كتبت – أماني موسى
يوافق أمس ذكرى إصدار السلطان العثماني عبد المجيد الأول فرمانًا بتولية محمد علي باشا، على مصر والسودان وراثيًا، يوم 24 مايو 1841م وقد بقي هذا الفرمان معمولا به في مصر كدستور حتى نهاية عام 1914 حين أعلنت الحماية البريطانية.
ولعل هذا يأخذنا إلى نهايات العائلة الملكية بعد الإطاحة بحكم آخر أفرادها الملك فاروق إثر حركة الضباط الأحرار في يوليو 1952، وكيف انتهى بهم الحال كلاً في منفاه؟
الملك فاروق يموت في منفاه بروما
الملك فاروق هو أخر ملوك المملكة المصرية وآخر من حكم مصر من الأسرة العلوية، واستمر حكمه مدة 16 سنة إلى أن أطاح به تنظيم الضباط الأحرار في ثورة 23 يوليو وأجبره على التنازل عن العرش لأبنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة أشهر والذي ما لبث أن خلع في 18 يونيو 1953 بتحويل مصر من ملكية إلى جمهورية.
بعد تنازله عن العرش أقام في منفاه بروما، وكان يزور منها سويسرا وفرنسا، إلى أن توفى أو تم اغتياله بحسب بعض الروايات التاريخية في روما 18 مارس 1965، ودفن أولا في مقابر إبراهيم باشا في منطقة الإمام الشافعي ثم نقلت رفاته في عهد الرئيس محمد أنور السادات إلى المقبرة الملكية بمسجد الرفاعي بالقاهرة تنفيذًا لوصيته.
الملكة نازلي.. تموت بمنفاها في لوس أنجلوس
هي والدة الملك فاروق، تلك المرأة المثيرة للجدل، فالبعض يراها السبب في إسقاط ابنها فاروق الأول عن عرش مصر، ويراها البعض الآخر أحد أبرز ثلاث نساء أدرن عرش مصر مثلما روى عنها الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، بالنهاية تجد نفسك أمام شخصية أثرت وغيرت في مجرى التاريخ، الملكة نازلي صبري لم تكن امرأة عادية بل امرأة إن جاز التعبير هزت عرش مصر.
كانت نازلي المرأة الوحيدة في تاريخ مصر التي حملت لقب سلطانة بزواجها من السلطان فؤاد عام 1919 ثم ملكة بعدما أصبح السلطان ملكًا، ثم صاحبة الجلالة الملكة الأم بعد أن تولى ابنها عرش مصر عام 1937.
حين توفي الملك فؤاد، لم يكن فاروق قد بلغ بعد السن القانونية لتسلم العرش، وتم تعيين لجنة وصاية عليه كان يرأسها أبرز الطامعين في الحكم وقتها الأمير محمد علي توفيق، ما دفع بالملكة نازلي لاستصدار فتوى من الإمام المراغي بأنه يجوز للإنسان أن يتصرف في أمواله عندما يبلغ 15 عامًا من عمره ليتسلم فاروق حكم البلاد وهو في عمر الـ 17.
ووقعت الملكة في غرام أحمد باشا حسنين، وأستمرت علاقتهما لمدة تقترب من التسع سنوات إلى أن توفي في حادث سيارة أثر اصطدام لوري تابع للقوات البريطانية بسيارته على كوبري قصر النيل. ويقال أنها تزوجته عرفيًا بمعرفة ابنها الملك فاروق آنذاك.
وتسببت تصرفات الملكة الأم في خلق جو مشحون بالغضب بينها وبين ابنها الملك فاروق، لتقترب فصول حياتها من كلمة النهاية.
حدثت القطيعة بين الملكة والابن حتى وهو في منفاه، إذ كان يرفض دائمًا محادثتها أو الرد على رسائلها، ويقال أنها اعتنقت المسيحية على المذهب الكاثوليكي في عام 1965 وهو نفس العام الذي توفي فيه أبنها الملك فاروق، وماتت في عام 1978 بمدينة لوس أنجلوس عن عمر يناهز 84 عامًا.
