قال مارك زوكربرغ، مؤسس موقع فيسبوك ومديره التنفيذي، إن الشركة فتحت تحقيقا في مزاعم فرض رقابة على بعض التقارير الإخبارية التي تتبنى وجهة نظر محافظة.
يأتي ذلك بعد أسبوع من الاتهامات التي واجهتها الشركة في وسائل الإعلام ومناقشة القضية في مجلس الشيوخ الأمريكي.
وقال الموقع أخبار التكنولوجيا "غيزمودو" إن طاقم العمل في فيسبوك منع نشر مقالات تتبنى وجهة نظر محافظة في قائمة الموضوعات الأكثر تداولا في قسم الأخبار بموقع التواصل الاجتماعي واستبدلها بغيرها من المقالات رغم أنها ليست من الموضوعات الأكثر تداولا.
وقال زوكربرغ إنه لا أدلة على صحة تلك الإدعاءات.
وكتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي إن "فيسبوك تتبنى فكرة أن يكون صوت الجميع مسموعا".
وأضاف أن "هذا الأسبوع، ظهرت تقارير تشير إلى أن المسؤولين عن قسم الموضوعات الأكثر تداولا منعوا نشر موضوعات تتبنى وجهة نظر محافظة. ونحن نأخذ تلك التقارير على محمل الجد ونحقق فيها بالفعل لضمان قيام فريق العمل بكل ما يلزم من جهود لصالح تكامل المنتج".
وأكد أنه إذا ظهر أي دليل على أن إجراءا مخالفا لمبادىء الشركة، فإنها تتعهد باتخاذ ما يلزم من إجراءات للتعامل مع هذا الأمر.
ودعا زوكربرغ القيادات المحافظة إلى لقائه ومناقشة وجهات نظرهم.
وكان التقرير الأصلي لموقع "غيزمودو" قد زعم أن فريق عمل قسم الموضوعات الأكثر تداولا منع ظهور بعض المقالات التي تحمل وجهات نظر محافظة، من بينها أخبار نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، وغيرها من وسائل الإعلام التي تنشر على مواقع إخبارية صغيرة.
وأشار التقرير إن أن قسم الموضوعات الأكثر تداولا يعمل بنفس آلية غرفة الأخبار يعمل بداخلها مراقبون يمكنهم استبعاد موضوعات واستبدالها بغيرها.
الملايين حول العالم يعتمدون على فيسبوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي كمصادر للأخبار
وظهرت وثائق نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية توضح آلية اتخاذ القرار لدى فريق عمل فيسبوك وفقا لقواعد العمل بالشركة فيما يتعلق بتحديد ما يمكن تضمينه لقائمة الأكثر تداولا الخاصة بالموقع.
وتسمى الأخبار التي يختارها المحررون في قسم الموضوعات الأكثر تداولا من مواقع إخبارية "موضوعات خارجية"، وهي التي يجمعها محررو فيسبوك من حوالي ألف وسيلة من وسائل الإعلام المختلفة، وفقا للوثيقة.
وتضمنت المصادر التي وردت في إطار مزاعم فرض فيسبوك رقابة على الأخبار موضوعات نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، ورويترز، وبعض الصحف المحلية، علاوة على عدد من المواقع الأصغر التي تتمتع بشعبية بين جمهور الأخبار.
وحتى يمكن اختيار خبر أو مقال ما ليدخل في قائمة الأكثر تداولا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لابد من توافر معيار أساسي يتضمن أن يكون هذا الخبر هو الرئيسي في خمسة من عشرة مواقع إخبارية هي هيئة الإذاعة البريطانية، سي إن إن، فوكس نيوز، غارديان، إن بي سي نيوز، نيويورك تايمز، يو إس توداي،وول ستريت جورنال، واشنطن بوست، ياهو نيوز، أو ياهو.
وتستخدم "القائمة السوداء"، وفقا لوثائق الغارديان، لسببين فقط، الأول هو أن يثبت أن القصة الإخبارية غير مرتبطة بحدث حقيقي، أما الثاني فهو أن تكون منشورة في قائمة الأكثر تداولا من قبل.
وتعرضت شركة فيسبوك لضغوط شديدة في اتجاه توفير قدر أكبر من الشفافية في عملها، وذلك قبل ظهور تلك الوثائق في الغارديان.
وتساءل جون ثيون، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي ورئيس لجنة التجارة بالمجلس، عما إذا كانت الشركة تضلل الجمهور فيما يتعلق بخدماتها الإخبارية.
وأضاف أن "شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك اكتسبت المزيد من الأهمية كمصادر هامة للأخبار للكثير يعتمد عليها الكثير من الأمريكيين وغيرهم من المتابعين حول العالم".