الأقباط متحدون - مبارك انت أيها الرب لانك لم تخلقنى إمرأة ...!! (1)
أخر تحديث ١٣:٤٦ | الاثنين ٩ مايو ٢٠١٦ | ١بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٢٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مبارك انت أيها الرب لانك لم تخلقنى إمرأة ...!! (1)

چاكلين جرجس
" مبارك أنت أيها الرب لأنك خلقتني رجلا ولم تخلقني إمرأة .." .. إنها جملة الامتنان والشكر للرب التي إعتاد أن يقف الرجل اليهودي كل يوم ليفتتح بها طقسه الروحي الصباحي و تناقلته الأجيال وتم حفظه وترديده ، ولا عجب في ترديد هذا الدعاء اليومي ؛ فالمرأة على المستوى الديني وكما جاء في التلمود تصنف ضمن العبيد و القصر ؛ لأنها شخصية ليس لها حق الاستقلال في ظل الارتباط بالزوج . وعليه ليس للمرأة نفس حقوق الرجل ، وهي دائماً مطالبة بحفظ جميع وصايا التوراة السلبية المانعة المحذرة الناهية التي تبدأ بـ " لا " ، و على العكس هي غير مطالبة بحفظ وصايا التوراة الإيجابية ..

منذ بدء الخليقة احتفظ الناس للمرأة في الذاكرة الإنسانية بأنها الرمز الأبرز للمكر والخبث والخديعة و البارعة الأولى في فنون ومهارات الإغواء ، أليست  حواء المرأة التي أغوت أدم  بإن يأكل من شجرة الحياة ؛ فأصبحت المرأة ذلك الكائن الممتلك لتلك القدرات الجهنمية الشيطانية في الإقناع للولوج إلى سكة الشر والندامة ؟!

وعليه ، كان في حدث ميلاد السيد المسيح من السيدة العذراء " المرأة " ما يرفع عن المرأة تلك الصورة الذهنية عبر التاريخ ، فهي التي  استطاعت أن تنال ذلك التكريم الإلهي غير المسبوق باختيارها دون نساء العالمين لتكون الزهرة النيرة غير المتغيرة والأم الباقية عذراء ، يظللها الروح القدس باعتبارها أم النور المكرمة من مشارق الشمس إلى مغاربها ، وهي القديسة الشفيعة الأمينة لجنس البشرية ، لعل من أهم سماتها الإنسانية الوداعة ، و التواضع ، والتفاني في خدمة الآخرين ؛ أليس بوجود مريم " المرأة " قد اعطى لنا الله النموذج الأروع حول رؤيته للمرأة وصفاتها المثالية التى يجب أن تتحلى بها كل إمراة مسيحية ، ولم يتحدث مطلقاً عن ملبسها او هيئتها ؟!

ولا ريب أن المسيحية عبر كل تعاليمها تُعلى قيم المساواة بين الرجل و المرآة ، لقد جاء فى الكتاب المقدس " وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ. فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ " (تكوين 1: 26، 27).. كما كن مؤمنات فى أيام السيد المسيح: " وَكَانَ مُؤْمِنُونَ يَنْضَمُّونَ لِلرَّبِّ أَكْثَرَ جَمَاهِيرُ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ "بعض النساء كن عاملات مع الرب ، فمنهن من تعلمن معه وتحاورن معه ولمسنه: « وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً وَابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ» (لوقا 7: 38).كما خدمن معه ..فيبي خادمة الكنيسة « أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا.. كُتِبَتْ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ مِنْ كُورِنْثُوسَ عَلَى يَدِ فِيبِي خَادِمَةِ كَنِيسَةِ كَنْخَرِيَا» (رو 16: 1، 27).

وها نحن، وبغرابة شديدة نجد المرأة المسيحية في القرن 21 تقف مغلوبة على أمرها مكسورة مهانة ، ولا حيلة لديها للاقتراب من مذبح التناول لا لشيئ إلا لأنها فى نظر الكنيسة دنسة أو على حد قول بعض القساوسة فاطرة ( اى غير صائمة ) ؛ وذلك لسبب فسيولوجى طبيعى يحدث لها كل شهر بسماح وإرادة الله (أى بسبب الدورة الشهرية ).. ويبقى السؤال : أيخلق الله شيئ نجس برأيكم ؟!..أيعقل أن تصوم وتصلي وتستجيب بحب وورع لكل تعاليم دينها ، وتخدم بكنيستها وتأتى عند أهم لقاء وتفاعل بينها و بين خالقها و تُحرم منه بسبب التقليد الكنسي ؟!

وفي الواقع لا أجد رداً بروعة ماكتبه الباحث في الشأن اللاهوتي والكاتب والمترجم د. جرجس يوسف على صفحته الفسبوكية  .. قال " هل تعلم أبى الكاهن الموقر والورع ، لم سميت المرأة حواء  ، أى أم كل حى ؟ .. السبب أبى الموقر والورع هو ما حباه الله الخالق بها من بطانة الحياة المسماة علميا " الإندوميتريام " ، أى الحشو الداخلى الذى يقوم بمنح الحياة للبويضة المخصبة فى الرحم، هل يمكن بعد هذه التسمية من الكتاب المقدس أم كل حى ، لأنها قد وهبت بطانة الحياة التى ما إن تغيب البويضة المخصبة حتى يتخلص الرحم منها،وهى بطانة ليست نجسة ، كيف لمانحة الحياة أن تكون نجسة ، وعلى الأطباء الذين تم سيامتهم كهنة شرح معنى اللفظة العلمية " إندوميتريام " للناس وللسيدات والبنات، كفاكم تأثيراً سلبياً على عقول البسطاء ، فأن كل نفس تحرمونها من شركة الجسد والدم بسبب الخرافات الهندية والأفريقية واليهودية وبل والقبلية هى مسئولة منكم ، ، لن ينفعكم سوى خلاص كل نفس حرمتموها يوما من شركة التناول، تخيل أن أمك أو أختك أو زوجتك أو حتى إبنتك الناضجة تاقت واشتاقت يوما للتناول ومنعتها ثم ماتت لا سمح الله ، لن يحاسب عن حرمانها أحد سواك ، فخلص نفسك والآخرين أيضا. .. وللحديث بقية حول مظالم المرأة المسيحية علها تجد استجابة من رعاة كنيستنا العتيدة العظيمة ..
Jakogeorge@gmail.com


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع