الأقباط متحدون | ثقافة الفكر السلفي العصبوي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:١٨ | الجمعة ١٩ نوفمبر ٢٠١٠ | ١٠ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢١١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس مقالات مختارة
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٢ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

ثقافة الفكر السلفي العصبوي

بقلم: جورج حزبون | الجمعة ١٩ نوفمبر ٢٠١٠ - ١٢: ١١ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

أحيانا يحتاج المرء إلى مراجعة شخصية لمسيرته لقراءة أسباب النجاح أو التراجع، يصل إلى تأثير المحيط، ودوره فيما وصلت إليه الأمور سلبا أو إيجابا، ولكون المحيط لا يتكون في فراغ، بل يفعل الزمن وعوامله، مما يجعلنا نصل إلى نتيجة مفادها أن تترك التفاعلات تجري دون تدخل أو بتجاهل معناها أن تصبح مجرد مادة بشرية ضمن محيط هائج يدفع بك في كل اتجاه، حتى الغرق، وهذا بالضبط ما تفعله الأديان بالبشر، بغض النظر عن المسميات العقائدية، ومفهوم القضاء والقدر، كان وهابيا جبريا أومعتزليا أو شعريا أو مسيحيا....
لفت انتباهي في لقاء فضائي مع شيخ الأزهر يتحدث عن تجربته الشخصية، وأنه وجد الناس في فرنسا يصلون فقط يوم الأحد وهذا يؤدي إلى (خواء ) روحي، وإن الإسلام يفترض أن يظل الإسلام يفترض أن يظل الإنسان يصلي طول يومه وليله، ومعروف إن على المسلم حين يمارس الحب مع زوجته عليه أن يدعي دعاءا خاصا، وهكذا يصبح المسلم شخصا (معلبا) لا مجال له للفكر خارج هذه السطوة العقائدية، مما يفسح المجال للتعصب بفعل هذا (الانطواء) .
لا ضرورة هنا للبحث في أمر الحضارات، لان الواقع أخطر، فالإنسانية تتعرض إلى عبث مردة الإيمان، وإن الله خلق( الإنس والجن ليعبدون) وبالتالي لا دور آخر للإنسان على الأرض، بل أكثر فإن الخروج عن هذا النهج اللاسلاموي يعتبر (كفرا) واعتداء على المسلمين يستوجب الجهاد، وهذا جوهر الاعتداءات على المسيحيين في العراق وغير العراق.
في منطقة (الخبر) بالسعودية سئل إرهابي أحد الأسر قبل قتلهم هل أنتم مسلمون، فقالوا نعمن فقال أين لحاكم!!؟؟ فأطلق النار وقتلهم وفي كنيسة النجاة قال أحد الإرهابيين أنتم كفرة!! وفجر حزامه، إذا هي التعبئة على طريقة (حسن الصباح) حين أطلق مجموعة القتلة بعد أن روضهم بذات الأسلوب مع الاختلاف بالشكل فكانت حركة ((الحشاشين))!!!!!
لقد وضعت الماركسية أمام البشرية بديلا وطريقا يمتاز بالمعرفة، وهو ( الدايلكتيك) (علم القوانين العامة للحركة)، فلم تترك له فراغ(للخواء) ولا انغلاقا (للانطواء) والعدوانية وعدم سماع رأي الآخر، بل والحكم على الناس حسب درجة قبولهم أو اعتراضهم على قناعته أو رأيه، مما غذى منابع التطرف والتي وصلت للقتل والإرهاب.
لست هنا لمناقشة أمر الوجود (الميثالوجي) أو عدمه، فهذا ليس الأمر إنما الأمر الأهم هو (الفكر) فلماذا لا يفسح مجالا للفكر؟ فهذا الإمام السيوطي يقول( من تمنطق فقد تزندق) فهذا إرهاب فكري، ليس ضروريا أن ينتقل الناس الى الماركسية ليصبحوا أكثر وعيا، لكن لا يمكن أن تكره الناس على رفض الفكر ليصبحوا آلات مجردة (ريبوتات).
خاض الخليفة المأمون معركة دار الحكمة ومضمونها ( العقل بدل النقل) والآن المطلوب هو ذاته للخروج من صومعة الجمود والنقل العصبوي ورفض عنصر الزمن وليّ عنق التاريخ ليلتزم بما اجتهد به أعراب القرن السادس، وتجاهل إنتاج البشرية من العلم والمعرفة والابتكار، ونعتهم بأنهم أقاموا مجتمع إباحي!!!! هذا ما نحسن عمله نعت الناس بالفسوق، وإننا أبناء الله المقدسين؟؟؟!
لا يمكن إنجاح حوار الحضارات، أو الحوار بين الأديان، أو وقف الإرهاب، خارج مضمون الفكر العصبوي ورفض الآخر، فالمدارس الوهابية وما نتج عنها حتى القاعدة لا تستطيع( وليس لأنها لا تريد) إن تستوعب أحدا خارج إسلاميتها أو منهجها فهم مكلفون من الله -حسب سيد قطب -بمحاربة العالم حتى يرفع على الأرض شعار لا إله إلا الله ، والإسرائيليون يحتلون فلسطين باسم الدين وإنهم شعب الله المختار وكما قال دستوفيسكي : لا يوجد يهوديا بدون الله ، فهم صحابته ويضطهد البشرية بواسطتهم ، والمسلمون ن - خير امة أخرجت للناس - ويستخدمهم الله لإرهاب البشر وقتل الأطفال والآمنين ، وباقي الناس بين هؤلاء واؤلئك فهم شعب الله المحتار .
فكل محاولة تزويق الإشكال الدينية تحت عناوين الحوار( هراء ) ونفاق لا ترجى منه فائدة ، فالمواجهة مطلوبة ، والصراع الأيديولوجي هو الحل ، والقادر على حسم الصراع بين ذهنية التخلف والتعصب وعقلية الواقع والموضوعية والمستقبل الحر للبشرية معتقدا ورأيا وممارسة سواء دينية أو غير ذلك ، فلا وصاية ولا وسطاء بين الخالق والمخلوق ، إما الأركان إلى تلك المحادثات الاحتفالية وخطابات المنافقة فلن تصل إلى نتيجة إن لم تفاقم الأمور .
إن مراجعه بسيطة تشير إلى إن ما يدعى ( الصحوة ) لم تكن إلا ردت في الزمان واغترابا بالمكان ، كان يمكن إن تكون( نهضة) لوان منظمي تلك المرحلة بشعار ( الإسلام هو الحل ) وجدوا في عملية النهضة ضرورة للتفاعل مع الواقع ، والأخذ بمعطيات العصر ، وحيث - لكم في رسول الله أسوة حسنة -فان التمسك بما سلف يعيد روحانية الماضي ولا يخاطر بالحاضر الواسع والمستقبل الغير مضمون ، فهذه ذهنية انطلقت لمواجهة الهزائم التي منيت بها شعوبنا بفعل أنظمتها الفاسدة والشمولية ، لكنه انحرفت للتحالف مع الأنظمة وتكون بنيتها الفوقية وتمنع الشعوب من الاعتراض على ( ولي الأمر ) وتبني نظام سياسي ديمقراطي يستطيع ان يواجه الاحتلال والاستعمار والتخلف ، فكانت هذه الأفكار اخطر أدوات الاستعمار الجديد وهي ( التخلف ) ، الم تتحالف أميركا مع الحركة التي أفرزت طالبان والقاعدة في النهاية ، فقط لضرب الاتحاد السوفيتي والفكر التقدمي ؟




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :