الأقباط متحدون - بالصور.. 3 زجاجات مياه كبيرة ب10جنيهات والوجبة ب 30 جنيه
أخر تحديث ١٥:٠٢ | الثلاثاء ١٧ مايو ٢٠١٦ | ٩بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٣١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بالصور.. 3 زجاجات مياه كبيرة ب10جنيهات والوجبة ب 30 جنيه

3 زجاجات مياه كبيرة ب10جنيهات والوجبة ب 30 جنيه
3 زجاجات مياه كبيرة ب10جنيهات والوجبة ب 30 جنيه
كتب : نادر شكرى
لم أكن أتصور يوما أن تصبح مدنية شرم الشيخ "مدنية السلام" مدنية مهجورة ، فنادقها مظلمة وشوارعها لا تجد فيها مارة أو سيارة وشواطئها تكاد لا تجد سوى أفراد يعد على أصابع اليد الواحدة ،عادة يكونوا من المصريين وبعضهم من يشارك في بعض المؤتمرات القليلة التي تعقد بشرم .
 
رحلة لم أتصور إن تصيبني بالإحباط بهذا الشكل فشرم الشيخ التي كنا نجد بها أماكن للاقامة بصعوبة ،ولا تهدا ليلا أو نهارا تحولت إلى أشبه الى ما يكون حظر تجوال بها  ،والحقيقة لا يمكن وصفها ، ففنادق كثيرة أصبحت مظلمة لعدم وجود نزلاء ، ومن يعمل وعادة فنادق إل 3 أو 4 نجوم وهى فنادق قليلة ، لا يزيد عدد اشغالات الغرف عن 10 أو اقل  ولذا تسعى هذه الفنادق لسد ادني الاحتياج من توفير أجور العمالة القليلة التي تم تقليصها بان تقدم عروض لتشجيع السائحين فنجد عروض 3 ليالي أربعة أيام ب 300 جنيه بالانتقالات في شكل يظهر ما وصل به حال المدنية فمن يذهب إلى " جمصة يوما واحد سيتكلف أكثر من ذلك ".
 
•        شرم أم مطعم شعبى 
ومع انخفاض السائحين اضطرت الفنادق إلى انخفاض مستوى الخدمة بها لاسيما أنها قامت بتغير طاقم العمالة المحترفة لديها الذى كان يتقاضى مبالغ كبيرة بطاقم أخر ليس لديه اى خبرة ولكنه يتقاضى اى مال لسد احتياجاتها ، وفى احد الفنادق نجدها ولأول مرة تقدم عروض داخل الفندق لجذب بعض النزلاء لشراء اى شيء مثل عرض " 3 زجاجات مياه كبيرة ب 10 جنيهات رغم إن زجاجة المياه الواحدة كانت تصل إلى 20 و25 جنيها من قبل ، كما وكأننا في احد المطاعم الشعبية بالقاهرة اوفى كلوت بك بالقاهرة القديمة ، نجد الفندق يقدم عروض خاصة للوجبات لتشجيع على شرائها يصل ثمن الوجبة ل 30 جنيه أو 35 جنيه عبارة عن وجبة فراخ وأرز وخضار وسلطة أو وجبة سمك مع أرز وسلطه  وهى وجبات تقدم لمن يقيم نصف إقامة أو لمن لا يعجبه بوفية الفندق الذي انخفض بشكل واضح وأصبح لا يقدم سوى نوع واحد من الطعم عادة فراخ أو كبده وفى أوقات اخرى يقدم برجر .
 
