الأقباط متحدون - حوار مع الباحث و المفكر المصرى هشام حتاته
أخر تحديث ٠٦:١٧ | الثلاثاء ١٠ مايو ٢٠١٦ | ٢بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٢٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

حوار مع الباحث و المفكر المصرى هشام حتاته

هشام حتاته
هشام حتاته

قام بأعداد الأسئله و اجراء الحوار سامح سليمان

س : تعريف بحضرتك و رحلتك الفكريه و اهم اعمالك
ج : هشام حتاته
كاتب وباحث فى تاريخ الاديان
من مواليد 14 /8 / 1951
حاصل على بكالوريوس التجاره من جامعه القاهرة عام 1973
وفرت لى نشاتى فى بيت ريفى كبير محاط بالحدائق والحقول فرصة للتامل والصفاء النفسى ووفر لى ابى الثقة بالنفس وشجاعه القول حيث كان عمدة القرية وكبير العائلة مما انقذنى من اى قهر سلطوى .

وكانت لى العديد من التساؤلات المشروعه ، ووفرت لى سنوات عملى فى مملكة آل سعود لمدة 5 سنوات فرصة للبحث فى التاريخ الاسلامى الذى لم يكن متوفرا غيرها ـ وبدلا من اجابة الاسئلة اصبح هناك العديد منها

كانت بداياتى الاولى مع الفكر النقدى والتفكير العقلى مع فؤاد زكريا والباحث فراس السواح فى الاسطورة التى وجدت اصبحت مكون رئيسى فى الدين ، ومترافقا فى نفس الفتره مع كتابات نصر ابوزيد وسيد القمنى

كتبى الصادرة هى :
1)    الاسلام بين التشدد البدوى والتسامح الزراعى – صادر عام 2007
2)    التراث العبء / جزء اول – صادر عام 2008
3)    التراث العبء / جزء ثاتى – صادر عام 2009

النشر فى مصر جعلنى اقلع عن نشر كتبى وبدات الكتابة فى الحوار المتمدن من عام 2010 وحتى الان وبلغ عدد زيارات موقعى فيه المليونين
4)    فى العام 2014 وحدت ناشر محترم فنشرت كتابى ( تطوير الخطاب الدينى واشكالية الناسخ والمنسوخ
5)    كتاب شاهد عيان فى مملكة آل سعود لم احد ناشرا جريئا لينشرة فنشرته على النت فى ابريل من عام 2015
6)    كتاب رحلة المراة من التقديس الى التبخيس – صادر فى اغسطس 2015
7)    كتاب الاسلام الوهابى وتراث العفاريت فى المطبعه  وسيصدر هذا الشهر
8)    مخطوطة كتاب النبى محمد ومعاوية والتاريخ المجهول معروضة على احدى دور النشر الكبر وجارى النظر فى نشرها .

 س : ما تقييمك لما يسمى بثورات الربيع العربى، هل كان ربيعاً عربياً أم خريف أصولي صناعه أمريكيه؟
ج : كان ربيعا عربيا بتخطيط امريكى وهذا لايمنع ان الشعب انطلق وراء الشرارة الاولى ليصنع منها ثورة حقيقية

قبل ان نقيم الموقف الامريكى ونتعرف على حقيقة سياستها فى هذه المنطقة علينا اولا ان تعرف ماذا تريد امريكا من المنطقة ؟

امريكا تريد من المنطقة  ان تتعايش فى سلام مع دولة اسرائيل ، وهذا لايتأتى الا بنشر ثقافة قبول الاخر

امريكا تريد تدفق البترول بدون مشاكل من الخليج وعلى رأسه السعودية

ولهذا نجدها تحاول نشر الديمقراطية والقيم العلمانية فى الدول التى لاتنتج البترول ، وفى نفس الوقت تساند ديكتاتورية الدول المنتجة للبترول وهو ما يقال عنه : الكيل بمكاليين

بعد فشل امريكا فى افغانستان والعراق وصلت الادارة الامريكية الى قناعه ان هذه الدول تحتاج الى الفوضى الخلاقة – الفوضى التى يعقبها النظام – بمعنى تطبيق مقولة ليفى اشتراوس : اى بناء ايدلوجى جديد لابد ان يقام على انقاض بناء ايدلوجى جديد

ولكن ادارة اوباما وصلت الى  قناعه اخرى تقول : ان هذه الدول لن يستطيع كبح حماح التطرف فيها الا بتولى الحكم من جماعه دينية وسطية 

وبحثت فى الدفاتر فرات ان جماعه الاخوان المسلمين فى مصر تقدم نفسها للقيام بهذا الدور

وعلينا ان نستوعب تصرريح اوباما منذ حوالى شهرين الذى اعلن فيه ان امريكا ستنفض يدها من الشرق الاوسط ووتجه الى اسيا – فقد تحول الصراع العربى الاسرائيلى الى صراع عربى فارسى تحت غطاء دينى وتم تدير ثانى والث اكبر جيوش عربية ( العراق وسوريا ) فلا خوف على اسرائيل، والاسواق اصبحت متخمة بالبترول فلا حاجة لهم لدول الخليج

س : هل المثقف العربى عنصر فعال و مؤثر أم مؤدلج و متعالى و ألعوبه فى يد من يملك المال أو السلطه ؟
ج : هناك فارق بين المثقف والمفكر
المثقف من يمتلك الكثير من المعلومات ، ولكنه لايستطيع ان يخرج منها بمنطومة فكرية متناسقة ، وهذا هو دور المفكر
لا ارى اى مثقف او مفكر فعال مالم يتبنى المنظومة الليبرالية والعلمانية ، وغير هذا فكلهم باحثين عن السلطة والمال

س : هل تتحمل الأديان القسط الأكبر في انعزال المرأة وتخلف المجتمعات ، و من وجهة نظرك ما أهم قضايا المرأه العربيه و كيف يمكن حلها ؟
ج : فى كتابى الذى صدر فى اغسطس الماضى بعنوان ( رحلة المراة من التقديس الى التبخيس ) تتبعت هذه الرحلة منذ كانت إلهه تعبد حتى اصبحت مبخسه ومنجسه ، واوضحت ان الفكر البدوى القادم لنا من جزيرة العرب تحت راية الاسلام كان سبب رئيسى فى تخلف المراة

اهم مشاكل المراة العربية هى عدم تحررها من الخطاب الدينى الذى يبخسها ، ومحاولتها التعويض النفسى عن حالة القهر الذى تعرضت له بتخيس الرجل ـ والقليل منهن استطاع ان يحول هذا التعويض بالتفوق والابداع وهو ما اسمية التعويض الايجابى

لايمكن حل قضايا المراة الا اذا تخلصت هى من الخطاب الدينى الذى يبخسها

س: ما رأيك فى الحاله الثقافيه لمصر فى الفتره الحاليه : أعلام _ سينما _ الأدب بأنواعه ؟
ج : فى كتابى ( الاسلام بين التشدد الوهابى والتسامح الزراعى ) ان هزيمة 1967 لم تكن هزيمة جيش ولكنها كانت انكسار شعبى عام ، خرجنا بعدة من الانضابط الثورى الى عدوية والسح الدح امبو – ومازالت هذه التداعيات موجودة الى الان لان الدولة لم تقدم مشروعا بديل عن حالة الانكسار

س : ما تعريف الأستبداد من وجهة نظرك و ما الدور الذى يلعبه أختلاف نظام الحكم و أختلاف النظام الأقتصادى و الأجتماعى   و الفكر الدينى فى طبيعة و بنية و درجة الأستبداد ، و هل كافة الفئات و الطبقات تعانى من الأستبداد بنفس القدر ؟
 ج : الاستبداد هو الحكم المطلق اما بشرعية السيف او بشرعية الحكم الالهى ، حتى لو كان عادل مستبد
وهذا ينطبق على كل انظمة الحكم التى تحكم بهاتين الشرعيتين

كان للفكر الدينى تاثيرة الكبير على ترسيخ الاستبداد تحت مسمى تحت اى مسمى لانه جعل الحاكم هو ظل الله على الارض ومن يعارضة فهو خارج عن شرع الله

الجميع يعانى من الاستبداد مع اخلاف الدرجة ، مابين طبقة الاغنياء الاقل تعرضا فالمال والسلطة وجهين لعملة واحدة  ، والطبقة الوسطى التى تعانمى الا قليلا ، والطبقة الفقيرة المطحونه بالفقر نتيجة هذا الاستبداد

س : هل الثقافة العربية ( أدب _ فن _ فكر _ سلوك ) ثقافة عنصرية تراثية أم تقدميه حداثية، وهل توجد علاقه بين الموروث الديني والاجتماعي و الثقافي و بين ما تتعرض له المنطقة العربية من صراعات و أزمات؟
ج : بالطبع ... كلها ثقافه عنصرية ، والثقافة الحداثية تحاول ان تشق لها طريقا بين هذا الكم من الثقافة العنصرية
نعرف من قانون الهوية وعدم التناقض ان مدخلات الهوية تتكون من العديد من المدخلات ، منها الاجتماعى والثقافى ، ولكن ومنذ الغزو الوهابى للعقل المصرى والعربى اصبح الدين يمثل المدخل الرئيس للهوية

نتيجة الاختلاف بين الاديان واصرار اتباع كل دين انهم يحملون الحقيقة المطلقة وحدهم ، ومن اختلاف المذاهب داخل الدين الواحد وكل منهم ايضا يعتقد انه يحمل الحقيقة المطلقة وحدة هو مانراه اليوم على الساحة بعد ان فقدت الدولة المركزية فى العراق وسوريا وليبيا تماسكها ، والحاصل فى مصر ولكن بدرجة اقل لان الدولة لم تنهار تماما وسرعات ماحاولت ان تتماسك مرة اخرى

