الأقباط متحدون - الحقيقة الغائبة في سقوط الطائرة
أخر تحديث ١٣:٢٥ | الثلاثاء ٢٤ مايو ٢٠١٦ | ١٦بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٣٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الحقيقة الغائبة في سقوط الطائرة

الحقيقة الغائبة في سقوط الطائرة
الحقيقة الغائبة في سقوط الطائرة

بقلم : د. مينا ملاك عازر

 

تطالعنا المواقع الألكترونية ، والصحف السيارة التي تسير، وتأتي لغاية جنابك بأخبار يومية بل لحظية عن الطائرة المنكوبة، أن هذا كان سيركب بها، وهذا كان فيها وهي رايحة باريس، وتتابع ردود الفعل، وهذا بلندن ويعرف تماماً ما هو رد فعل الإنجليز، وهؤلاء يحللون، وكل هذا مقبول.
 
أما ما هو أبرز ما يطالعك من عناوين صحفية هو العناوين المفاجئة ليس العنوان المفاجئ بل هو في الحقيقة معتاد لكنه يقوم على عنصر المفاجأة الكبرى، تخش الخبر تلاقي إن المفاجأة الكبرى إن الطائرة كانت بطير في الجو، يا خبر أبيض، عنوان تاني لغز ال8 دقائق داخل الأجواء المصرية، تدخل العنوان تلاقيها لم تستمر بالأجواء المصرية أكثر من دقيقة ثم ينفي الخبر الأخير آخر ويقول، تسجيلات بين الطيار والملاحة الجوية، فينفي القائمون على الملاحة الجوية الخبر بأن هناك تسجيلات مع الطيار، وهناك من يعنون بمفاجأة المفاجآت، الطيار هو إللي كان سايق الطيارة، وده لما تخش الخبر، مفاجآت مفاجآت، وسبق صحفي، وكله عناوين تجذبك للدخول، فيزيد عدد الداخلين على الخبر وهو فارغ من المعلومة والمعنى والقيمة، ولا جديد به لأنه ببساطة لا جديد، المعلومة الوحيدة المؤكدة أن الطائرة  سقطت والصندوقين لم يعثر عليهما حتى كتابة هذه السطور، وأي عناوين غير كده ليس لها أي قيمة، وتضيع وقت بقراءتك لها لأن الصحفيين الزملاء الأعزاء يسترزقوا مستغلين فضول حضرتك ونهمك للحقيقة، فيفبركوا حوارات وعناوين ويردوا عليها، وعنوان يرد على عنوان، والضحية السابعة والستون التي ليس من بين ركاب الطائرة هي حضرتك في كل مرة تدخل على خبر تقرأه.
 
من الآخر، الحقيقة الغائبة في سقوط الطائرة أي عنوان المقال ده نفسه مكتوب لجذب حضرتك، نورتني في هذا المقال، وتعيش وتأخد غيرها، ونصيحة مني ليك ما تخشش على أي حاجة تاني تخص الطيارة حتى لو صرح بها الشهيد الطيار محمد شقير بنفسه كما سيدعي صاحب العنوان الصحفي، ولا تبص على عناوين من قبيل أمريكا تساهم في عمليات البحث وبريطانيا بتطرقع ظهرها ونازلة تعوم معاهم في البحر تبحث عن الصندوقين، ولا فرنسا جاءت بمحققيها، طب ما ييجوا ينوروا، إحنا نعمل  لهم ايه؟ ما هو طبيعي إنهم ييجوا ويحققوا ويكون بينهم ممثلين عن فرنسا نفسها وعن شركة الإيرباص، عادي كده، عادي جداً، فما تندهشي وتمشي وراء صحفي عايز يزود الترافيك من الآخر .
 
صديقي القارئ، الحقيقة الغائبة عن سقوط الطائرة أن الجميع لا يعرف الحقيقة ولن تعرف الآن وقد لا تعرف مطلقاً، فلا تصدق أن الطيار انتحر وأن الطيارة فيها عيب، وإن الأجواء المصرية نحس، وإن البحر كان هايج، وإن طيارين أتراك شافوا جسم غريب بالقرب من موقع سقوط الطائرة لإنه زي بالظبط الطائرة البريطانية إللي تفادت صاروخ بالقرب من موقع سقوط الطائرة الروسية في سيناء، كله كلام جرائد غربية ومصرية، كلهم يملوا ورق ووقت فراغهم.
المختصر المفيد رحم الله شهداءنا فهم الحقيقة الواقعة في حادث أليم كهذا.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter