الأحد ١٥ مايو ٢٠١٦ -
٣١:
٠٩ ص +02:00 EET
الكنيسة القبطية وعلم الباترولوجي
بقلم : د. ماجد عزت إسرائيل
كلمة باترولوجيا Patrologia مشتقة من الكلمة اللاتينية Pater أي "أب"، فالباترولوجى أو الباترولوجيا هو علم دراسة أقوال آباء الكنيسة الأولين وإعمالهم وكتاباتهم وأفكارهم وعقائدهم وربما عاداتهم وطقوسهم التى دونها فى مؤلفاتهم ،والعمل على تحقيقها ونقدها، وإضافة إليه ما يلزم فى الحواشى،وإعادة نشرها وترجمتها بالعديد من اللغات، حتى تحقق الهدف المنشود،فى نشر التعاليم الصحيحة بين أبناء الكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية.
وقد وجدت محاولة فى ظهور هذا العلم الباترولوجي على يد" يوسابيوس القيصري" (260- 340م)، بالرغم من اتجاهاته الأريوسية، إذ تبنى فكرة نشر أقوال الآباء وكتاباتهم،وهو ما جمعه فى كتابه الشهير "التاريخ الكنسي"، الذي نُشره عام 326م،حيث قال "هذا هو هدفي... أن أشيرإلى أولئك الذين في كل جيل نادوا بالكلمة الإلهية سواء شفاها أو كتابة"،ثم سار على نهجه المؤرخ الكنسي" سقـراط "، الذى ولد نحو عام (379م)، وأيضًا المؤرخ الكنسي " سوزومين" الذى ولد نحو 370م،وهو الذي كتب نحو تسعة كتب في تاريخ الكنيسة،،ونذكر للتاريخ أن القديس "جيروم" أو هيرونيموس فى سنة 393م كان أول من أصدر كتاباً عرف باسم "حياة الرجال المشاهير De Viris Illustribus،وهوالذى اعتمدت عليه الدراسات الآبائية،وقداعتمد فى كتابته على كتاب تاريخ الكنيسة لمؤلفه "يوسابيوس القيصرى".
وفى القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادى، وجدت رؤى جديدة بشأن تجميع التراث القبطى، وخاصة ما يخص علم الآبائيات والعمل على إعادة نشره،بعد نقده وتحليله وتمحيصه وتفسيره علمياُ من الآباء المحققين، وإضافته كتابياً فى هوامش الدراسة.
والكنيسة الغربية لا تنكر مكانة الكنيسة المصرية في علم الباترولوجي،لأن كنيستنا تمتلك العديد من الوثائق والمخطوطات والميامر (قصص القديسين) والآثار وشواهد المؤسسات الكنسية و القبور، وهى تعد مصدر أولي عند دراسة التراث الآبائي. ولأهمية علم الآبائيات تعتبره الكنيسة القبطية من أهم العلوم الاجتماعية التى تدرس داخل مؤسساتها العلمية من مدارس ومعاهد وكليات اللاهوت، والأديرة والكنائس.