؤ؟ الا يعد هذا نوعاً من الإذلال؟ سيدة عجوز تم ضربها وأهانتها وتعريتها تذهب لعمل محضر وتضطر أن تظل بمركز الشرطة 6 ساعات متواصلة؟                 
                 
* ما حدث في قرية الكرم بالمنيا قام بتعرية النشطاء وجمعيات حقوق الإنسان وهواة الاعتصام والتظاهر الذين ثاروا وهاجوا وماجوا وامتلأت الدنيا ومواقع التواصل الاجتماعي  بالصراخ والعويل والتهديد والوعيد وطلب اعتذار من رئيس الجمهورية وإقالة وزير الداخلية عندما تم القبض علي متهمين بمسوغ قانوني داخل نقابة الصحفيين !! الان هم في ثبات عميق وصمت رهيب لان ما حدث خارج نطاق السبوبه !!         
                                               
* التغطية الاعلاميه تحاول التغطية علي   الموضوع وتسطيحه وإظهاره كحادث فردي وانه ثأر للشرف ووارد ان يحدث بين طرفين مسلمين أو أقباط !! وهم الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها حينما تحرش بعض الشباب بالسيدة  التي ذهب السيد الرئيس بنفسه مشكوراً لتقديم الاعتذار لها !! فما حدث في المنيا قام بتعرية هؤلاء الإعلاميين وإعلامهم المشبوه المتحيز.            
                                                                          
* بيان مطرانية المنيا بيان عاقل متوازن يدعو لإعمال القانون ومعاقبة الجناة حتى لا تتكرر مثل تلك الأحداث مرة أخري. تحيه واحترام وتقدير لنيافة الأنبا مكاريوس مطران المنيا وأبو قرقاص.              
                                                                                
 * لا اتفق مع بيان قداسة البابا " بقطع الطريق علي من يريد استغلال تلك الأحداث" لان عدم محاسبة المخطئ ومعاقبته العقاب الرادع سيشجع علي تكرار مثل تلك الأحداث والتي لمحافظة المنيا منها نصيب الأسد !!          
                                                                 
* ما أثير حول إرسال الأزهر 40 واعظ لعمل صلح عرفي هناك مرفوض تماما لا هذا معناه ببساطه إجبار الطرف الضعيف علي الخضوع والإذعان وضياع الحقوق ومعناه أيضا انه لن يطول الانتظار حتى تتكرر حلقات هذا المسلسل المشين فلا حل يا سادة سوي تطبيق القانون علي الجميع وتحقيق المساواة ومبدأ المواطنة علي أرض الواقع !! فهل هذا الحلم قابل للتحقيق؟ أم انه وهم وخيال وحلم بعيد المنال ؟