بقلم: حامد الحمداني
المسيحيون في الموصل أبناء هذه المدينة الأصليين الذين لا يمكن أن يزايد أحداً على أصلهم وموطنهم الذي عاشوا فيها آلاف السنين حيث يؤكد تاريخ هذه المدينة أنهم هم السكان الأصليين، قد تعرضوا منذ الاحتلال الأمريكي للعراق لحملة شعواء من القتل والتهجير والاضطهاد يندى لها جبين الإنسانية، حيث تجاوزت أرقام الشهداء منهم 400 مواطن أريقت دمائهم الزكية ظلماً وعدواناً، وجرى تهجير آلاف العوائل من مساكنهم هرباً من عصابات الموت والجريمة المنظمة، من دون أن تلقى هذه الجرائم الاهتمام اللازم من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة على سدة الحكم منذ عام 2003 وحتى اليوم ، ولا نجد الإجراءات الجدية
من قبل الحكومة بما يتناسب وخطورة هذه الجرائم البشعة بحق مواطنين أبرياء مسالمين لم يصدر منهم أي آذى تجاه الآخرين، وكان آخر هذه الجرائم الوحشية مهاجمة عصابة مجرمة تتألف من أربعة مسلحين هاجمت منزل رجل الدين القس مازن إيشوع واختطفته مع شقيقته ووالدته بعد أن قتل المجرمون شقيقيه باسم وفاضل ووالدهم إيشوع مروكي، ولم يكتف المجرمون بكل هذا لعمل الشنيع بل جرى اغتصاب الأخت والأم بكل وحشية.
إن أية حكومة تحترم نفسها ما كان لها أن تسكت عن هذه الجرائم وتمر عليها مرور الكرام، وكأن شيئاً لم يحدث، وهي المسؤولة مسؤولية مباشرة عن حماية أمن المواطنين، وعلى وجه الخصوص المسيحيين منهم والصابئة والأيزيدية الذين تعرضوا جميعاً لمثل هذه الجرائم، والاعتداء على كنائسهم ودور عبادتهم التي جرى استهدافها بالمتفجرات والقنابل، فإذا كانت الحكومة عاجزة عن التصدي للقتلة المجرمين فما عليها إلا أن تستقيل وتعلن عجزها، فهي والحالة هذه تتحمل مسؤولية هذه الجرائم ضد المواطنين المسيحيين.
كما أن المحتلين الأمريكيين يتحملون نفس المسؤولية عما يلحق بالأخوة المسيحيين وسائر الأطياف الأخرى من أذى بحكم كونها دولة محتلة ، ولا يمكن إقناعنا بأن المحتلين قد سلموا مقاليد الحكم لحكومة عراقية، فهم في واقع الحال من يحكم العراق اليوم
لقد باتت المحنة التي يعيشها المسيحيون في الموصل اليوم خطيرة جداً وتعدت كونها تهم العراق وحده بل هي اليوم تمثل عملية تطهير ديني وعرقي، وتتطلب من المجتمع الدولي، وفي المقدمة هيئة الأمم المتحدة، التدخل الم، واستئصال شأفتهم ومن يقف وراءهم، فهذه الجرائم المنظمة لا بد أن يقف وراءها ويمولها ويدفعها لتنفيذ أجندتها الإرهابية لأسباب سياسية معروفة ولم تعد خافية على أحد .
ينبغي التدخل المباشر لوقف هذه المجازر ضد المسيحيين وسائر الأقليات الأخرى فهم جميعاً مواطنون عراقيون أصلاء يعيشون حياة الرعب والخوف من زوار الليل والنهار الذين يمارسون جرائمهم بدم بارد.
إن سائر الكتاب والمثقفين العراقيين مطالبون بالوقوف إلى جانب الأخوة المسيحيين في محنتهم والعمل على فضح من يقف وراء هذه الجرائم الوحشية ومن يقف
وراءها، ومطالبة الهيئات الدولية للقيام بدور فاعل في إنقاذهم.
الخلود لسائر الشهداء الأبرار والخزي والعار للقتلة المجرمين وكل من يقف وراءهم