بقلم : رولا خرسا | السبت ٢١ مايو ٢٠١٦ -
٤٣:
٠٨ م +02:00 EET
رولا خرسا
فى كل مرة أقرا فيها خبرا عن طائرة تقع أو تنفجر فى الجو أو يرتطم جسمها بجبل أو تسقط فى البحر، كوارث مختلفة ظاهريا متشابهة فى النهاية المأساوية أجد نفسى أطرح على نفسى مجموعة من الأسئلة.. ترى ما هو إحساس من يعرف يقينا أنه ميت خلال لحظات؟ هل يبقى متشبثا بالأمل حتى والطيارة تهوى؟ هل يموت فجأة أم على مراحل؟ الطب يقول إن من رحمة الله أنه فى حالات السقوط المفاجئ يتوقف القلب عن العمل.. ماذا يفكر الناس فى مثل هذه اللحظات؟ هل كما يصور لنا البعض يقومون باسترجاع شريط حياتهم أم أنهم يتوقفون عند اللحظة الأخيرة محاولين البحث عن مدخل يعيدهم للحياة التى يخرجون منها؟.. هل هناك فرق بين شخص مؤمن فى مواجهة الكارثة وشخص غير مؤمن؟.. هل يشعر من سوف يموت أنه قريب منه؟ من رحمة الله أيضا أننا لا نعلم ساعتنا.. تخيل لو استيقظت ذات صباح عالما أنه يومك الأخير.. من المؤكد أنك ستموت قبلها رعبا من انتظار اللحظة، ستموت من الخوف. الموت سيأتينا لا محالة فهو الحقيقة الوحيدة المؤكدة
.. ندعو الله ألا نتألم. ألا نتعذب، ألا نعرف قبلها. نخاف من موت الفجأة ونخاف من موت الكوارث.. نخاف من سيرة الموت أصلا، ونتمسك بالحياة مهما كنّا غير راضين أو تعساء أو حزانى.. نتمسك بأمل أن الغد سيحمل إلينا مفاجآت أفضل ونتشبث بتفاصيل صغيرة ونبرر لأنفسنا أننا نتمسك بالحياة من أجل أولادنا أو أمهاتنا أو أحبائنا والحقيقة المؤكدة أننا نخاف.. نخاف مما نجهله.. نخاف من الفراق.. من وحشة القبر.. نخاف من المجهول.. ومن رحمة ربنا أنه أرسل إلينا الكتب السماوية كى يخفف عنا سبحانه مخاوفنا، كى يطمئننا أن هناك حياة أفضل تنتظرنا.. ما الذى يحدث لأرواحنا فى حالة الصدمة العنيفة التى تصيب أجسادنا؟!.. وهذا السؤال إجابته مثل أسئلة كثيرة فى علم ربى.. ولكن لأننا أمرنا بالتفكير نسأل وقد لا نجد إجابات لذلك فالحل الوحيد هو فى التسليم أن أرواحنا عائدة لخالقها وأن ما عانيناه على الأرض من مخاوف سنتحرر منها فى السماء.. الجسد مجرد وعاء، سجن إن ضعف ضعفنا وإن قوى قوينا ولكنه يبقى سجنا وسجانا.. أما الروح فحرة طليقة لا تحدها حدود.. لا تحرقها نيران ولا تفتتها تفجيرات.. إن نظرت إلى نفسك أنك صاحب روح حرة فلن تعيش خائفا من الموت.. بل قد تعتبره موعدا للقائه سبحانه القدوس الرحيم.. أطال الله فى أعماركم وأحسن خاتمتنا جميعا.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع