د. ممدوح حليم
أما نظيف فهو د. أحمد نظيف رئيس الوزراء في أواخر عهد حسني مبارك، وأما شريف فهو المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء الحالي.
إننا نعود للخلف وكأن ثورتين لم تحدثا. لقد تم إجهاض ثورة 25 يناير إلى حد كبير. وخير دليل على ذلك وجود تشابه بين رئيس الوزراء الحالي وأحمد نظيف رئيس الوزراء قبيل الثورة.
إن كليهما الواجهة التي تدير الدولة، وكلاهما المتحدث باسم الدولة تحت مسمى رئيس الوزراء طبقا لما يملى عليه وحسبما يطلب منه. كنا نريد حاليا رئيس وزراء ذا كفاءة اقتصادية عالية الأمر الذي لم يحدث.
وفي أيام أحمد نظيف كانت البلد تدار سرا وعلنا بمعرفة لجنة سياسات الحزب الوطني بقيادة جمال مبارك، لتصدر التعليمات لنظيف بالإعلان والتنفيذ.
الأمر ذاته يحدث حاليا، إن شريف إسماعيل يعلن وينفذ ما يدور خلف الكواليس. إن الدولة تدار سرا بواسطة جهات غير واضحة أو محددة. وفي الظاهر أو على السطح رئيس الوزراء شريف إسماعيل.
انظر إلى الطريقة التي أعلن بها شريف إسماعيل عن تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، يرجح أنه لا يعرف شيئا عن الموضوع أو الشخصيات التي توصلت لهذا، لكنه كلف بالإعلان والتوقيع.
ويبدو أن بعض المسئولين قد نسوا ما تعرض له مسئولون سابقون لبهدلة ومحاكمات على أمور فعلوها بحسن نية في عهود سابقة، ومن ثم قبلوا على أنفسهم أن يكونوا الصورة الخارجية والجزء الظاهر لتدار الأمور من خلفهم، وربما يحاسبون على ذلك فيما بعد. ولا فرق بين اليوم وأمس.