وفى جولة في شواطئ شرم وفى احد فنادق الخمسة نجوم كانت مجموعه مصرية تجلس في فندق ليس به شاطئ  ، وعندما ذهبوا سمح لهم دخول شاطئ الفندق ال 5 نجوم بتذكرة تم تخفيضها من 30 جنية إلى 10 جنيهات ، وعند دخولهم لم يجدوا على الشاطئ سوى ثلاثة سائحين من أوكرانيا و3 مصريين ، وتعجب المصريين عند سؤالهم للمدير المسئول عن الشاطئ وهو يقول " هنعمل ايه مفيش حد في شرم وخاصة في شهر مايو لان كل المصريين مشغولين بالامتحانات ولذا لا توجد اى رحلات أما بشأن الأجانب فلا وجود لهم سوء القليل من الدول العربية والقليل من الصين وأوكرانيا .
•        اغلاق المتاجر 
وفى منطقة السوق القديم والتي تعد أشهر مناطق شرم من حيث التسوق ، فعدد كبير من المتاجر أغلقت أبوابها والقليل منهم جلس أمام متجره يضيع وقته بلعب " الطاولة " فمنطقة السوق تحولت لمنطقة مهجورة وهادئة لعدم وجود رواد إليها وعندما يشاهد أصحاب المتاجر اى شخص يعرض عليه شراء اى شيء حتى إن أسعار الملابس ارخص بكثير من القاهرة والمحافظات الأخرى .
ويقول احد البائعين" نجلس من بداية النهار وحتى منتصف الليل لا نبيع شيء ولا نستطيع سداد إيجار المحلات رغم تخفيض سعر إيجارها نظرا للظروف التي نمر به حتى إن المصريين الذين يأتون من حين لأخر يكتفون بالفرجة فقط دون شراء شيء ، فنحن وكأننا نعيش فترة استجمام في منطقة كنت لا تجد فيها مكان للتجول نتيجة الزحام .
 
  وفى منطقة سوهو سكوير التي تعد الاشهر في شرم الشيخ والمرتبطة " بالنافورة الراقصة " ، والتي تعد من أكثر المناطق المزدحمة يشرم ، لم نجد فيها سوى القليل من الزائرين المصريين لا يتعدوا عشرات الأفراد .
وان كان هذا حال الفنادق والأسواق فحال التاكسي وسيارات الأجرة أسوأ فتوقف عملهم تماما وبين حين وخر قد تجد تاكسي واحد يسير في شارع طويل بمفرده ، ينتظر من يجده لسد احتياج السيارة من بنزين ، وعندما يجد شخص على مسافة طويلة يظل منتظر لعل يبتسم له الحظ ويستقل التاكسي ولكن عندما يتقرب الشخص يلوح له من بعيد انه ليس في احتياج التاكسي ، وهذا هو حال الرحلات البحرية التي كانت تكتظ بالسائحين ومن محبي الغطس ، فمنطقة المرسى تقف مئات عشرات الباخرات دون عمل ، وفى وسط البحر ونحن في رحلة إلى قرب جزيرة تيران لم نجد سوى أربعة يخوت فقط في مشهد لم يحدث من قبل .
 
وسخر بعض المصريين الزائرين للمدنية من المشهد ومحاولة اخفاء الحقيقة باطلاق بعض الفكهات مثل " تم رصد ثلاثة سائحين بشواطىء شرم وتم الاحتفال بهم " ، واخر يرى سائح وعلى غرار فيلم اللمبى " انا عايزك تنتشر بشرم كلها فندق فندق " ، واخرين على غرار فيلم " طباخ الريس " وديت السائحين فين يا حازم " ، واخر " اصلى ده فترة النقاهة بتاع المدينة .
شرم لشيخ تستغيث بمن ينقذها من حالة الانهيار ولدمار الذي حل به ورغم مد مبادرة مصر في قلوبنا لدعم السياحة والرحلات فمازالت شرم في مأزق كبير تحتاج من ينقذ فنادقها والآلاف من العاملين فيها فجميعهم في انتظار أنباء سعيدة بعودة السياحة الروسية لشرم مرة أخرى حتى يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، واحتياج لجهود المصريين في الخارج لدعم وتنشيط سياحة بلادهم .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter