سليمان شفيق
في الوقت الذي يمر فية الوطن بأخطر مراحلة ، صراع حقيقي علي السلطة ، والشهداء يساقون للقتل شهيد وراء شهيد ، والازمات الاقتصادية ـ خاصة ازمة الدولارـ تضرب بقسوة في الاقتصاد الوطني ، والسيسي يحاول ان يعبر بالوطن درب الالام ، ما كدنا نعالج ازمة حتي تتقدم علينا ازمة اخري ، واصبحت الازمات تتلاحق ، واغلبها أزمات تبدأ من مستصغر الشرر ، واخيرها ازمة أقتحام وزارة الداخلية لنقابة الصحفيين ، وماترتب عليها من تدهور ،وازمة استشهاد ثمانية من شباب الداخلية في كمين نصب لهم من الارهابيين ورائحة الخيانة تفوح من بعيد ، كل ذلك والاشقاء الاقباط "نايمين في العسل " فريق منهم وقع في فخ احد البرامج المثيرة واحتدمت الصراعات حول مايسمي ب"حشمة النساء القبطيات" ووصل الامر الي اتهامات متبادلة بأبشع ما يمكن للعقل القبطي الاخلاقي ان يتصورة ، وعلي الجانب الاخر تتهافت النخب القبطية علي الجلوس في الصفوف الاولي بالكاتدرائية بالعباسية ، ويصرفون الغالي والنفيس في سبيل ذكر اسمائهم في قوائم الشكر من صاحب القداسة فيما هو اقرب الي "صكوك الغفران" في الكنيسة الكاثوليكية بالعصور الوسطي ، وان كنت اتفهم ان يشكر صاحب القداسة الاشقاء المسلمين والمسئولين .. ولكن لماذا يتم يشكر اقباط جاؤا من أجل الصلاة ؟!! ووصل الامر ان يأتي بعض اعيان الصعيد من أجل نيل تلك الصكوك ، ولا اخفي ما يتردد ان هناك "بركة عينية" تدفع لاحد كبار الخدام لكي تذكر الاسماء ، والمدهش ان صاحب القداسة بعد ان انتهي من قراءة قائمة كبيرة .. هناك من اوعز الية بالعودة لذكر احد الاسماء!!
كل التقدير لقداسة البابا تواضروس الثاني .. ولكن اليس هناك من يرحمة من تلك القوائم التي اخذت قراتة لة وقت اكثر من الوعظة؟
لايوجد في هؤلاء من يقرأ علامات الازمنة ، ولا يهمهم اي مشكلات للاقباط ، لايعلمون ما يحاك لهم بليل في قانون الاحوال الشخصية لغير المسلمين او لقانون بناء الكنائس ، نفر قليل جدا من السادة النواب الاقباط يعلمون ماذا يفعلون وما تبقي لايدركون ماذا يفعلون ، واجتماعات تجري مع صاحب القداسة دون معلومات حقيقية او فائدة ملموسة ، الجميع يتحدث خارج المقر عن الرجل القوي ولا يجاهر احد بذلك ، الشباب يتمرد في صفحات التواصل الاجتماعي ولا احد يستوعبهم او يحاورهم ، العالم يعيش في عصر ثورة الاتصالات وثورة المعرفة والادارة الكنسية تعيش في عصر ثورة البخار والثورة الزراعية ، مزارات ، بيزنس روحانيات ، ويصل الامر الي حد الي ان احدي المكتبات المسيحية المرموقة تبيع زجاجة بها "رمل منسوب لاحد الاباء الراحلين الابرار" ومع ايماني بالشفاعة ولكن مثل هذة التجارة الرخيصة تضر بالكنيسة وبمعني الشفاعة .
الوطن يمر بمنحني خطر والاقباط دائما هم الضحية ، والاكثر تضحية ، ويستحقون الاهتمام من مؤسسات قبطية مدنية "علمانية" جديرة بالاحترام والتوقير بعيدا عن سكان الصفوف الاولي بالكنائس بالاعياد ، او اصحاب القاب (محامي الكنيسة ، مستشار ال الخ ) ، أعلم ان كثيرين سوف يغضبون ، ولكني والشكر للة لا ابتغي شئ او التقرب من الاعتاب او العمل وسيط بين الكنيسة والطغم المالية ، كما انني اكن كل تقديس لقداسة البابا وللمجمع ، ولكن كل تلك الاعمال ترجعنا للوراء ، وويل لمن تأتي منهم العثرات .