الأقباط متحدون | الترجمة السبعينية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:١٨ | الاثنين ٢٣ مايو ٢٠١٦ | ١٥بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٣٧ السنة التاسعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الترجمة السبعينية

الاثنين ٢٣ مايو ٢٠١٦ - ٢٤: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

Septuagint

إعداد /ماجد كامل
تعتبر الترجمة السبعينية Septuagint أقدم وأهم ترجمات الكتاب المقدس للعهد القديم ؛ولقد لقبت بالسبعينة نسبة الي 72 عالما (6 من كل سبط من أسباط بني إسرائيل ) كانوا يتقنون كل من اللغتين اليهودية واليونانية . وقصة الترجمة باختصار أن الملك بطليموس الثاني المعروف ببطليموس فلادلفيوس "أي المحب لأخيه " (285- 346 ق .م ) قد تقدم بطلب الي ديمتريوس الفاليري مدير مكتبة الإسكندرية أن يحصل علي نسخة من كل كتاب في العالم ليضمه إلي قائمة الكتب المحفوظة في مكتبة الاسكندرية ؛وبعد أن جمع 200000 مجلد ؛قدم بهم تقريرا الي الملك ؛ وأبلغه أنه يطمح أن يزيدها إلي 500000 مجلد؛ فأقترح عليه أنه من بين الكتب الناقصة الكتب الخاصة بالشرائع اليهودية ؛طلب منه أن تتم ترجمتها إلي اللغة اليونانية وتضاف الي المكتبة ؛فأعجب بطليموس بالفكرة جدا ؛ وقدم طلبا رسميا إلي أليعازر رئيس كهنة اليهود في أورشليم ؛وطلب منه أن يرسل مجموعة من أفضل علمائه إلي مدينة الإسكندرية للقيام بترجمة كتب اليهود إلي اللغة اليونانية ؛فأرسل أليعازر 72 عالما (6 علماء من كل سبط من أسباط إسرائيل الأثني عشر ).

فأمر الملك بطليموس الثاني أن يقيموا في جزيرة فاروس علي البحر(مكان قلعة قايتباي حاليا كما يعتقد) ؛ وقدم لهم أفخم أنواع الأطعمة ؛ووفر لهم جميع وسائل الراحة حتي يتموا الترجمة علي أحسن وجه ممكن ؛ وبالفعل أنجز العلماء الترجمة المطلوبة منهم في 72 يوما ؛ وعنما قرئت الترجمة علي مجموعة من اليهود المقيمبن بمدينة الإسكندرية ؛نالت منهم إعجابا كبيرا ؛حتي أنهم لعنوا كل من يجرؤ علي تغيير أي حرف فيها .

فقام الملك بتكريم العلماء ؛وأعادهم إلي بلادهم محملين يهدايا ثمينة .ولقد شهد الفيلسوف اليهودي فيلون ( 25 ق. م – 40 م تقريبا ) الذي عاش في مدينة الاسكندرية خلال القرن الأول الميلادي لهذه الترجمة فقال عنها :-" أن الشيوخ الاثنين وسبعين الذين حملوا الأسفار المقدسة علي أيديهم نحو السماء سائلين الله أن لا يخيب جهودهم ؛فـاستجاب الله لصلواتهم حتي ينتفع بها الناس في توجيه سلوكهم وحياتهم ؛كما الملك نفسه الذي أهتم بتكميل هذا العمل الجليل كان مساقا بحكمة وحذق إلهيين ؛وأما الشيوخ الذين قاموا بهذه الترجمة فكانوا تحت الوحي الإلهي ؛فنطقوا بنفس الكلمات والأفعال كما لو كانوا كل منهم يصغي إلي ملقن داخله غير منظور يمليه ما يكتبه . إن كل من يطالع النصين العبري واليوناني يعتقد أنه في مواجهة لغتين توأمتين ؛أو علي وجه الدقة هناك لغة واحدة مقدسة فريدة منطوقة باللسان العبري في الأصل ؛ واللسان اليوناني في الترجمة السبعينية . فلم يكن الشيوخ إذا مجرد مترجمين بل معلمي القداسة وأنبياء . لذا يحق لنا أن نحتفل بالعيد السنوي والاجتماع في جزيرة فاروس تذكارا لهذا العمل المجيد ؛وفي نفس هذا المكان الذي شهد بداية الترجمة ؛ونشكر الله علي إحساناته ؛ليست القديمة فقط بل الجديدة كل يوم " .