س: الأعلام العربى هل يلعب دوراً إيجابياً فى توعية وتثقيف المواطن أم تضليله و تجهيله،وهل السبب فى ذلك السلطه أم رؤوس الأموال؟
ج : الاعلام فى مصر على الاقل هو اعلام باحث عن الاثارة لحذب المزيد من الاعلانات ، وهذا منطق راس المال الذى يملك هذه القنوات
والاعلام العربى عموما هو اما اعلام السلطة او اعلام رأس المال
اعلاميين لديهم معلومات فعلا ولكن ليس لديهم رؤية متكاملة لما يقدمونه
اعلام لايهمة التثقيف بقدر مايهمة الربح او الترويج للفكر المؤدلج الذى يدفع له

س : : ما رأيك فى الأهتمام الأعلامى المتزايد بالألحاد و المثليه و الدعوه الى الحريه و التحرر الجنسى ، و هل هى حقوق يجب ان تكون مشروعه أم ظواهر جديده و أختراق فكرى غربى أزداد بعد ما يسمى بثورات الربيع العربى ، و ما هو رد الفعل المؤسسى الحكومى و الأعلامى و المجتمعى السليم الذى يجب أتخاذه ؟
 ج : لدينا قضايا اهم من المثلية ، وان كان الالحاد ظاهرة يجب الالتفات اليها
من غير المنطقى ان تتحدث لمواطن لايجد  ابسط ضروريات الحياة ثم تحدثه عن حرية المثلية الجنسية ؟
مواطنة سعودية لاتستطيع حتى الان ان تقود سيارتها ثم تحدثها عن الحريات الجنسية ؟
عصر حرية المعلومات والسماوات المفتوحة  كانت سببا رئيسيا فى انتشار الكلام عن هذه الظواهر ، الحكومة غائبة عن كل هذه القضايا ، اقصى مايمكن ان تقدمة للمواطن هو حرية رغيف العيش لانها الضمانة الحقيقية لحرية تذكرة الانتخابات

س : ما رأيك فى التجربه شبه الليبراليه التى خاضتها مصر منذ عام 1923 حتى 1952 هل نحتاج الى العوده الى هذا النموذج ، أم تلك أصوليه فكريه و نحتاج إلى نموذج جديد ذو خصوصيه مصريه ، وما هى طرق تحقيق تلك الرؤيه و ما هى المعوقات ؟ و هل بالفعل العلمانيه لا تتناسب مع المجتمعات العربيه كما يرى الدكتور يوسف زيدان ام انها هى الحل ؟
ج : الحرية لاتتحزأ وليس هناك حرية بمذاق مصرى ، التجربة الليبرالية من 1923 حتى 1952 تجربة جيدة يمكن البناء عليها
كتالوج الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان موجود فى الغرب وليس علينا ان نخترع العجلة من جديد .

وان كان المجتمع المصرى وطبيعته هى التى ستجدد مايصلح لها من من هذه الحقوق بمعنى اننا يجب ان نؤمن بكل منظمة حقوق الانسان ، الغالبية من المصريين لن تقبلها كلها ، وهذا حقهم ، والاقلية تريدها بالكامل ومنها ما اشرت اليه سابقا عن المثلية الجنسية – وهذا حقهم وعلينا  ان لانضع حجراً على اى من هذه الحقوق .

اما عن العلمانية وتقبل الشعوب الاسلامية والعربية لها ، فناك البعض يؤمن بالعلاج بالصدمة والقطيعه المعرفية مع الماضى ، ولكنى ممن يؤمن بالعلاج التدريجى

يكفينا الان دولة مدنية ديمقراطية حديثة يتم فيها فصل الدين عن السياسيه
ولكن الحتمية التاريخية تقول ان العلمانية قادمة لاريب فيها    

س : متى بدأت العلاقه بين الدين و بين الجنس و السياسه و الأقتصاد و ما هى ابعاد تلك العلاقه ، وهل يجب تفكيكها ؟
ج : العلاقة بين الدين والسياسة هى علاقة قديمة جدا ، بدأت منذ البواكير الاولى للاستقرار فى القرى او فى القبيلة ( الكاهن والحاكم )
فالكاهن يبرر للحاكم شرعية الحكم نظير الامتيازات التى يقدمها الحاكم للكاهن
اما عن دخول الجنس فى هذه الثنائية فالتاريخ ملئ بنساء وظفت الجنس مع الملوك والامراء والسلاطين  من اجل الوصول الى غايات سياسية

العلاقة بين الكاهن والحاكم لن يتم تفكيهها الا فى ظل دولة ديمقراطية يحكمها الشعب ولايتحكم فيها رجال الدين ، دولة لايحتاج فيها الحاكم لمن يعطية شرعية الآلهه لان شرعيته من الشعب


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter