فاجعة كبرى اهتزت لها مصر كلها، أمس الخميس، وهي اختفاء طائرة مصرية تتبع شركة مصر للطيران، قادمة من مطار شارل ديجول الفرنسي، إلى القاهرة، ولكنها اختفت فوق البحر المتوسط، وقد تولت القوات المسلحة المصرية واليونانية والإيطالية والفرنسية عملية البحث عن الطائرة المفقودة. 

 

وأعلنت شركة مصر للطيران، أن الطائرة المفقودة، وعلى متنها 56 راكباً و 10 من أفراد طاقم الطائرة، وقد أكدت أن جنسيات الركاب على النحو التالي: 30 مصري، و15 فرنسي، واثنين عراقيين، ومواطن من كل من: بريطانيا، وبلجيكا، والكويت، والسعودية، والسودان، وتشاد، والبرتغال، والجزائر، وكندا. وقد ترك هؤلاء العديد من القصص الإنسانية نعرض بعضها في التقرير التالي. 

 

يروي "أحمد"، وهو أحد أصدقاء الطيار "محمد شقير"، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن قائد الطائرة "كان لسة عازم الدفعة كلها في بيته من اربع ايام"، مضيفًا: "الله يرحمك يا شقير كان لسه عازم الدفعة كلها في بيته من اربع ايام كأنه بيسلم علينا.. مش قادر أصدق بس الحمد لله.. الله يرحمك يا دفعة الدراسة والشركة". 

وروى أحد أصدقاء أحد الضحايا، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن أحمد العشري -أحد الضحايا- باع كل ما يمتلك ليعالج زوجته ريهام حسن، من مرض خطير، وذهبا إلى فرنسا للعلاج، وبعد انتهاء مرحلة العلاج التي استمرت لمدة ثلاثة شهور، وإجراءها عملية جراحية، أخبر أسرته قبيل ثلاثة أيام بعودتهما، ولكنه لم يكن يعلم أن الموت بانتظاره في الهواء. 

 

وأضاف: "أعتبره دائما إبني .. مقرب مني كثيرًأ .. يستشيرني في كل أحواله، متزوج وعنده ثلاث أولاد صغار". 

 

نقلت العديد من وسائل الإعلام، المصرية عن صحيفة "دايلي تيلجراف" -البريطانية- تصريحات موظفة في مطار "شارل ديجول" قالت فيها، إنها ساعدت أسرة مصرية وصلت عن طريق الخطأ إلى السفر بهذه الطائرة، حيث أن طائرتهم كان من المفترض أن تُقلع من (صالة 1)، ولكن الأسرة وصلت -خطأ- لصالة 2.

 

وبعد أن أقلعت طائرتهم الأصلية، أصر رب الأسرة بالصعود إلى هذه الطائرة، ونظرا لشعور الموظفة بأن الخطأ منهم، وافقت على ذلك، مضيفة أن ابنة الرجل المصري كانت تناشده ان يؤجل السفر للغد وانه ربما يكون تأخرهم عن الطائرة خير لهم، وان تأجيل السفر ليس بنهاية العالم… إلا أن الأب أصر على اللحاق بالرحلة لينتهي العالم فعلًا بالنسبة لهم. 

 

ووفقًا لصحيفة "دايلي تلجراف"، فإن الضحية البريطاني ريتشارد عثمان، الجيولوجي البالغ من العمر أربعون عامًا، قلل من مخاوف زوجته قبيل سفره، حيث كانت تحذره من السفر في رحلات العمل، وقالت له: "كن حذرًا في الخارج"، إلا أنه رد عليها قائلًا: "لن يحدث لي شئ"، لافتة إلى أنه أنجب ابنته الثانية قبل ثلاثة أسابيع.