؛ وكان من بينهم حسب شهادة التقليد القبطي سمعان الشيخ ؛ وأوكلت إليه ترجمة سفر أشعياء النبي ؛ وجاء عند الآية التي تقول "هوذا العذراء تحبل وتلد أبنا ويدعي أسمه عمانوئيل "(أش 7 :14 ) ففكر في الأمر قليلا ؛ وقال أن شعب اليونان شعب فلسفة ومنطق ؛ولن يقبلوا بسهولة بسهولة فهم أن عذراء من الممكن أن تحبل وتلد ؛ ففكر في حل لهذه المشكلة وهو بدلا من يترجمها عذراء (بارثينوس ) يستبدلها بكلمة أخري هي (نياننيس) ومعناها فتاة صغيرةة ؛و لكنه سمع صوت من السماء يقول له "ترجم الكلمة كما هي ؛وأن الله سوف يمد في عمرك حتي تشاهد بنفسك هذه المعجزة " وبالفعل عاش حتي ميلاد السيد المسيح ؛وشاهد دخول السيدة العذراء مع الطفل يسوع الي الهيكل ؛ فحمله بين ذراعيه وبارك الله قائلا " الآن يا سيد تطلق عبدك حسب قولك لأن عيناي قد أبصرت خلاصك الذي أعددته أمام جميع الشعوب نورا تجلي للأمم ؛ومجدا لشعبك إسرائيل ( لوقا:- 2 :-29 - 32 وهو فصل انجيل النوم ). ولقد لاقت الترجمة السبعينية اقبالا كبيرا في الكنيسة المسيحية الأولي ؛ حتي أنها كانت من أسباب انتشار المسيحية في العالم كله ؛حيث أن معظم سكان العالم خلال ذلك العصر كانوا يتكلمون ويكتبون باللغة اليونانية . ولقد شهد لصحة هذه القصة المتداولة عن الترجمة السبعينية العديد من آباء الكنيسة المعتبرين أعمدة مثل :- القديس يوستينوس في كتابه "الحوار مع تريفون " . والقديس إيريناؤس في كتابه "ضد الهرطقات" . والقديس كليمندس السكندري في كتابه "المتنوعات" . والقديس كيرلس الأورشليمي في كتابه "عظات الموعوظين" . والقديس يوحنا ذهبي الفم في تفسيره لتانجيل متي . والقديس أوغسطينوس في كتابه "مدينة الله " . والقديس كيرلس الكبير في كتابه "ضد يوليانوس " ..... الخ .

وعندما قام العلامة أوريجانوس( 185- 254 م تقريبا) بعمله الضخم السداسية (الهكسابلا ) ؛حيث قام بجمع ست ترجمات للكتاب المقدس ؛ووضعهم في مقابل بعضهم البعض ؛وقام بعمل دراسة مقارنة بينهم ؛ كانت الترجمة السبعنية واحدة من هذه الترجمات ؛أما بقية الترجمات فكانت علي النحو التالي :-

1- الأصل العبري الذي كان اليهود يستخدمونه .
2- كتابة الأصل العبري بحروف يونانية لإيضاح كيفية نطق الحروف اليونانية .
3- ترجمة يونانية بواسطة عالم يدعي أكيلا.
4- ترجمة يونانية أخري قام بها عالم يدعي سيماخوس .
5- ترجمة يونانية بواسطة ثيودوتيون .

أما الترجمة السادسة فهي الترجمة السبعينية كما ذكرنا سابقا ؛ وبهذا العمل يعتبر العلامة أوريجانوس هو رائد ومؤسس "علم دراسة ومقارنة نصوص الكتاب المقدس Comparative Study of THE Holy Bible” .

ولقد وصلت عدد المخطوطات الخاصة بالترجمة السبعينية ؛والتي قام بجمعها كل من العالمين هولمز وبارسونز إلي حوالي 321 مخطوطة بردية ؛ومازال عدد كبير منها مازال محفوظا في العديد والعديد من المكتبات والمتاحف المنتشرة في العالم كله .

نشر بمجلة الكلمة عدد شهري أبريل ومايو 2016




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :