عرض / سامية عياد
حدث القيامة غير العالم كله بل خلق عالم جديد ، عالم ليس للزمن سلطان عليه ، عالم صار بالقيامة متجددا بالروح متجها نحو الحياة بدلا من الموت..

هكذا حدثنا القس ابراهيم القمص عازر كاهن كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس ببنى سويف فى مقاله "عالم القيامة" فقد اكد على أن القيامة حررت العالم من سلطان الزمن وثبتت أقدام الإنسانية الجديدة على طريق الأبدية واللازمن ، خرجت البشرية من الزمن لتدخل فى أبدية حب الله مع الاحتفاظ بالواقع البشرى الذى يحتم تحمل المسئولية الإنسانية وعدم الهروب منها ، بالقيامة ننتظر شخص المسيح هو بالحقيقية حاضر ولكنه أيضا سيأتى ، ننتظر اكتمال تدبيره وتجلى ملكوته الذى سيعلن بحضوره الشخصى والمعلن .

قيامة الرب يسوع هى قيامة للعالم كله بلا استثناء ، عالم كان لا يحمل ولا يثمر سوى الأعمال الميته نتيجة الخطية والفساد ، تحول بالقيامة الى عالم متجها نحو الحياة يحمل ويثمر الأعمال الحية ، ومازال حدث القيامة وروح القيامة يقلع كل جذور الموت ويبذر بذور الحياة والأبدية فى كل مكان ، يبقى سر التناول الذى جمع بين الزمن والأبد فصار الملكوت حاضر فى شخص المسيح لأن المسيح هو الألف والياء الذى يجمع فى ذاته كل التاريخ البشرى الماضى والحاضر والمستقبل ، فالماضى مثمثل فى حياة الرب يسوع على الأرض وموته وقيامته ، الحاضر متمثل فى حضور الرب يسوع الدائم بروحه القدوس فى وسط كنيسته ، المستقبل متمثل فى مجيء الرب يسوع الثانى.

علينا بالاستعداد والتهيئة لليوم الذى سيعلن فيه الرب حضوره الشخصى والعلنى ، عن طريق التغير والتحول الى صورته ومثاله ، أن نضع ماضيه دستورا لحياتنا، وحاضره تقوية روحية من خلال الأسرار المقدسة ، ومستقبله انتظارا واستعدادا للأبدية ..