الأقباط متحدون - الثوار المناهضون للحكومة في نيكاراغوا يتغلبون على خلافاتهم الداخلية الحادة ويشكلون منظمة مشتركة هي المقاومة النيكاراغوية.
أخر تحديث ٠٦:٢٨ | الأحد ٨ مايو ٢٠١٦ | ٣٠برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٢٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الثوار المناهضون للحكومة في نيكاراغوا يتغلبون على خلافاتهم الداخلية الحادة ويشكلون منظمة مشتركة هي "المقاومة النيكاراغوية".

الثوار المناهضون للحكومة في نيكاراغوا
الثوار المناهضون للحكومة في نيكاراغوا
فى مثل هذا اليوم 8مايو 1987م..
كتب : سامح جميل
الثوار المناهضون للحكومة في نيكاراغوا يتغلبون على خلافاتهم الداخلية الحادة ويشكلون منظمة مشتركة هي "المقاومة النيكاراغوية".
فى عام 1979، انفجرت فى نيكاراجوا ثورة شعبية أطاحت بالحكم الديكتاتورى لأسرة سوموزا التى ظلت تتوارث الحكم لأكثر من أربعين عاما. وقد كانت تلك الثورة تعمل تحت السطح لعقدين على الأقل، وشهدت انتكاسات عدة حتى نجحت فى النهاية في الإطاحة بسوموزا الحفيد «أناستازيو حليف أمريكا القوى». وقبل نجاح الثورة بشهور، كانت الولايات المتحدة قد أيقنت أن التحدى لأناستازيو سوموزا جاد هذه المرة، فسعت للاحتفاظ بنظام سوموزا دون سوموزا نفسه، فعملت على تسليم الحكم فى نيكاراجوا للحرس الوطنى، الذى كان معروفا بعنفه وساديته، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل، وانتصرت الثورة الشعبية، التى كانت قيادتها تضم عددا من الأحزاب والقوى المعارضة، وعلى رأسها حركة ساندنيستا التى قادت المقاومة المسلحة لسنوات طويلة ضد نظام سوموزا.
 
ويأتى اسم الحركة نسبة إلى «أوجوستو ساندينو» البطل الذى كافح الاستعمار فى الثلاثينيات، واغتيل غدرا على يد أناستازيو سوموزا الجَد الذى كان وقتها رئيسا للحرس الوطنى. أما رموز حركة ساندنيستا فجاءوا من رحم الحزب الاشتراكى، ثم انفصلوا عنه لتشكيل حركة المقاومة المسلحة لنظام سوموزا، مستلهمين نموذج تشى جيفارا، لكن الحركة واجهت صعوبات كثيرة كان منها تردد قوى المعارضة الأخرى فى الاشتراك فى الإطاحة بسوموزا. لكن لحظة التحول جاءت، حين ضرب البلاد زلزال مدمر فى 1972 فاستغلته أسرة سوموزا للإثراء بالاستيلاء على المساعدات الخارجية، على حساب الضحايا.
 
وقتها انتفضت أحزاب المعارضة، ونشأت حركة من سبعة أحزاب سميت «اتحاد المعارضة الديمقراطية» بقيادة صحفى لامع يدعى بيدرو شامورو. ورغم ضعف تلك الحركة مقارنة بساندنيستا، إلا أن الأخيرة لم تكن هى الأخرى تتمتع بشعبية كبيرة إلى أن ازدادت وحشية النظام تجاه معارضيه فى 1974، وهى الوحشية التى طالت شامورو الذى اغتيل فى 1978. عندئذ التحمت الاحتجاجات الشعبية بالساندنيستا التى كانت قد دخلت وقتها فى تحالف مع عدد من أحزاب المعارضة، عملوا معاً حتى أطاحوا بسوموزا، وتم تشكيل مجلس مؤقت للحكم سمى «مجلس البناء الوطنى»، ضم ممثلين عن الأحزاب المختلفة وحركة ساندنيستا.
 
لكن لم يمر عام واحد على نجاح الثورة حتى دب الصراع بين الساندنيستا وباقى القوى الثورية. واستقال بعض قادة الأحزاب من المجلس، واتهموا ساندنيستا بأنها تسعى للاستحواذ على السلطة وحدها وتحويل نيكاراجوا لدولة شيوعية. وعليه حكمت ساندنيستا وحدها حتى أجريت أول انتخابات ديمقراطية بعد الثورة عام 1984.
 
وهى الانتخابات التى شهدت الأمم المتحدة والمراقبون الدوليون بنزاهتها، وحصلت فيها الساندينستا على 67% من الأصوات، وحصلت قوى المعارضة التى شاركت على ثلث المقاعد، بينما قاطعت الانتخابات قوى أخرى. وقد تبنت الساندنيستا فى سنواتها الأولى مشروعات كبرى، كان من بينها مثلا حملة لمحو الأمية حصلت بموجبها نيكاراجوا على جائزة اليونسكو، حيث انخفضت الأمية فى عام 1980 وحده من 50% إلى 13% واستمرت الحملة حتى نهاية الثمانينيات. لكن الأغلبية الشعبية التى حظيت بها الساندنيستا فى الانتخابات، فضلا على برامجها للتنمية الاقتصادية المستقلة، مثلت تهديدا حيويا ليس فقط لأصحاب المصالح الاقتصادية التى ارتبطت بنظام سوموزا، وإنما للولايات المتحدة أيضا.
 
وكان «تهديد النموذج» هو جوهر موقف أمريكا. فنيكاراجوا، وفق الرؤية الأمريكية وقتها، إذا ما حققت نجاحا اقتصاديا وديمقراطيا، ستتحول إلى نموذج جذاب فى منطقتها يستحيل معه الحفاظ على الهيمنة الأمريكية. لذلك كان المطلوب، كما قال مسؤول ذلك الملف فى الخارجية الأمريكية- أن تتحول نيكاراجوا «لدولة فقيرة معزولة ومتهمة بالراديكالية السياسية لئلا تتحول أبدا إلى نموذج»..بدأت الكونترا القيام بعمليات عسكرية ضد مصالح اقتصادية في نيكاراجوا، وكانت الساندنيستا ترد بالطبع لكنَّ المصالح الاقتصادية تأذَّت تمامًا، وتوقف الدعم الدولي لنيكاراجوا بسعيْ من الولايات المتحدة، التي نجحت في إيقاف حصول نيكاراجوا على قروض من بنوك دولية، كما فرضت عليها حظرًا تجاريًّا شاملاً وبدأت شعبية الساندنيستا في الانهيار.
 
بعد الولاية الرئاسية الأولى لزعيم حركة الساندنيستا، دانيال أورتيجا، كانت الشعبية الجماهيرية للحركة قد اضمحلت، وبدأت الانتخابات الرئاسية الجديدة عام 1990، وفازت منافسة أورتيجا، فيوليت شامورو، المدعومة ماليًّا من قبل واشنطن.في نيكاراجوا عاد النظام القديم مع تغيير طفيف في رؤوس هذه النظام، وبعد سقوط الساندنيستا لم تعد لحركة الكونترا أية أهمية بالطبع فقد أسقطت النظام الثوري الجديد، وعاد النظام القديم بشكل ديمقراطي.!!

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter