الأقباط متحدون - ماعت للسلام والتنمية وحقوق الانسان
أخر تحديث ٠٣:٤٤ | الاربعاء ١٨ مايو ٢٠١٦ | ١٠بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٣٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

ماعت للسلام والتنمية وحقوق الانسان

ماعت
ماعت

السيدات والسادة الحضور الكرام  أبناء  المحافظة القريبة إلى القلب  محافظة الوادي الجديد ... يسعدني ويشرفني أن أكون بينكم اليوم ، وأشكركم على الحفاوة وكرم الضيافة التي قوبل بها فريق مؤسستنا منذ وصولنا إلى ارض الوادي الجديد .

اسمحو لي بداية أن أحدثكم سريعا عن مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان ، والتي استوحت اسمها من رمز فرعوني مصري ، وهو رمز آلهة الحق والعدل عند قدماء المصريين

إن مؤسسة ماعت  منظمة أهلية مصرية مشهرة وفق أحكام قانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية ، وتعمل منذ أكثر من عشر سنوات على تعزيز قيم السلام المجتمعي والتنمية واحترام حقوق الإنسان وتعزيز الديمقراطية ، وذلك من خلال نشاطها في اربعة ميادين محددة  وهي  السلام المجتمعي وتنمية الفئات الفقيرة والمهمشة ، دعم اللامركزية والإدارة المحلية الرشيدة ، مساعدة الدولة المصرية على الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان من خلال التواصل مع الآليات الدولية ، متابعة العمليات الانتخابية ونشر الوعي الانتخابي بين المواطنين .

مؤسسة ماعت تؤمن بأن العلاقة بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والمواطنين هي علاقة شراكة وتعاون وحوار من أجل خدمة الوطن ،
وليست علاقة شد وجذب وتراشق ، فنحن في النهاية في مركب واحد ولابد ان نتكاتف جميعا لنصل به إلى شاطىء السلامة والنجاة من المخططات والمؤامرات التي تستهدف الوطن بعد ثورتين عظيمتين في يناير 2011 ، ويونيه 2013 .

ومن هذا المنطلق ، فقد قررنا في ماعت أن لا نبقي " حبيسي الغرف المغلقة "  ولا نكتفي بإصدار التقارير والبيانات ،
 وخططنا لتنظيم زيارات ميدانية ولقاءات مفتوحة مع أهلنا المصريين في المحافظات والمناطق التي أهملناها كثيرا وقصرنا في حقها طويلا ، وعلى رأسها محافظة الوادي الجديد .

ورغم هذا الإهمال والتجاهل في العهود السابقة ، إلا أن محافظة الوادي الجديد " الكريمة " لم ترد علينا بغير الخير الذي يطرح على أرضها ،
وربما يكون الشاهد الأكبر على ذلك هو المشروع العملاق لاستصلاح مليون ونصف المليون فدان ، والذي اعطي السيد الرئيس منذ ايام قليلة اشارة البدء لحصاد محصول اول عشرة الاف فدان منه  بمنطقة الفرافرة التابعة لمحافظة الوادي الجديد ، 

وهي رسالة ذات معني تقول أن الخير قادم من ارض الوادي الجديد ، وأن اكتفاء المصريين من غذائهم ودوائهم وكسائهم  سيتحقق إن شاء الله  لو تكاتفنا جميعا واخلصنا النية ،

إن محافظة الوادي الجديد بمساحتها الشاسعة التي تعادل 44% من مساحة مصر تقريبا ، ومواردها الهائلة ، وشعبها الطيب ، وقيادتها المخلصة تستحق منا – كدولة وكمجتمع مدني وكقطاع خاص – اهتماما أكبر بكثير

وذلك من أجل الاستفادة من الفرص التنموية بالمحافظة وتحسين جودة الخدمات المقدمة لمواطنيها ، والعودة بها الى الهدف الاصلي من إنشائها على يد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، وهو الهدف المتمثل في انشاء وادى جديد موازى للنيل يستوعب الزيادة السكانية في مصر .

السيدات والسادة الحضور
لقد تعرضت مصر خلال السنوات الثلاث الماضية إلى هجمة شرسة من قوى الإرهاب والتطرف ،

وكأن الارهاب يعاقب المصريين على انحيازهم لقيم الدولة المدنية  واصطفافهم خلف قواتهم المسلحة التى انحازت للشعب في كل تحركاته وتطلعاته المشروعة ،

وحصد الارهاب الاسود ارواح الاف الابرياء من  المواطنين المدنيين ورجال القوات المسلحة والشرطة البواسل .

وكان للوادي الجديد نصيب في ذلك
ورغم هذه الحرب المفتوحة والمستمرة مع الإرهاب ، إلا أن المصريون  استطاعوا انجاز استحقاقتهم الوطنية  التى توافقوا عليها في 3 يوليو 2013 ، فانجزوا دستورا يصون الحقوق والحريات ويؤسس لنهضة اقتصادية واجتماعية شاملة ،

ثم اختاروا رئيسهم وبرلمانهم   في انتخابات شهد العالم بنزاهتها وحريتها ،

وها هم ينتقلون الآن لمرحلة التعمير والبناء من خلال حزمة كبيرة من المشروعات التنموية التى تغطى كافة ربوع الوطن .

ومحافظة الوادى الجديد  لم تكن بعيدة عن جهود مكافحة الإرهاب ، ولم تكن بعيد ايضا عن تطلعات التنمية ،

 فالمحافظة بحكم قربها من الحدود الليبية ، ونتيجة غياب الاستقرار هناك ، شهدت بعض المحاولات من قوى الشر والإرهاب
لارتكاب جرائم استهدف ابطال القوات المسلحة القابضين على تراب الوطن  الحافظين لحدوده .،

فقد تعرضت  قوات حرس الحدود بمنطقه الفرافره الي هجوم  بتاريخ  31 مايو 2014 راح ضحيته ضابط واربعه  مجندين تم استشهدهم
وعمليه  اخري في يوليو 2014 استشهد فيها 21 من رجال القوات المسلحه
وكذلك عدد بسيط من العلمليات  الارهابيه 

ورغم ذلك  استطاعت الدولة المصرية بتكاتف ابنائها في الوادى الجديد من دحر الارهاب والتطرف والسيطرة التامة على الحدود الممتدة لما يزيد عن 1000 كم .

وفي نفس الوقت الذي كان الشعب المصري يواجه  الإرهاب الذي  يحاول ضرب استقرار الوطن في  القاهرة وسيناء بضربات عشوائية متناثرة تدل على " يأس التنظيمات الارهابية وفشل من يديرونها ويمولونها ويوفرون لها غطاءا سياسيا " ،

كانت محافظة الوادة الجديد تشهد بوادر انطلاقة تنموية مهمة من مركز الفرافرة ،  انطلاقة تعبر عن رؤية المصريون لمستقبلهم ، واصرارهم على الحياة ،
ورغبتهم في ان ينتجوا طعامهم بايديهم ، ويرسموا سطور نهضة زراعية وصناعية شاملة  تفتح ابواب الرزق والحياة الكريمة لملايين الاسر المصرية .

السيدات والسادة الحضور
إن منظمات المجتمع المدني  يجب ان لا تكون بعيدة عن  التحديات التى تواجه الوطن ، ولا عن التطلعات الحقيقية لمواطنيه ...

فدورنا هنا ليس الدخول في صراع عبثي مع الحكومة ، وتبنى فهم قاصر لحقوق الإنسان يختصرها في بيانات الشجب والادانة وكيل الاتهامات  والفضح والتشهير ..

بل أن دورنا الأصيل هو مساعدة الدولة على الوفاء بالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان من خلال الحوار ومد يد العون وتقديم المساعدة لتمتع المواطنين المصريين بحقوقهم المشروعة سواء كانت حقوقا اقتصادية واجتماعية وخدمية ، أو حقوقا مدنية وسياسية وثقافية .

لذا  فإن مؤسسة ماعت التي اشرف برئاستها قد انحازت منذ البداية لخيار الحوار والمساعدة ،

وزيارتنا الحالية للوادي الجديد لا هدف لها سوى إرسال رسالة واضحة لكل أهلنا في الوادي الجديد  مفادها  " نحن في خندق واحد " ، وتطلعاتنا مشتركة وآمالنا واحدة .

لقد جئنا إلى هنا لنشاهد الجهود التي تبذل للوفاء بحقوق المواطنين ، ونتعرف على المشكلات التي قد تحتاج إلى تكاتف الجهود على المستوى المحلي والمركزي ،

ولكي نساهم في وصول صوت مواطني الوادي الجديد إلى  الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني الأخرى ،

وندعو كل طرف للقيام بدوره المنوط به في  توفير الخدمات وتعظيم الاستثمارات بما يكفل لأبناء الوادي الجديد فرص العيش الكريم وفرص العمل المنتج ومبررات الحياة المستقرة .

وقد لمسنا خلال زيارتنا الحالية التي امتدت لأربعة أيام جهدا  مقدرا من القيادات المحلية لخدمة أبناء الوادي الجديد ، كما لمسنا تفاعلا ايجابيا من قوى المجتمع المدني والإعلام والمواطنين  بالمحافظة  ، ولمسنا تلاحما واضحا بين مكونات مجتمع الوادي الجديد .

وبالقطع هناك مشكلات ناتجة عن تراكمات سنوات الإهمال التي عانت منها محافظة  الوادي الجديد في الماضي البعيد والقريب ،

ولازال الواقع يحتاج مزيد من الجهد والتعب لتغييره بما يتوافق مع ما يستحقه أهلنا في الوادي الجديد ،

 وبالتالي فالطريق لازال طويل ، ولكن المهم أن نبدأ في السير الآن ،وان نتمسك بتوحدنا ،

 ونتمسك بقدرتنا على الحوار والتعاون ،

وأن نشخص مشاكلنا بشكل صحيح حتى نستطيع ان نتغلب عليها ونتجاوزها .

ونعدكم اننا في مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان أن نعمل على  توصيل مطالب ونداءات أهلنا في الوادي الجديد للمسئولين المعنيين سواء في الحكومة أو القطاع الخاص أو المجتمع المدني ،

 وان نتابع مع القيادات المحلية ومنظمات المجتمع المدني تنفيذ هذه المطالب والجهود المبذولة لتلبية حاجات المواطنين .

مرة أخرة  اسمحوا لي أن اشكر السيد المحافظ على الجهود المبذولة ، واشكركم على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter