بقلم : مراد وهبة | الأحد ٢٢ مايو ٢٠١٦ -
٢٠:
٠٢ م +02:00 EET
مراد وهبة
فى 23 /3/ 1997 صدر بيان مشترك من «بيت الشرق» الفلسطينى برئاسة فيصل الحسينى، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومسؤول ملف القدس مع وفد مصرى برئاسة لطفى الخولى، من التجمع الدولى من أجل السلام، وذلك فى إطار جولة قام بها الوفد المصرى اشتملت على المشاركة بفعاليات لمواجهة الاستيطان الإسرائيلى فى جبل أبوغنيم، كما قام الوفد بزيارة الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فى البلدة القديمة من القدس، كما أجرى عدة لقاءات لتبادل الرأى وبحث تقديم الدعم للشعب الفلسطينى، خاصة فى مدينة القدس.
وأثناء اللقاء ببيت الشرق، عبّر الجانب الفلسطينى عن اعتزازه وتقديره لهذه الزيارة التى تعتبر اختراقاً للحواجز الاحتلالية التى تهدف إلى عزل الشعب الفلسطينى عن الشعب العربى. وقد أوضح فيصل الحسينى المخاطر التى تتعرض لها العملية السياسية، خاصة المخاطر التى تتعرض لها مدينة القدس بسبب السياسة الاستيطانية الإسرائيلية. كما عبر الجانب المصرى عن الموقف المصرى الثابت من أن القدس هى مفتاح السلام الشامل فى المنطقة، وأن مصر تتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
ثم أكد الجانبان الفلسطينى والمصرى فهمهما المشترك القائم على أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلى من الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس هو حجر الزاوية فى أى سلام إذا أريد له الدوام، وأن مثل هذه الزيارات واللقاءات تعد مساهمة مهمة فى تحقيق ذلك الهدف.
وفى النهاية، اتفق الجانبان على ضرورة تطوير طرق الاتصال وتبادل الرأى والمعلومات حول الأوضاع فى الأراضى المحتلة لتطوير الدور العربى الشعبى والرسمى.
وقبيل إنهاء اللقاء، وجه لطفى الخولى سؤالاً إلى فيصل الحسينى جاء على النحو الآتى:
هل تريدون منا الحضور مرة ثانية؟
وجاء الجواب حاسماً: احضروا بشرط أن يصل عددكم إلى الألف لأننا فى حاجة إلى مؤازرتكم هنا وليس هناك.
وفى جلسة عشاء عمل فى اليوم نفسه، التقيت عميدة كلية التربية بجامعة تل أبيب، ودار الحوار حول مشروعى عن «الإبداع والتعليم العام»، وكانت العميدة على علم به. قالت: نحن سوياً نواجه أصوليات ثلاثة: يهودية ومسيحية وإسلامية، وهى كلها ضد الإبداع، لأنها ضد إعمال العقل والالتزام بحرفية النص الدينى.
ثم تساءلت: هل من سبيل إلى عمل مشترك؟
وجاء جوابى بالإيجاب.
فاستطردت قائلة: عقد ندوة مشتركة للبحث عن كيفية الإفادة من ذلك المشروع. ثم سألتْ: أين نعقدها؟
أجبت: فى كلية التربية بجامعة عين شمس التى أعمل بها أستاذاً للفلسفة، فوافقتْ.
وإثر عودتى إلى القاهرة، فاتحت عميد الكلية فى أمر هذه الندوة، فجاءت إجابته برفض قاطع، وعندئذ توقف الحوار، إلا أننى لم أتوقف، إذ حاولت البحث عن طريق مغاير، فما هو؟ عقد ندوة تحت عنوان «الشرق الأوسط فى مفترق الطرق: التنوير والمجتمع». وحررت ورقة عمل ارتأيت فيها أن السلام فى الشرق الأوسط يواجه أزمة قد تفضى إلى حروب أخرى. وهذه الأزمة مردودة إلى صعود قوى أصولية فى المنطقة. ومعنى ذلك أن التهديد الحقيقى للسلام ليس عسكرياً أو سياسياً إنما ثقافى، الأمر الذى من شأنه أن يفضى إلى مناقشة الدور الحاسم للمثقفين فى كل من مصر وإسرائيل فى دفع مسار السلام ضد القوى الأصولية الداعية إلى الحرب.
وحددت محاور الندوة بثلاثة:
■ الأصولية الدينية فى الشرق الأوسط.
■ العلمانية فى الشرق الأوسط فى العصر الإلكترونى.
■ دور المثقفين فى تفكيك الصراع ومن ثم قنص السلام.
إلا أن ثمة أسباباً منعت انعقاد الندوة.. فما هى؟
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع