الاثنين ٢٣ مايو ٢٠١٦ -
٥٩:
٠٤ م +02:00 EET
محافظ السويس مش أحسن من أطفال المنيا ..حاسبوه بتهمة ازدراء الأديان !
محافظة السويس تغلق صفحتها المسيئة للمسيح دون حساب للمخطئ؟
كتب / نادر شكري
حكموا على أربعة أطفال أقباط أبرياء بالمنيا ، لأنهم كانوا يلعبوا في رحلة ويجسدوا سلوك داعش الارهابى في مقطع لم يزيد عن 28 ثانية ولم ينشر إلا بعد 5 شهور من الواقعة بعد القبض عليهم ، فضلا عن تدمير وتكسير عدد من منازل قريتهم الناصرية ببني مزار ، ولكن ماذا عن محافظ مسئول عندما يزدرى الدين المسيحي وعلى الصفحة الرسمية للمحافظة .
لم يكن احد يتصور ذات يوم إن تكون صفحة رسمية من محافظات الدولة التي يقطنها أقباط ومسلمين ، تكون سبب في إثارة الفتنه بنشر صورة مسيئة للعشاء الرباني للسيد المسيح بشكل أثار غضب الأقباط ، ورغم البلاغات الكثيرة ظلت الصورة على الصفحة الرسمية لمدة أربعة أيام لم يتم حذفها ، والأمن في غيبوبة لا يدرى ما يحدث على التواصل الاجتماعي من تراشق وغضب بين رواد المواقع حتى من المسلمين أنفسهم الذين شنوا هجوم على أدمن صفحة محافظة السويس لنشر هذه الصورة المسيئة ، وطوال أربعة أيام كان محافظ السويس اللواء احمد الهياتمى ، غائب يبحث عن الرياح الشمالية التي ستتصدى لصواريخ إسرائيل إذا ما أطلقتها على مصر لترد عليها مرة أخرى حسب تصريحاته الشهيرة في هذا الشأن ، أو انه يبحث في أسرار " المسقعة " لمعرفة الخلطة السرية التي بها أصبحت المرأة المصرية مثقفه حسب تصريحاته العبقرية في هذا الشأن ، والعجيب إن الأجهزة الأمنية التي تراقب صفحات التواصل الاجتماعي وتلتقط اى كلمات من الشباب بشأن قضايا وطنية وتقوم بحبسهم لم تلتفت لأمر مثل هذا يهدد سلامة المجتمع ونسيج الوطن .
ولم تستيقظ أجهزة المحافظة - إذا كانت نائمة فعلا ولم يكن هذا مقصود - إلا بعد اتصال نواب البرلمان بالدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب وإثارة الأمر ، ثم تفجير برامج التوك شو للازمة وللواقعة الخطيرة ، حتى استيقظت المحافظة ، وأدركت إن هناك أزمة بعد أربعة أيام وتقوم بغلق الصفحة الرسمية للمحافظة دون اى توضيح لما حدث أو تحديد المسئول عنها أو تفسير لحقيقة هذه الصفحة التي تحمل أخبار المحافظة الرسمية منذ فترة طويلة .
• غلق الصفحة
ولكن هل ينتهي الأمر لغلق الصفحة ، وكأنه لم يحدث شيء ، فالأمر لا يتعلق بصورة السيد المسيح بالتحديد ولكن المسألة اكبر بكثير من ذلك تتعلق بالأمن القومي ، ووضع جهات تنفيذية تقوم على حماية الوطن وتطبيق القانون ، والأكثر خطورة إذا ما حدث اختراق من متطرفين للمحافظة ، فالأمر ربما يتكرر مرة أخرى في أمور اكبر بكثير من ازدراء الأديان ، بأمور تتعلق بأمن البلد ، وإذا كان الأمر انتهى بغلق الصفحة دون تفسير لما حدث وان كان بيان مكتب محافظة السويس أشار إن الصفحة مزورة وهى تحمل أخبار وصور المحافظة والديوان بشكل دائم ، وان كانت مزورة فلماذا الصمت لمدة أربعة أيام دون تحرك سريع وإصدار بيان يؤكد هذا ويتم غلق الصفحة الرسمية .
هذا البيان الصادر من مكتب المحافظة ، لا يعد بمثابة حقيقة للأمر ، فكيف لصفحة مزورة تحمل كافة أخبار المحافظة الرسمية وعدد أعضائها 14 إلف ، وهذا عدد كبير لا يمكن ضمه في شهور ، أن تترك دون موقف من المحافظة وتم إنشائها منذ شهور طويل أو أكثر من عام ، ولماذا قامت بنشر الصورة في هذا التوقيت .
• المحافظة تكذب
الحقيقة إن مكتب المحافظة عالج الخطأ بالكذب ، لان لا توجد على مواقع التواصل الاجتماعي صفحة رسمية لمحافظة السويس سوى هذه الصفحة التي تم غلقها ، وهى الصفحة التي يتبعها مراسلين المحافظة لرصد أخبار المحافظة وتحركاته والصور الرسمية للمحافظ ، ولم يكن أمام مكتب المحافظة سوى التصريح بهذا الأمر أنها مزورة فهل يعقل إن تترك هذه الصفحة لأكثر من عام تتحدث باسم المحافظة وهى مزورة كما تدعى المحافظة دون اتخاذ موقف منها ، وتترك لتضليل الرأي العام السويسي دون غلقها فهكذا يتم علاج الخطأ بخطأ أفدح .
وإذا كانت المحافظة أغلقت صفحتها الرسمية فهل يعنى انتهى القضية ، فإذا كان هذا هو الحل فكان الأمر سهل فهناك العديد من الأقباط الذين تم حبسهم بداعي ازدراء الأديان على الفيس البوك دون إن يكون هناك دليل واحد على هذا ، فجمال مسعود من أسيوط حكم بالسجن وتم الهجوم على أربعة قرى وتهجير أسرته رغم إن الشاب لا يملك فيس بوك وهو طالب في الثانوية العامة ، ومايكل منير من بلقاس تم لحكم عليه بسنه لأنه قام بتشير حلقة لتونى خليفة مع احد الشيوخ واعتبر هذا ازدراء بالدين الاسلامى ، وكيرلس من ارمنت شاب امى قام بعمل ليك على صفحة دون بالخطأ واعتبرت هذه الصفحة تسىء للدين وتم حبسه ، و طالب ميانه مركز اهناسيا وأيضا نفس الأمر بقرية كفر درويش مركز الفشن ورغم عدم وجود صورة مادية تكشف عن الإساءة لهؤلاء الأبرياء ولم يراه احد سوى من أرد إثارة الفتنه وتأجيج مشاعر البسطاء إلا أنهم حصلوا على أحكام قاسية ، وأخيرا أربعة الأطفال بالمنيا الذي تم تدمير مستقبلهم بالحكم المشدد ضدهم ..فهل يخرج محافظ السويس وأجهزة المحافظة دون مساءلة لمجرد غلق لصفحة .
• من يحاسبه ؟
إذا كان هناك بالفعل تعليمات رسمية بالتحقيق في الأمر داخل المحافظة بهذا الشأن ، لكن سيظل السؤال من يحاسب محافظ بدرجة لواء أمام أطفال قصر داخل قرية فقيرة ، هل سيتم التعتيم على الأمر ولانه لم تكن هناك ردود مثل ما يفعلها المتشددين من تظاهرات وتأجيج للرأي العام - في حالة إن كان القبطي مخطئ – فسيتم نسيان الأمر ، ولن يتذكر احد ما حدث وربما بعد وقت يتم إعادة الصفحة مرة أخرى بعد مسح الصورة ، ويتم التهوين من الأمر بأنه لا يستحق ما حدث وتموت التحقيقات وربما يتم استبعاد أدمن الصفحة لعمل أخر دون محاسبة محافظ السويس المسئول الأول عن ما حدث والأكثر جرما هو الكذب والتعتيم على جريمة في حق المجتمع المصري .
ننتظر التحقيقات التي تجرى ويجب إن تكون هناك شفافية واضحة للأمر ليس من أجل صورة دينية ولكن من أجل مستقبل محافظة هامة مثل السويس ، تتعلق بأمن الوطن..فهل سيكون محافظ السويس فوق القانون ...فأطفال المنيا ينتظرون ماذا سيفعل القانون وصوتهم صارخ إلى لله ؟