الأميرة فتحية تتزوج من رياض غالي المسيحي وفاروق مخاطبًا والدته: "ثقي أن هذا الزواج سيكون أول مسمار في عرش ابنك"
في صيف يوليو عام 1946 وقف الكثير من المصريين على رصيف ميناء الإسكندرية يودعون ذويهم المتجهين إلى فرنسا، وكانت الملكة نازلي ومعها الأميرتين فايقة وفتحية مسافرين في اليوم ذاته إلى مارسيليا، ولم يخال إلى المودعين في ذلك الوقت أنهم يودعونها بلا عودة لتبدأ فصلا الأخير لأكثر من ثلاثون عام بالمنفى ونهاية تعيسة لقصتها.
وفي غربتها تعرفت إلى "المسيحي" رياض غالي، أمين المحفوظات بقنصلية مصر فى مارسيليا، لتبدأ مغامرة عاطفية جديدة بين رياض غالي المسيحي وابنتها الأميرة فتحية، يقال أنها دفعت الملكة وبناتها لاعتناق المسيحية.
نشأت علاقة بين الأميرة فتحية ورياض غالي وتزوجا وأنجبا ابنة، واستمرت زيجتهم عدة سنوات.
انتزاع الملكية عن نازلي ولقب الأميرة عن بناتها
وعارض الملك فاروق هذه الزيجة وفى أواخر أبريل 1950 طلب من النحاس باشا أن يستخدم نفوذه لدى الملكة نازلي لمنع هذا الزواج بأي ثمن، وقال لها: ( ثقي أن هذا الزواج سيكون أول مسمار في عرش ابنك، وأول مسمار في نعشه)، وأنتزعت صفة الملكية عنها والأميرة عن بناتها وجردوا من أموالهم وتمت مصادرتها.
مقتل فتحية على يد طليقها رياض غالي
وفي 9 ديسمبر 1976م، قتلت الأميرة فتحية، على يد طليقها رياض غالي، حيث استعدت الأميرة للخروج من مسكنها بالفيلا 244 في شارع 16 بضاحية سانت مونيكا بأمريكا، وهاتفها طليقها رياض غالي ووالد أبنائها الثلاثة، طالبًا منها أن تزوره، وبعد 3 ساعات سمع مدير المبنى طلقات مكتومة، كانت من مسدس غالى في جسد فتحية.
الأميرة فايزة تموت في لوس أنجلوس بعد صراع مع السرطان
الأميرة فايزة تزوجت من رؤوف بولند دون أن تنجب أطفالاً، وانفصلت عنه وغادرت مع أفراد أسرتها بلوس أنجلوس وتوفيت هناك يوم 17 يونيو 1994 بعد صراع مع مرض السرطان، عن عمر يناهز الـ 71 من عمرها.
الأميرة فايقة تدفن بمدافن زوجها
تزوجت من أحمد فؤاد صادق، وكان فاروق ملكًا، وبعد رحيل شقيقها الملك فاروق إلى منفاه بإيطاليا، ظلت الأميرة فايقة مع أسرتها بمصر بعد حياة في باريس لمدة قصيرة، وكانت ممتلكات العائلة الملكية قد صودرت جميعها.
وأصيبت بمرض السرطان أثناء تواجدها في لبنان، لتبدأ بعدها رحلة مع المرض ثم توفيت ودفنت في مدافن زوجها بمسجد الرفاعي.
الأميرة فوزية.. انعزلت عن العالم ودفنت بجواز زوجها
ولدت بعد الملك فاروق بعامًا واحدًا، تزوجت شاه إيران محمد رضا بهلوي، ثم وقع الطلاق بينهما وعادت إلى مصر، ثم تزوجت من إسماعيل شيرين أخر وزير للحربية في عهد الملك، ثم توفي زوجها وظلت تعيش في منزلها في حي سموحة بالإسكندرية، حتى توفيت إمبراطورة إيران السابقة فوزية في 2 يوليو 2013م عن عمر يناهز ٩١ عامًا، وشيعت في جنازة متواضعة في 3 يوليو 2013م في مدينة القاهرة حيث تم حملها من مسجد السيدة نفيسة إلى أن تم دفنها بجانب زوجها الثاني إسماعيل شيرين.