وقد جاء ذلك الإعلان كنتيجة لسلسلة من الأحداث الخطيرة بعد قيام ثورة 23 تموز /يوليو عام 1952، ومحاولة إسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية استمالة مصر بالدخول في حلف بغداد، ومفاوضات سلام مع إسرائيل وتوطين اللاجئين في شمال غرب سيناء( مشروع جونستون) في مقابل الاستفادة من الشق الاقتصادي في مشروع إيزنهاور ( نظرية الفراغ في الشرق الأوسط ) والربط بين الجلاء عن قاعدة قناة السويس وتوطين اللاجئين.
لكن الزعيم المصري جمال عبد الناصر سار في الطريق المعاكس وهو طريق مقاومة الاستعمار ورفض سياسة الأحلاف والقواعد العسكرية واحتكار السلاح بالإضافة إلى دوره كأحد القادة المؤسسين لحركة عدم الانحياز في مؤتمر باندونج عام 1955. مما جعل إسرائيل صراحة، والغرب ضمناً يلجأون إلى سياسة العنف والترهيب فقامت إسرائيل بشن عمليات إرهابية ضد غزة في 28-2-1955 و 15-4-1956، تلك العمليات العسكرية الإرهابية التي كان من نتيجتها انتفاضة آذار 1955، في غزة، وكسر احتكار السلاح وعقد صفقة السلاح التشيكي وتشكيل جيش التحرير الفلسطيني ( قوات عين جالوت ) إلى جانب كتيبة ( 41 ) الفدائية الفلسطينية في غزة بقيادة القائد الشهيد مصطفى حافظ الذي اغتالته المخابرات الإسرائيلية بسبب العمليات الفدائية الجريئة التي كانت تقوم بها تلك الكتيبة بتخطيطه وتحت قيادته، والتي استمرت حتى العدوان الثلاثي في تشرين أول/أكتوبر 1956.
استمر جيش التحرير يؤدي دوره التعبوي والتنظيمي حتى قيام منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 حيث أصبح يشكل مع جيش التحرير الفلسطيني في سورية (قوات حطين) وجيش التحرير الفلسطيني في العراق (قوات القادسية) نواة جيش التحرير الوطني الفلسطيني.
شارك هذا الجيش في كل الحروب العربية الإسرائيلية، بالإضافة إلى دوره في العمل الفدائي الفلسطيني وحماية الثورة ضد كل المحاولات التصفية على كل الساحات ومن كل الاتجاهات والأطراف...!!