الثلاثاء ٢٤ مايو ٢٠١٦ -
٢١:
٠٨ م +02:00 EET
خروج أُوباما من البيت الأسود .. وبقاء الإخوان (٢)
كتب : د. ميشيل فهمى
ختمنا الجزء الأول.. بِبِدْءّ الإتصال الحقيقي والفعلي بين جماعة الإخـــــوان المسلمين والإدارة الأمريكية في عام ١٩٥٣ في اللقاء الذي تم بين ( الرئيس دوايت أيزنهاور ) والقيادي الإخواني ( ســـعيد رمضــان ) زوج بنت حسن البنّا مؤسس الجماعة ومُرشِدها الأول والذي صار من أهم رجال وعملاء الــ CIA في المنطقة ،بعد أن نال تدريباً عالياً وفي ختام اللقاء إتفقت الإراداتان الأمريكية والإخوانية ( بإرشاد صهيوني ) علي بِــدء التعاون الوثيق بينهما ، حيث لخص آيزنهاور ضرورة هذا التعاون الوثيق في كلمات واضحة صريحة ، هي بالنص (( إيماننا بالله ينبغي أن يقودنا الي هدف مشــــــــترك ، هو مُحاربة الشيوعية والإلحاد )) ... لأنه بمنتهي الخُبْثّ والدهاء أقنعت المُنظمات الصهيونية ، الإدارة الأمريكية ( الفٓتِيٓةّ - والحديثة العهد بإدارة السياسة العالمية آنذاك ) أنه بمؤزارتها ومُساندتها وتدعيمها وتمويلها لجماعة الإخوان المُسْلمين ستكون تلك الجماعة من أهم الأسباب لٍوٓقْف المٓــد الشيوعي ألد أعداء الولايات المتحدة ، بالإضافـــة الي جانب أن تلك الجماعـــة الإســــلامية ، ستكون عامل هام لجذب الشارع الإســــلامي
للولايات المتحدة الأمريكية ،وبدأت الجماعة تُمارس نشاطاتها في المنطقة لإثبات قدراتها للأمريكان
وهكذا بدأت الٍلٓحْمةّ التي بِلا فِكاك ، والرابط الذي بِلا إنفصــام ، وصِلٓةّ العِروةٌ الوُثْقي بين كلاً من :
** الولايات المتحدة الصهيوأمريكية ..
** وجماعة الإخوان المسلمين التي بلا وطنٌ أو وطنية ، واستمرت أمس واليوم ، وستستمر حتي الغد والمستقبل البعيد ... لأن ً( جماعة الإخوان المسلمين ) صارت الذراع التآمري الهام جداً ، في أيدي كافة المؤسسات والمنظمات الصهيو أمريكية، بل من أهم أدوات ووسائل ونُظُمّ تنفيذ التآمر الصهيوأمريكي في بٍلدان الشرق الأوسط ، بل والعالم بأسّرِهِ ، حيث لعب الإخوان المسلمين دوراً أساسياً وجوهرياً وحيوياً ومفصلياً هاماً في الحرب الأفغانية الروسية ، إنتهي بهزيمة الروس - لِـــذا لــــــن ينسي الروس هذا للإخوان المسلمين علي الإطلاق ، فكانوا من أول الدول التي حرمتّ وجٓرٓمتّ نشاطاتهم - ولهذا وبهذا تدفقت مليــارات الدولارات الأمريكية علي الجماعة وتنظيماتها الدولية ، فكانت حصيلة الإخوان المسلمين ٦٠ مليار دولار ، علي مدي العشر سنوات التي إستغرقتها الحرب الأفغانية ، ولا يعرف مصير هذه الأموال من قيادات الجماعة الأحياء ، إلا مهدي عاكف المرشد السابق للجماعة .
وبهذا تأكدت الصهيوأمريكية الي أهمية الإخوان المسلمين ..وتأكدت المخابرات الأمريكية علي قُدرة الأخوان المسلمين علي الحشد والردع ... جاءت المحطة الثانية من التعاون الهام جداً( حرب الخليج ) ، وهي تحقيق حُلْمّ الأمريكان في النفط العربي وبِدءّ تنفيذ مُخطَّط تقسيم بلدان الشرق الأوسط وتفتيت بلدانه ، فقام الإخوان بأخطر وأهم الأدوار في تحقيق ذلك ، حيث توافدت القيادات الإخوانية من مصر الي بغداد لتهيئة الأجـــــواء ، من خلال إظهار دعمهم ( لصدام حسين ) بغزو الكويت ، وأقنعوا بوضع لفظ الجلالة ( الله أكـــبرّ ) علي العلم العراقي لإضفاء الصِبْغة الدينية علي الغزو ومبرراته ...وطِبقاً لسيناريو التآمر ، قام صدام حسين بغزو الكويت ... وهُنــــــــــــا ، بدأ تحقق الحلم الأمريكي ، فقد دخلت قواته الشرق الأوسط ، وتدخلت القوات الأمريكية الي العراق بإدعاء مُساعدة الكويت في التحرر ... ولم تخرج إلا بعد أن خٓرٓبـتّ مُعظٌم بلدانه ، ومن هذا يتبين أهمية جماعة الإخوان المسلمين للولايات المتحدة الأمريكية ومؤسساتها الصهيونية ، وترتـــــب علي ذلك أن أصبحت العلاقات الأمريكية الإخوانية في أٓوْجّ عصورها وأزهي أوقاتها ، فقد حققت الحلم الأمريكي بدخول قواته الي الشرق الأوسط ، والــــــــبِدءٌ في التمهيد لتنفيذ خطة ( الربيع العربي ) أو علي الأصحٌ القطيع العربي .
بالإضافة الي زرعهم في مفاصل الإدارة الأمريكية من مُتخذي القرار ، بحيث تجذروا بها ، خاصة بعد إنتصارهم المُدْعم أمريكياً في الحرب الأفغانيــــــــة وحرب العراق كما أسلفنا .
واستمر التعاون الوثيق بين الإثنين حتي صار هذا التعاون من ثوابت الأدارة الأمريكية في البيت الأسود ، مهما تغيرت شخصيات وإيدلوجيـــــات شاغليــــه ، ديمقراطييـــــِن ولا جمهوريين ، أفيـــال أو حميــر ، ولا يخفي علي أحد أن هذا التعاون قد إستمر في أغلب الأحوال في إطار من الدعمـــــم المالـــي الســـعودي .. وعليه تٓوٓهٓجّ نشاط مثلـــــث الشر في العمل ( الصهيونية - أمريكا - تحت المظلة المالية السعودية بجانب الأمريكية ! )
يتبــع .......